فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حصريا لـ«المنتخب»: (الجزء الأول)
الأربعاء 28 يناير 2015 - 17:06كلنا نعمل وفق أهداف والكل أمام المحاسبة سواء
متفائل بأن عقوبات الكاف لن تكون ثقيلة
قلت لحياتو العقوبات هي الإستثناء وخدمة كرة القدم هي القاعدة
العصبة الإحترافية ستولد شهر مارس وقريبا سنخلق لجنة للإنتخابات
قد يحتاج الحوار مع السيد فوزي لقجع المناب من عائلة كرة القدم الوطنية لتحديث البيت الكروي واستكمال ما بدأ من عمل في أوراش بعينها، إلى ركض فعلي في كل الحواري وإلى دوران سريع حول عقارب الساعة للقبض على اللحظة، إلى كثير من الصبر لرسم خارطة الزمن، ولكن عند الجلوس أمام الرجل فلا حاجة لمقدمات ولا إلى حاجة لأحدث تقنيات سبر الأغوار، لأن فوزي لقجع يقف أمامك بمرجعيته وبذكائه وأيضا بشغفه الكبير بكرة القدم كالكتاب المفتوح، حروفه واضحة وجمله لا تقبل بالمجازات ولغته مليئة بالحياة وبالمباشرة وبالجرأة أيضا، فكيف لا يأتي الحوار معه شفافا ومنسابا وقبسا من ضوء، يحول الجمرة إلى ثمرة.
بعد 9 أشهر من الإبحار العميق في دهاليز الجامعة بخلفية فكرية كبيرة، يصبح الحديث إلى السيد فوزي لقجع عبارة عن رحلة بين العديد من الأروقة والأوراش بلغة حالمة ولكنها واقعية.
ــ المنتخب: نبدأ السيد رئيس الجامعة من حيث انتهى إجتماع المكتب المديري الذي أرخ لمرور تسعة أشهر والذي شهد معالجة وتقييم عدد من الأوراش التي انطلق بها العمل وشهد أيضا حالة من السخونة والإحتقان، أي خلاصات وأي إشارات أطلقها هذا الإجتماع؟
ــ فوزي لقجع: لا بد من الإشارة أولا إلى أن الإجتماع الذي عقدناه مساء الأربعاء 14 يناير 2015 لم يكن أول إجتماع للمكتب المديري على خلاف ما تمت الإشارة إليه في بعض وسائل الإعلام، ذلك أن المكتب المديري عقد مجموعة من الإجتماعات، وقد كنا بالضبط في إجتماعنا الرابع، وكان بودنا لو نعقد إجتماعات بعدد أكبر لو أننا لم نكن مواجهين بالإلتزامات والرهانات التي دخلتها كرة القدم المغربية على المستوى العالمي سواء بتحضيراتها لإقامة كأس إفريقيا للأمم 2015 التي جرى ترحيلها إلى غينيا الإستوائية، أو بالتحضيرات لكأس العالم للأندية والتي استنزفت الكثير من الوقت ومن الجهد.
بالطبع فإن الإجتماع الأخير إكتسى صبغة خاصة للعديد من الإعتبارات، أولا هو يأتي بعد شهر من إجتماع كان قد عقده المكتب المديري، ثانيا هو يتزامن مع نهاية مرحلة الذهاب للبطولة الوطنية وثالثا لأن اللجان المركزية أخذت ما يكفي من الوقت لتستكمل الهياكل وتضع خارطة طريق لتقدم في النهاية كشفا بإستراتيجية العمل، وبالتالي فإن الإجتماع جاء مضغوطا بالملفات وبنواحي النقاش أيضا، كان هناك تقييم لتنظيمنا للنسخة 11 لكأس العالم للأندية وكان هناك تقييم أيضا لسيرورة البطولة الوطنية في شطرها الأول وما صاحب ذلك من قضايا أثارت حولها نقاشا عميقا وبخاصة ما ارتبط بالتحكيم، وكان هناك ثالثا كشف مبدئي بتطور العمل على مستوى مختلف اللجان من خلال عروض مستفيضة قدمها كل عضو مسؤول عن لجنة من اللجان، وبعد ذلك فتح النقاش بعمق وموضوعية كاملة، وبالتالي كان الإجتماع الذي دام قرابة خمس ساعات مثمرا.
