ADVERTISEMENTS

الوداد و الرجاء.. لماذا هما دائما خطان متوازيان؟

الخميس 01 يناير 2015 - 14:32

    يبدو أن ما يميز ظهور قطبي الكرة المغربية كل موسم حالة فريدة من نوعها ومثيرة في كثير من تجلياتها، المواسم الأخيرة ظلت شاهدة على أنه كلما تعملق طرف، يكبو الثاني ويتواضع وينكمش.
الوداد والرجاء خلال المواسم الأخيرة على مستوى الظهور خطان متوازيان لا يلتقيان ولم تقدم وقائع النسخ الأخيرة ما يفند الطرح، وهو ما عكسته بطولة هذا الموسم أيضا، وداد بدا قويا ورجاء عليلة، وبعدها صحا الرجاء ودخل الوداد مدن أحزان النتائج السلبية التي تهدد صدارته.
صيف بنسمات التطبيع
لم يصدق الكثيرون ما رأوه وهم يتابعون فصول تطبيع مثير في علاقة فريقين ظلا منذ النشأة يسيران عكس التيار، وما فرقهما أكثر مما وحدهما، بما فيها صيغة النشأة وطريقة خروج الثاني من رحم الأول أو ضلعه الأعوج كما يحبذ المقربون من شأنهما أن يرددوا دائما.
غير أن مبادرة رئيسين من جيل ثالث أو رابع لا يقيمان كبير وزن للتقاليد الموروثة، قدم الإشارات على أن هذا الصراع هو قطعة من الماضي، بعدما دعا سعيد الناصيري الذي حل مكان عبد الإله أكرم غريمه بودريقة للتوقيع على بنود ميثاق شرف تم تدوين أحرفه البارزة في مقر الوداد بمركب ابن جلون، وهو الميثاق الذي أسس لعهد جديد يزيل جليد الخلاف العائم بين فريقين يشكلان الخبز اليومي لساكنة الدار البيضاء.
نسمات الصيف العليلة التي بشرت بالتطبيع كانت أيضا شاهدة على أن الفترة القادمة بما فيها محطة الديربي ستشكل وللمرة الأولى شهادة ميلاد جديدة توثق لمرحلة مغايرة تماما لما ألفه المتتبعون لشأن هذين الهرمين..
الديربي  أفسد اللبن
ظل هذا الود المغلف بكثير من «النفاق الديبلوماسي» قائما وصرحه الهش مشيدا لغاية محطة مباراة الديربي وهو اللقاء غير التقليدي الكفيل بكشف النقاب عن كثير من الحقائق.
ففي محطة الديربي وحتى قبل الديربي بقليل بدأت بعض الإشارات التي تتحدث عن كون ميثاق الشرف ليس سوى حق أريد به باطل.
ما قيل عن اقتسام عائدات الديربي صار مجرد عنوان لا قيمة له، وحكاية التوحد على مستوى إيجاد مقاربة واحدة للولوج لم يتم وما تفجر بالمباراة وعكسته صراعات المدرجات وحتى تبادل التصريحات، والتي كان بودريقة سباقا لإطلاقها بداية لإعادة العلاقة لنقطة الصفر حين وصف رئيس الرجاء الوداد بأرانب السباق، ورد شرس من المعترك الودادي الذي وصف السلوك والتصرف بالصبياني الذي لا يجد له مبررا.
كما كان لموقف جماهير الرجاء التي رفضت التطبيع والتسامح دور في لفت نظر بودريقة إلى أن الخيار المثالي هو العودة للسجال الذي تتفاءل به المكونات الرجاوية.
ضدان لا يلتقيان
خلال المواسم الأخيرة ومنذ آخر تتويج للوداد قبل 4 مواسم باللقب وكان تتويجا مثيرا امتد لغاية الجولة الأخيرة، بعدما حسم المدرب فخر الدين الصراع لصالح الفرسان الحمر وهو يكمل مسيرة الزاكي بادو، كان المنافس التقليدي الرجاء هو الحاضر في الصورة.
بعدها الرجاء يتعملق والوداد يغيب بشكل كبير وملحوظ.
وحتى خلال الفترات التي كان الرجاء يتوارى للخلف كان الوداد يتقدم للأمام، ما عكس حقيقة أن مشاهدة العملاقين على حال واحد مسألة ناذرة الحدوث.
لذلك يتكرر المشهد هذا الموسم على نحو يعكس نفي الحقيقة، وهو كون مشاهدة الفريقين بحالة واحدة غير متاح، بعدما بدأ الوداد لامعا وعاد ليتواضع ليفسح المجال أمام صحوة رجاوية التي وجدت إيقاعها في اللحظة التي اندحر فيها الفرسان.
الفرسان و أغلى رهان
في ظل التواضع الغريب للمغرب التطواني وغياب الجيش الملكي عن الواجهة، وعدم استعداد الكوكب المراكشي لإبداء المقاومة التي تجعله طرفا معنيا باللقب، مسألة الصراع على الدرع يبدو أن طرفيها سيكون الوداد والرجاء لما أظهراه من عزم وتصميم على جعل الموسم ببصمتهما الخاصة.
الوداد وبعد أفول امتد لعدة مواسم غابوا خلال عن واجهة الأحداث وتراجعوا للخلف، يبدو اليوم واثقا من نفسه ومن قدراته تحت قيادة مدرب الألقاب ومدرب خبير من حجم توشاك على استعادة الريادة.
الوداد بدأ قويا واستمر محصنا لنفسه من شر الهزائم لغاية تلقيه صفعة غير متوقعة بآسفي أمام قرش هزمه للمرة الأولى هذا الموسم ورمى بكرة الشك لمعترك أنصاره بعد عودة الغريم الذي بدأ يشدد الخناق عليه.
النسور رتبوا الأمور
ولكونه تعود دائما على فرض نفسه وعلى رسم معالم الفريق الذي يعود من بعيد والقادر على قلب المعطيات لصالحه في الفترات الحاسمة من كل موسم، النسور الخضر وعلى شاكلة ما  أنجزوه الموسم المنصرم أمام المغرب التطواني حن مارسوا بحقه ضغطا رهيبا، كاد على إثره يغنم الدرع، هذه المرة يؤشر على نفس العودة مع اختلاف كون الطرف المعني بها ليس سوى منافسه التقليدي الوداد.
بعد مرور فترة الذهاب بكل ما لها وما عليها، الرجاء بات موقنا أنه كي يتوج باللقب ويقترب من سجلات الوداد عليه أن يقدم إيابا خرافيا وأن يواصل فصول الضغط على منافسه، وانتظار محطة الديربي للقصاص من خسارة الذهاب، ولو تحلى الرجاء الذي يتوفر على أرمادة لاعبين مميزين بضبط النفس أكيد سيكون له كلمته العليا.
منعم بلمقدم 

