الحسنية ممتعة في الذهاب وحريصة في الإياب
الجمعة 16 يناير 2015 - 11:02هجوم ناري وفرجة ودفاع يحتاج للمعالجة
طوى حسنية إكادير صفحة مرحلة الذهاب بمداد الإبداع، مركز ثالث مناصفة مع الكوكب وأولمبيك خريبكة أسعد الأنصار وروائع عزفها جيل جديد قاده فكر مدرب شرع في بناء فريق قادر على ارتداء ثوب البطل.. تقلبات عديدة شهدها بيت الغزالة التي عاشت دمعة الإنكسار وفرحة الإنتصار وبإمكانيات محدودة قدمت منتوجا أرغم الجميع على التصفيق لها وكانت بالفعل ظاهرة الذهاب.
العودة إلى الدار
هي عودة من حيث بدأ مشواره التدريبي، عبد الهادي السكتيوي يستلم القيادة صيف العام الماضي رغم معاناة غزالة مديح الذي ودع أكادير إزاء نتائج الإياب.. إدارة الحسنية فاوضت إبن الدار الذي لم يتأخر وأعطى الموافقة بلا تفكير وعلم ما ينتظره من جليد الصعاب الذي لن تديبه إلا شمس النتائج الإيجابية، لذلك إختار التجديد وتغيير الجلد لتطبيق فلسفته أملا في إعادة توهج الغزالة، والتغييرات قابلتها تخوفات في موسم توقعه أن تكون طريقه مليئة بالأشواك وسيكون ملزما بالبناء من الصفر والتغيير كان له عواقبه، فكيف كانت البداية؟
صفعة البداية
صفعة ويا لها من صفعة تلقاها الحسنية على يد المراكشيين والحصة رباعية، أول اختبار بلا هوية ولا شكل ولا طريقة وكأن الغزالة في لقاء إعدادي وتعارفي بين اللاعبين، فالإنسجام لن يظهر من أول وهلة وسهام النقد وجهت من أول ضربة ومع ذلك حافظ الطاقم التقني على هدوءه واشتغل في صمت بأسماء وثق في قدراتها.
إختبار أول بقدر ما كانت نتيجته ثقيلة بقدر ما أظهر النقاط التي وجب الإشتغال عليها وما يحسب لأهل الدار أن كيانهم لم يتزعزع وزلزال البداية مر بلا أضرار وسرعان ما هدأت العاصفة مع مرور الدورات، حيث كان لنا الموعد مع أسماء تعرفت عليها الجماهير لأول مرة من خلال الحفل الذي تقيمه الغزالة لكل من أراد الإستماع.
بداية عزف الروائع
لقاء شباب خنيفرة بأكادير كان بداية البصم على صفحات الإبداع فالحسنية تفوق برباعية وعاد بنقطة من قلب تطوان قبل أن يستعرض عضلاته على الرجاء بخماسية لترتفع أسهمه في بورصة الأندية، كتيبة السكتيوي شحنت البطاريات بعد ارتفاع المعنويات واستطاعت أن تقهر الكبار حتى في عقر دارهم كما فعلت أمام الوداد.. رفقاء العميد ليركي قدموا عروضا غاية في الروعة أرغم الجميع على التصفيق لها ونوه الخبراء بأداء فريق قدم أفضل مستوياته وضمن الفرجة لمحبيه وعشاقه وهم يتوافدون لمركب أدرار وجه السعد على غزالة سوس التي عاشت التناقض فأين يكمن؟
الأقوى هجوميا والأضعف دفاعيا
مفارقة عجيبة عاشها الفريق في الذهاب، فبقدر ما كان يزور شباك الخصوم ويسجل بالمقابل يسجَّل عليه، ولا خلاف أن غزالة السكتيوي تمتع وتقدم الفرجة لكن دفاعها يحتاج للمعالجة إن أرادت أن تواصل العزف على أوتار النجاح حتى يكون هناك توازن في الشق الدفاعي والهجومي، فبالحسنية تختلف هوية الهدافين من مدافع مرورا بمتوسط ميدان وصولا للمهاجمين وحتى في غياب كوني لم يتأثر الفريق، بأدرار لا يرحم شباك المنافس والشطر الأول كشر فيه الحسنية عن أنيابه بأسماء صنعت لها مكانا وهيبة في البطولة بعدما مرت من قسم الهواة.