طبعا من الإشارات الواضحة التي قدمها هذا الإجتماع أن المكتب المديري له إلتزامات وله أيضا مجموعة من البرامج التي تعهد بها أمام الجمع العام وأمام مجموع العائلة الكروية الوطنية، وأبرز هذه الإشارات هي تفعيل وتسريع وثيرة العمل بكل الأوراش التي تستهدف في النهاية الإرتقاء بالمنتوج الكروي الوطني وهيكلة بيت كرة القدم الوطنية من قاعدته إلى قمته.
ــ المنتخب: بخصوص هذه الإشارات أنت تبنيت برنامج عمل ثقيل ووازن أصبح يمثل مسؤولية على كاهلك بعد أن اضطلعت بمسؤولية رئاسة جامعة كرة القدم.. هل توصلت بعد تسعة أشهر من العمل إلى أن وثيرة الإشتغال ببعض الأوراش يطبعها البطء وعدم التناسق؟
ــ فوزي لقجع: بكل موضوعية وصراحة أقول لكم أن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح، وسأبدأ من الهيكلة، ما يتعلق بخلق العصبة الإحترافية، فنحن قريبون من إعلان الموعد الرسمي لإنتخاب هذه الهيئة الجديدة بعد أن استكملت كل اللبنات وبعد أن تم وضع كافة المرتكزات القانونية وتم أيضا التصديق على كافة النظم، وهو أمر اشتغلنا عليها بتنسيق كامل مع الإتحاد الدولي لكرة القدم.
خلال هذا الأسبوع سنعين لجنة للإنتخابات بحسب ما تقتضيه اللوائح لتشرف على الجمع العام التأسيسي للعصبة الإحترافية ولتعلن على تاريخ إنعقاده والآجال الزمنية المحددة لإستقبال الترشيحات طبقا للمسطرة.
ــ المنتخب: هي لجنة كاملة الإستقلالية؟
ــ فوزي لقجع: بالطبع من الشروط الضرورية الواجب توفرها في هذه الهيئة هو أن تكون كاملة الإستقلالية وذات صلاحيات واسعة ومشكلة من كفاءات تسييرية لها دراية واسعة بكرة القدم، الهدف هو أن تكون لنا مع نهاية شهر مارس القادم عصبة إحترافية منتخبة بشكل ديمقراطي تبدأ تدريجيا في ممارسة مهامها واختصاصاتها على أساس أن تباشر بشكل عملي الإشراف الفعلي على البطولة الإحترافية في نسختها القادمة لموسم 2015ـ2016.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه كانت لنا نفس الإرادة لخلق عصبة للهواة كما تعهدنا بذلك خلال الجمع العام الأخير للجامعة، إلا أن الأمر يرتبط بتعديل لإحدى فصول النظام الأساسي للجامعة الذي يتحدث في صيغته الأولى عن لجنة للهواة وليس عن عصبة للهواة، وأنتم تعرفون أن هناك فوارق كثيرة في اللفظ وفي المسمى ما يقتضي عرض هذا التعديل على المسالك التشريعية الوطنية من أجل تثبيت هذا التغيير، وحالما يصادق البرلمان على هذا التعديل فإننا سنباشر على الفور عملية التحضير لتشكيل عصبة للهواة بنفس الأسلوب والطريقة التي سنتبعها مع العصبة الإحترافية.