......................
الفعل ورد الفعل:
محمد بودريقة: البطولة رجاوية ولسنا أرانب سباق
في واحدة من خرجاته المثيرة إعلاميا، وفي معرض إنبعاثه من رماده وهو الذي أكد أنه لن يقفز من السفينة والفريق بعرض الشاطئ، كشف محمد بودريقة عن نوايا فريقه الحقيقية وعن كونه لم يستسلم ولن يتنازل عن اللقب ومن يتصدر حاليا البطولة هم أرانب سباق «التاريخ يشهد على أن الرجاء ظل ملكا للسرعة النهائية والفريق الذي يعود من بعيد وفي اللحظات الحاسمة من البطولة.
لا يوجد ما يثير التخوف، البطولة رجاوية وعن خسرنا الديربي ليتصدر آخرون فما علينا سوى أن نصفق لهم لأنهم لم يفرحوا منذ فترة ونحن فريق ألقاب ولسنا أرانب سباق.
سنحاول التعامل مع الوقائع القادمة بما تستحقه من تركيز وأنا جاهز لتقديم كل ما أملك كي نواصل بنفس التألق والحضور، ولو فزنا باللقب هذه المرة سيكون الأمر أحلى وله نكهته الخاصة».

سعيد الناصيري:الدرع أحمر ولن أوقد الجمر
خلافا لما كان عليه الوضع مع عبد الإله أكرم والذي لم يكن ينتظر الكثير من الوقت لتوجيه مدافعه صوب معترك غريمه بودريقة، كلما زاغ الأخير عن السكة أو حاد عن السياق الصحيح، هذه المرة الناصيري بمقاربة مغايرة وباستراتيجية تزاوج بين البرود والمكر، يراقب تحركات غريمه ورد على حكاية أرنب السباق كما يلي: «لن ندخل في هذه السجالات والمهاترات الصبيانية، غزنا بالديربي وهذا هو الأهم في تقدير الخاص.
لن نركب على نفس البساط الذي يحاول البعض أن يشعل من خلاله نار الفتنة ولن أوقد الجمر، الوداد لن يتنازل عن الدرع وهذا طموح مشروع وحق سندافع عنه وعن بلوغه بالوسائل المتاحة أمامنا والمشروعة بطبيعة الحال.
نحن في مرحلة جد دقيقة ولا يمكن لعثرة واحدة أو سقطة أن تنال من مشروعنا ولا مخططنا بإعادة أمجاد هذا الفريق العريق».