من مغمورة إلى مشهورة
ليس ضروري أن تملك أسماء رنانة داخل فريقك حتى تخلق مجموعة منسجمة ومتناغمة، والأمر ينطبق هنا على غزالة بدأت تستعيد هيبتها بأسماء شابة ومغمورة لكنها اليوم بأدائها أضحت مشهورة، ونتحدث عن القادمين من قسم الهواة إسماعيل لحداد اللاعب السابق للإتحاد البيضاوي ومهدي أوبلا القادم من شباب المحمدية.
إسمان إختارهما المدرب لقناعاته بمؤهلاتهما التقنية ولمعرفته بهما عن قرب من خلال متابعتهما، أما من يتابع من بعيد قد يتساءل عن سر اختيار لاعبين من الهواة للعب بالبطولة الإحترافية، ولعل الرد شاهدناه بأقدام اللاعبين وما قدماه حتى اللحظة في الذهاب يؤكد صواب الخيار، والدليل حفاظهما على رسميتهما في المباريات بأدائهما المبهر، وخلاصة الكلام وانتداب اللاعب لا تكمن قيمته في صفقته المالية أو إسمه بل في جودته وعلو كعبه يا سادة.
الإياب لتجنب العذاب
ذهاب مثالي للحسنية كما فعل في الموسم الماضي، مركز ثالث بعد تقديم أقوى العروض لكن الشارع السوسي يتخوف من تكرار الإياب الكارثي، نقطة هامة إذن سيركز عليها الطاقم التقني بكسب المزيد من النقاط وإعداد اللاعبين نفسيا مع استئناف البطولة لضمان نقاط الأمان والاطمئنان أولا لتجنب العذاب وبعدها قد تطمع الغزالة في مركز يليق بماضيها المتوهج.
هدف هذا الموسم إنهاءه مع الخمس الأوائل كما هو مخطط والجماهير ترغب بشدة في أن يستمر هذا الإستعراض وتواصل الحسنية عزفها الرائع وألا يكون هناك تراخي بعد ضمان موقع مريح، فالحسنية اكتفت بتنشيط البطولة في السنوات الماضية وربما آن الأوان للإنقضاض على درعها إن سنحت لها الفرصة هذا الموسم أو العام المقبل.
لقاء للتاريخ
سيظل لقاء الحسنية بضيفه أولمبيك خريبكة راسخا في الأذهاه في ذاكرة كرة القدم، دقيقة تساوي هدفين والحسنية حولت التعادل إلى انتصار في لمح البصر في واحدة من المباريات المثيرة والنادرة التي استمتع بها كل من شاهدها.
إعداد: هشام صبرهوم
حصيلة الذهاب
المركز: 5
مجموع النقط: 24
عدد الإنتصارات: 6
عدد التعادلات: 6
عدد الهزائم: 3
الإنتصارات بالميدان: 5
التعادلات بالميدان: 3
الهزائم بالميدان: 0
مجموع الأهداف المسجلة: 28
الأهداف المسجلة بالميدان: 21
الأهداف المسجلة خارج الميدان: 7
مجموع الأهداف المسجلة عليه: 26
الأهداف المسجلة عليه بالميدان: 14
الأهداف المسجلة عليه خارج الميدان: 12
هداف الفريق في مرحلة الذهاب: بديع أووك (4 أهداف)
عدد حالات الطرد: 2
أقوى حصة فاز بها: 5ـ3 أمام الرجاء (الدورة 6)
مبارياته الخمس القادمة:
الدورة 16: ح.أكادير ـ الكوكب
الدورة 17: ش.الحسيمة ـ ح.أكادير
الدورة 18: ح.أكادير ـ ن.بركان
الدورة 19: ش.خنيفرة ـ ح.أكادير
الدورة 20: ح.أكادير ـ الم.التطواني