بطبيعة الحال خلق عصبة إحترافية وعصبة للهواة ليس هدفا في حد ذاته، ولكنه وسيلة للبقاء في الإطار المؤسساتي الذي تصورناه من البداية، ما دام أن مركز الإشتغال داخل المكتب المديري للجامعة هو العمل بشكل أفقي، أي ما يرتبط بالمنتخبات الوطنية وبالبنيات التحتية على أساس أن تضطلع كل من العصبتين الإحترافية والهواة بتسيير بطولات الإختصاص، إذا هذا كل ما يتعلق بالهيكلة في إطار إعادة مأسسة الهياكل المتصلة بالعمل الجامعي.
ــ المنتخب: طيب، إذا ما استحضرنا اللجان التي تم تشكيلها ووضع على رأسها أعضاء جامعيون، إلى أي مستوى من الإشتغال وصلت هذه اللجان، وهل أنتم راضون على وثيرة العمل فيها؟
ــ فوزي لقجع: إذا ما بدأت الحديث بلجنة البنيات التحتية وحتى أعطيكم أرقاما واضحة فاليوم نحن نشتغل على مستوى 55 ملعبا بـ 55 مدينة لتكسيتها بالعشب الإصطناعي وهي ملاعب موجهة بالأساس لأندية الهواة، وكلنا يعرف أن أندية الهواة كانت وما تزال إلى اليوم تمارس في ظروف أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها مزرية ولا يمكن قطعا أن تشرف كرة قدم قاعدية منها تنهل أندية النخبة، هناك أيضا شطر ثاني يشمل 47 ملعبا، وهذا ورش إلتزمنا به على مدار سنة 2015 بحيث نأمل مع نهايتها أن يستفيد 100 نادي أو أكثر من أندية الهواة من ملاعب ذات عشب إصطناعي بجودة عالية.
ــ المنتخب: هل جرى الأمر وفقا لتقطيع جغرافي يضمن نوع من العدالة في توزيع هذه الملاعب على مدن المملكة، إعتبارا إلى أن هناك مدنا كثيرة تشتكي من أنها إما توضع على الهامش وإما أنه يفكر فيها في مستويات ثالثة ورابعة؟
ــ فوزي لقجع: أنا أعتقد أنه كيف ما كانت المعايير وكيف ما كان هذا التقطيع الجغرافي الذي أتفق معك على ضرورة أن يراعي نوعا من العدالة في توزيع مبدإ الإستفادة، فإننا في النهاية سنكون رابحين فليس من السهل جدا على أن جامعة أن تشتغل على هذا الشق الصعب من الأوراش وتتمكن من إعادة تعشيب أو من تعشيب ما يزيد عن 100 ملعب، ولكن أؤكد لك أن الأمر لن يقف عند هذا الرقم أو عند هاذين الشطرين، بل إننا سنبرمج شطرا ثالثا ورابعا من أجل أن نصل إلى كل المدن والقرى التي تنشط بها أندية الهواة، وهنا لا بد أن أثني الثناء الكبير على وزارة الداخلية ووزارة التجهيز لمساعدتهم لنا القيمة في إنجاز هذا الورش الإستراتيجي والكبير، لأنه لا يمكن لأي كان أن ينتقص من قيمة المجهود الكبير الذي يبذل على كافة المستويات التجهيزية من أجل تحيين هذه الملاعب بالجودة العالية التي تحدث عنها، ثم إنه من الضروري أن نستحضر مسألة تمويل هذا المشروع الكبير، فتجهيز 55 ملعبا يتطلب 480 مليون درهم، إذا نحن نتحدث عن إستثمار طويل المدى لا يمكن أن يتوقف عند هذه الولاية، بل إنه سيتمد لمكاتب جامعية قادمة اعتبارا إلى أن البنيات التحتية هي الحلقة الأهم في معادلة كرة قدم مهيكلة ومنتجة ومتطورة.