جوزي روماو: وجدت الشفرة ولن أرفع الراية
«عشنا لحظات وفترات صعبة إمتزج فيها الشك بالإحباط، وكان من الممكن أن تشكل هذه الفترة نهاية حلم حتى قبل أن تكتمل فصوله، كانت ثقتي كبيرة في المجموعة وقدرتها على النهوض مجددا وهذا ما تحقق.
أمامنا مرحلة إياب صعبة خاصة والفريق سيكون مدعوا للمشاركة في عصبة أبطال إفريقيا بخلاف بعض منافسيه الذين لا توجد لديهم إلتزامات.
بالنسبة لي صحيح أني اصطدمت في لحظة ما بصعوبات جعلتني أتساءل إن كنت قد أخطأت على مستوى اتخاذ قرار العودة، لكن بعد ذلك توصلت للمفاتيح والشفرة السرية التي قادتنا للصحوة ولاستعادة التوازن، ومن يعرفني جيدا خلال الفارات التي قضيتها بالمغرب يعلمون جيدا أنني لست من النوع الذي يرفع الراية البيضاء والمنشفة أبدا»/

جون توشاك:لعبنا في مباريات بستة لاعبين والبقية تتفرج
عاتب جون توشاك لاعبيه على أدائهم خلال مباراتين فاصلتين كان ينظر إليهما على أنهما فرصة ذهبية للخلاص أو لوضع قدم وبعض الأصابع على درب الفوز بالدرع (مباراتان أمام قطبي دكالة وعبدة الدفاع والأولمبيك).
توشاك قال أنه شاهد فريقه يلعب بستة لاعبين والبقية تتفرج «لم يكونوا اللاعبين الذين تعرفت عليهم في السابق ولا هم العناصر التي حققت نتائج لافتة بالصبر والإنسجام وخاصة السخاء على مستوى المردود.
أمام الدفاع الجديدي كنا سيئين للغاية، لعبنا بستة عناصر والبقية كانت تتفرج أمام فريق بعشرة لاعبين بعد طرد عنصر من فريقهم.
الفترة التي قضيتها مع الفريق جعلتهم يتعرفون على بعض من توجهاتي وفلسفتي في العمل وما أحتاجه وما لا أريده، لذلك سيكون لزاما على بعض اللاعبين أن يستعيدوا سريعا الحضور القوي الذي جعلني وإياهم نخطط لموسم كبير واستثنائي».
.............................
الفدائيون ربحوا بتيفو ثلاثي الأبعاد
حرب الغريمين لا تبقى محصورة في المستطيل الأخضر ولا هي حكر على المسؤولين، إلترات الوداد والرجاء لها جانب كبير في تأجيج الصراع وإذكاء الحماس كل مرة من أجل غاية واحدة وهي أن يكون فريقهما المفضل دائما عند مستوى التطلعات والآمال.
هذا الموسم حتى وإن كان التوازن على مستوى الحضور الجماهيري في مباريات الفريقين موجودا، إلا أن الكفة تميل نسبيا لصالح فدائيو الوداد «الوينرز» أولا بسبب حضورهم اللافت في كل المباريات، وثانيا بعد حسمهم جولة من معركة السجال وحروب النقائض التي يتباروا من خلالها مع نظرائهم الرجاويين، وذلك خلال محطة الديربي التي أطل منها الوينرز عبر كشكول منوع كان أهم لوحة فيه، لوحة ثلاثية الأبعاد «تروا-جي» لثور رجاوي يروض من ودادي.