على مستوى إنارة الملاعب هناك اليوم دفتر للتحملات جاهز، وخلال الأيام القادمة سيفتح باب طلبات العروض لتمكين 13 ملعبا من إنارة تصل إلى 1200 لوكس، وهنا لا بد من التوضيح أن الملاعب التي توجد بها إنارة، لا يستجيب نظامها للمعايير الدولية، إذ تشتغل فقط بـ 500 لوكس، وعندما نتحدث عن تطوير نظام الإنارة ليكون مستجيبا للمعايير الدولية، فإننا نتحدث عن ظروف راقية لإجراء مباريات كرة القدم من المستوى العالي القابلة للتسويق والمشجعة على الفرجة، ثم إن تمكين كل الملاعب التي تستضيف مباريات البطولة الإحترافية من نظام إنارة عالي الجودة من شأنه أن يساعد لجنة البرمجة على الوصول لأفضل صيغة ممكنة لبرمجة مباريات البطولة الإحترافية.
هناك مسألة ثالثة تتعلق بالبنيات التحتية وعرضنا لها بعمق وتوافقنا على الإشتغال بشكل سريع ومستعجل، هي إلغاء العمل بالعشب الإصطناعي أو إستبدال العشب الطبيعي المتردي في كل الملاعب التي تستضيف مباريات البطولة الإحترافية وتعويضه بعشب طبيعي من المستوى الرفيع، وهنا بالطبع أتحدث عن 7 ملاعب هي: القنيطرة، تطوان، آسفي، خريبكة، بركان، الحسيمة وخنيفرة، العمل سيبدأ فيها مع نهاية شهر مارس، لأننا إذا كنا نتوخى إطلاق النسخة القادمة للبطولة الإحترافية في ملاعب عالية الجودة، فإن العمل لا بد وأن ينطلق قبل شهر أو شهر ونصف من نهاية البطولة الحالية، علما بأن هذا الأمر سيكون له تأثير مباشر على البرمجة، ولكن علينا جميعا وبخاصة الأندية التي يستهدف هذا العمل ملاعبنا بتقديم ما يكفي من التضحيات من أجل تثبيت عشب طبيعي بجودة عالية ستكون له ولا شك إنعكاسات كبيرة على الممارسة الكروية الإحترافية، ذلك أن هذه الأندية سيكون عليها أن تجد ملاعب لتخوض على الأكثر مباراتين خارج قواعدها.
ــ المنتخب: هل يقتضي الأمر مخاطبة هذه الأندية المستهدفة للحصول على موافقتها، لطالما أن المبارايات التي تحدثتم عنها قد يكون لها طابع مصيري بتحديد الفوز بلقب البطولة أو بالمنافسة على تجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية؟
ــ فوزي لقجع: كان علي أولا أن أعرض الأمر على أشغال المكتب المديري وقد فعلت، بالنظر إلى أن هذا المكتب مشكل من رؤساء الأندية التي قد يكون بعضها مستهدفا بالعملية، وكان الإتفاق كاملا على ضرورة الإنطلاق في هذا الورش وكلفت شخصيا كرئيس للجامعة بإجراء الإتصالات مع رؤساء الأندية المعنية ملاعبها بهذا الأمر، وأعتقد أن كل هؤلاء الرؤساء لهم من الوعي الكروي بأهمية هذا الذي نقدم عليها بصرف النظر عن نتيجة مباراة أو مباراتين لأن فيه مصلحة بعيدة في الزمن، ولأن ما نهدف إليه جميعا هو أن ندخل بداية من الموسم القادم عهد ما يمكن الإصطلاح عليه بالبطولة المثالية.
ــ المنتخب: هناك أيضا مسألة تسريع وثيرة العمل بمراكز تكوين الأندية والتي تعيش شبه عطالة برغم أنها كانت دائما من رهانات تطوير ممارسة كرة القدم؟
ــ فوزي لقجع: بالقطع هناك مقاربة جديدة لهذه المراكز، وقد تمت معاينة الحالة المبدئية لـ 13 مركزا وهناك إشتغال على هذا الورش داخل الإدارة التقنية الوطنية لوضع هيكل موحد والوصول إلى تأطير عالي المستوى، بالإضافة طبعا إلى المراكز الجامعية الجهوية التي وضع لها رسم أولي، عموما كان هناك نقاش حول سيرورة العمل في كل اللجان وأبديت ملاحظات الغاية منها هي الوصول لأفضل تدبير ممكن لكل هذه اللجان التي لها علاقة بالأوراش الإستراتيجية للجامعة.
ــ المنتخب: 5 ساعات من النقاش لم تخل أيضا من تشنج ولم تخل أيضا من نقاش ساخن وضع الكثير من النقاط على الحروف؟
ــ فوزي لقجع: شخصيا لم أشهد في الإجتماع أي سخونة ولا تشنج ولا إختلاف في الآراء، على الرغم أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقال، من منظوري الشخصي إذا كنا نتحدث عن ضرورة التعاطي مع الشأن الكروي بكثير من الإحترافية، فإن هذه الإحترافية تقتضي أن يكون الجميع على خط واحد من التفكير والنقاش، كمكتب مديري عقدنا إجتماعنا وعلى التو أصدرنا بلاغا حدد بدقة عالية كل نواحي النقاش والقرارات التي أفضى إليها هذا الإجتماع، إذا لم يكن هذا كافيا، يمكنني أن أعقد لقاءا صحفيا، شخصيا ما يزعجني أن بعض الأحكام تؤسس على تصريحات تنسب لمصادر لا أعرفها.
ــ المنتخب: وهل يقدم أو يؤخر أن يقال بأن إجتماع المكتب المديري شهد تشنجات وسخونة، علما بأن الإشتغال على قضايا ذات صبغة وطنية يقتضي حضور مثل هذا التشنج الذي ينتصر للمصلحة العامة؟
ــ فوزي لقجع: أنا لا أتحدث عن درجة السخونة ولا عن الدرجة التي بلغها التشنج ولكنني أتحدث عن الطريقة التي يتم بها تصدير الخبر إلى الرأي العام، في إعتقادي أن ما يجب الإحتكام إليه هو البلاغ الصادر عن المكتب المديري للجامعة، بما يتيحه ذلك من نقاش ديمقراطي وموضوعي يمكن أن تتأسس عليه أحكام قيمة، لقد تناول الإجتماع 10 مواضيع ومن الطبيعي أن نختلف في زوايا الحكم والتقييم وحتى الرأي، لكن المهم في كل هذا أن نظل على رأي واحد هو خدمة كرة القدم الوطنية.
ــ المنتخب: نعرج الآن على موضوع شغل وما يزال الرأي العام الوطني وهو المرتبط بعلاقة الجامعة بالإتحاد الإفريقي لكرة القدم، برفض الهيئة الإفريقية طلب تأجيل كأس إفريقيا للأمم وترحيلها إلى غينيا الإستوائية، وإستبعاد المنتخب المغربي من هذه النهائيات، والعقوبات المعلقة، إجتمعتم قبل أيام بالسيد عيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي وبعض أعضاء مكتبه التنفيذي وقدمتم ما يشبه المرافعة في موضوع إمعان المغرب في طلب التأجيل، هل يمكن القول أن الجامعة تضررت رياضيا وفنيا وإقتصاديا أيضا بترحيل كأس إفريقيا للأمم، وهل ننتظر من الإتحاد الإفريقي عقوبات مخففة؟
ــ فوزي لقجع: قبل الحديث عن أي ضرر من أي طبيعة كانت يمكن أن يكون قد لحق بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جراء ترحيل كأس إفريقيا للأمم إلى غينيا الإستوائية، أضع في صدارة القناعات أن المغرب طلب تأجيل كأس إفريقيا للأمم في نسختها الثلاثين لإعتبارات إنسانية وأخلاقية لا يمكن أبدا المزايدة فيها.
ــ المنتخب: لا نختلف على جدية وموضوعية الإعتبارات التي قادت المغرب لطلب تأجيل كأس إفريقيا للأمم وقد حظي في ذلك بإجماع وبدعم العديد من الأطراف، ولكن أنا أتحدث عن الإنعكاسات التي يمثلها ضياع هذا الرهان القاري الذي كنتم تراهنون عليه في أول ولاية لكم على رأس الجامعة؟
ــ فوزي لقجع: أنا كرئيس جامعة أقول لتفادي كل مجازفة وكل مخاطرة من أي نوع كان من الضروري أن نطالب بهذا التأجيل، ما يعني أن هناك إقتناعا راسخا بموضوعية كل هذه الإعتبارات، كرئيس جامعة أو كأي مواطن مغربي كنا نتمنى أن نستضيف هذه النسخة لكأس إفريقيا للأمم، بل إن المغرب بكافة هيآته بذل مجهودا كبيرا من أجل الوفاء بما وعد به، أي تنظيم كأس إفريقيا من المستوى العالي، وكلنا يعرف على أنه عند تنظيم أي بطولة من عيار قاري أو حتى دولي هناك إستفادة مباشرة على أكثر من صعيد، ولكننا هنا نتحدث عن قوة قاهرة لا يمكن أبدا أن نجازف بالتنظيم في ظل وجودها.
إذا في مرحلة كهاته وقد ضاعت منا فرصة تنظيم كأس إفريقيا للأمم، كان لزاما أن نبحث عن البدائل للحفاظ على نفس الدينامية، وأعتقد أننا كسبنا الشيء الكثير من تنظيم مثالي ونموذجي للنسخة 11 لكأس العالم للأندية، حظينا ولله الحمد بإشادة ليس فقط من رئيس الفيفا ولكن من كل الذين زارونا أو شاهدوا المباريات، كما أننا حرصنا على وضع الفريق الوطني في دينامية التحضير الجيد ليكون لذلك إنعكاسات قوية على تصاعدية أدائه.
بالعودة إلى علاقتنا مع الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، أؤكد على أنها لم تشهد أي توتر طوال هذا المسار الذي سارت فيه قضية كأس إفريقيا للأمم، ففي كل المناسبات التي إلتقيت خلالها شخصيا السيد عيسى حياتو سواء بياوندي أو بمراكش أو بالرباط أو بالقاهرة في نهاية المطاف، حرصت شخصيا على أن أبقي هذه العلاقة في مستوى ما يمثله المغرب كرويا على المستوى القاري، كبلد له أسبقيات وإنجازات وأفضال كثيرة على كرة القدم الإفريقية.
ــ المنتخب: طيب، ما هي طبيعة هذه المرافعات التي قدمتها أمام رئيس الكاف؟
ــ فوزي لقجع: في كل المناسبات كنت أشرح للسيد حياتو أن المغرب كان ماض في التحضير بشكل فعلي لتنظيم واحدة من أجمل نسخ كأس إفريقيا للأمم، وأبدا لم يبد المغرب في أي مرحلة لا تلكؤا ولا تملصا من كل التعهدات التي كان يقطعها على نفسه، شرحنا أيضا للسيد عيسى حياتو أن الوضع الذي تشهده كثير من الدول الإفريقية نتيجة الإنشار الخطير لوباء إيبولا الفتاك لا يسمح بأي مجازفة من أي طبيعة كانت، بإقامة عرس كروي عبارة عن تجمع بشري تحظره كل الوسائل الوقائية التي يفترض أن تحضر في مواجهة هذا الوباء، لأننا وقتها سنصبح أمام تدبير لأشياء لا علاقة لها بكرة القدم تتعلق بالإحتياطات والإحترازات الوقائية، من هذا المنطلق قلنا على أنه من الضروري أن نفكر جميعا كونفدرالية إفريقية ولجنة منظمة في صيغة مؤمنة لا مجازفة ولا مخاطرة فيها، أي أن ننظم عرس كروي إفريقي في ظروف طبيعية وآمنة، وليس ظروف مشوبة بالإضطراب والقلق، وهنا كان إقتراح المغرب أن تؤجل البطولة لمدة سنة كاملة.
بطبيعة الحال أتفهم الإكراهات التي يقع فيها الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بفعل أن التأجيل يمكن أن ينعكس سلبا على أجندته السنوية ويمكن أن يضر بمصالحه الإقتصادية مع الرعاة والمستشهرين، ويمكن أن يؤسس لسابقة قد تكون لبعض الدول التي لها هشاشة في منظومتها التوقعية، مطية لطلب تأجيلات مستقبلية عند تنظيمهم لمختلف البطولات، ثم إن عيسى حياتو كان يقرأ الوجه الآخر لهذا التأجيل على أنه قد يستغل من طرف البعض للإجهاز على ما قال أن حياتو بناه على مدار ثلاثين سنة أي تثبيت تاريخ كأس إفريقيا للأمم الذي يعتبر مصدر التمويل الأكبر للإتحاد الإفريقي.
ــ المنتخب: هذا يعني أنه لم يكن هناك تضارب في مستويات التفكير، فكل طرف إقتنع بدفوعاته برغم أن النتيجة في النهاية كانت هي ترحيل كأس إفريقيا للأمم إلى غينيا الإستوائية؟
ــ فوزي لقجع: أكدت خلال إجتماعي بالسيد حياتو في القاهرة على خطإ مقاربة أن الجامعة والإتحاد الإفريقي يوجدان على خط المواجهة، وذكرت السيد حياتو أن وجود الجامعة داخل منظومة الإتحاد الإفريقي يلزمه كرئيس لهذه الهيئة بالدفاع عن مصالح أعضائه، ومن هنا وضعته أمام مسؤولية حماية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة التي تأسس عليها قرار هو في النهاية قرار دولة وقرار سيادي.. وقد قلت له أيضا أن قرار إستبعاد المنتخب المغربي من النسخة 30 لكأس إفريقيا هو قرار قاس في حق الفريق الوطني وكرة القدم الوطنية وجيل كامل كان يمني النفس بأن يلعب هذه الكأس الإفريقية على أرضه وأمام جماهيريه.
المسألة الثالثة التي عرضت لها في المرافعة هو أن هدفنا داخل الجامعات وداخل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم هو خدمة كرة القدم الإفريقية لمزيد من تطويرها لتضاهي كرة القدم في القارات الأخرى وليس النبش في الخلافات والبحث في الأنظمة بشكل لا مرونة فيه عن العقوبات التي يجب إيقاعها على كل من خالف الإشارات، برغم أن هناك خلافا حول طبيعة هذه المخالفات، لقد أكدت للسيد حياتو أن العقوبات هي إستثناء في كرة القدم والقاعدة هي تشجيع وتطوير كرة القدم، وإذا أصبح من مقارباتنا الحديث عن العقوبات والمخالفات وليس عن تطور ونمو كرة القدم فهذا معناه أننا أصبحنا خارج التيار بل خارج التاريخ، وقد لمست في السيد عيسى حياتو تفهما لهذه المقاربة المنطقية التي إستحضرتها، ومن هنا أستمد تفاؤلي الذي عبرت عنه في مناسبات سابقة من أن العقوبات لن تكون ثقيلة على الجامعة.
ــ المنتخب: المكتب التنفيذي الذي كان يفترض أن ينقل إليه رئيس الكاف خلاصة إجتماعاتك معه إجتمع على هامش إفتتاح كأس إفريقيا للأمم، ولكنه لم يعرض لهذه القضية وبالتالي ظلت مسألة العقوبات مؤجلة؟
ــ فوزي لقجع: النقطة لم تدرج ضمن جدول الأعمال ربما لأن المكتب التنفيذي كان أمام ضرورة معالجة قضايا تتعلق بإنطلاق كأس إفريقيا للأمم، وقد يعود أعضاء المكتب التنفيذي للإجتماع مع نهاية البطولة للبث نهائيا في هذه القضية.
أنا أقول أننا إنتقلنا من أجواء مشحونة ومتشجنة إلى أجواء هادئة يغلب عليها عنصر الحكمة والتفاهم والرغبة في الوصول إلى حل يرضي الجميع.
حاوره: بدرالدين الإدريسي