«الإيغلز« يرفضون التسامح ويعارضون التطبيع
الميساج واضح والرسالة أوضح كما ترجموها في بلاغهم الشهير الذي أعقب محطة الديربي وفك لغز التيفو الرائع «لا للتسامح».
«الإيغلز» رافضة في الشكل والمضمون لمبدأ التسامح مع لاعبي الفريق الخارجون عن النص، وخاصة رفضها التسامح مع الغريم والتطبيع مع مكوناته.
وقال نص البلاغ: «من يرغب في التسامح عليه أن يكون في أكادير حيث تجمع سنوي يخصص لهذه الغاية، أمام علاقتنا مع المكون الثاني فيحكمها الصراع الأبدي والذي لا نقبل أن نتنازل عن ذرة من مبادئنا تجاهه».
باختصار أنصار الرجاء الذين انقسموا داخل فضاء المكانة لهذا السبب، كانوا أكثر من أشر على ضرورة العودة للأصل والأصل في تقاليدهم هو الصراع الأزلي».
...........................
هؤلاء مفاتيح اللقب
لم يعد الفريقان يحتكان على لاعبين بخبرة كبيرة بإمكانهم حسم الصراع المثير حول اللقب هذا الموسم لصالح واحد منهما كما كان الشأن بالسابق ورغم ذلك تبرز أسماء بإمكانها أن تكون فاصلة في هذا الخصوص وهي كما يلي:
من جانب الرجاء:
ــ صلاح الدين عقال:
 اللاعب غاب عن الديربي فخسر النسور وحضر أمام الكوكب فسجل وعاد ليسجل أمام الحسيمة، وهذا الموسم يعتبر الأكثر دنامية واستقرارا وتأثرا على نجاعة خط هجوم فريقه، وحتما سيكون له دور كبير داخل الفريق وهو الدور الذي كان يلعبه متولي.
ــ عبد الإله الحافيظي:
إستعاد رشاقته السابقة وعاد لمغازلة الشباك كما كان في بداياته والجماهير الرجاوية وخاصة روماو ينظرون إليه منذ مباراة الفتح الرباطي التي سجل فيها قبل أن يدون ثنائية أمام الحسيمة بمثابة الملهم واللاعب الوحيد القادر على فك استعصاء الهجوم كلما داهم النسور طارئ.
من جانب الوداد:
ــ رضا الله هجهوج:
إكتشاف السنة واللاعب القادر على تفجير طاقاته ليكون الفتى المدلل الجديد للجماهير الودادية والتي لن تنسى أنه كان صاحب فضل كبير في ربح مباراة الديربي. الهجهوج لو يضبط إيقاعه ويتحلى بالواقعية سيكون حاسما.
ــ ابراهيم النقاش:
محراث خط وسط الوداد واللاعب القادر على شغل الكثير من الأدوار وبنفس الإقتدار، لاعب سخي على مستوى المردود وله دور كبير ومؤثر داخل المنظومة الفنية التي يلعب بها توشاك وهو الرقم المحوري في خطته.
...................................
لعنة الحراس ضربت الغريمين
لعنة مشتركة أصابت الغريمين، فلم يعد عرينهما محصنا كما كان الحال سابقا، الرجاء ضمت العلوش فلم يقنع واستقبل دزينة أهداف حين غاب العسكري، وحين عاد الأخير من الإصابة والتوقيف سار على نفس الحال لتكون خاتمة المشهد بمعترك الرجاء فك ارتباط الحارس الزعري الذي استقدم وظل عاطلا عن اللعب لفترة طويلة.
بالوداد إعتزل لمياغري ودخل في صراع مثير  مع فريقه مسرحه غرفة النزاعات التابعة للجامعة، وليصاب حارساه بنعاشور وعقيد وليضطر الفريق للتعاقد مع حارس سطاد المغربي من الهواة للخروج من ورطته.
......................................
الصفقات الكارثية قاسم مشترك
حتى وإن كان ما يفرقهما  أكثر مما يوحدهما، إلا أن الطريقة والمقاربة الكارثية على مستوى تدبير تعاقداتهما عكست أنهما يقتسمان خاصية الصفقات الكارثية والتي لم يستفيدا منها الكثير.
و بدا لافتا ومثيرا للإستغراب الأقدام على تعاقدات لم تفدهما في شيء، صرفا الكثير في السوق ونهاية المشهد لاعبون عاطلون عن العمل بمبالغ خالية أو فسخ عقود بعضهم:
واخترنا لكم 5 حالات تعكس الصفقات الفاشلة في كل معترك:
الوداد البيضاوي: غوستافو بلانكو ـ نعيم أعراب ـ إد عبد الحي ـ الشافني ـ أصوفي.
الرجاء البيضاوي: يحيى كيبي ـ الكناوي ـ العلوش ـ فتاح ـ اجبيرة.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS