من خدع الآخر؟
الإثنين 22 دجنبر 2014 - 11:56في النهاية هو وهم جرينا وراءه، ونجد صعوبة في الإفاقة على حقيقة مهولة، أنه كان سرابا أو صرحا من خيال فهوى..
صدمنا أن يكون المغرب التطواني قد باع حلمه وحلم الآلاف من جماهيره بل وحلم الملايين من المغاربة بأبخس وأقل مجهود، أن ينسحب من مونديال الأندية بالصورة التي غادر بها أمام فريق نيوزيلاندي إختلف عن المغرب التطواني في شيء واحد هو أنه آمن بقدراته وأبدا لم يتنازل عن أسلوبه وجاء في المباراة متطابقا مع إمكاناته الصغيرة والمحدودة جدا.
ولكن دعني أسأل نفسي قبل أن أسألكم، من خدع وأوهم الآخر؟
هل نحن من توهم أن للمغرب التطواني القدرة على أن يسقط هذا الأوكلاند المتواضع من الدور التمهيدي، لينطلق متحررا من كل ضغط إلى فضاء أرحب ليكتب تاريخه ومجده متأسيا بما فعله قبله الرجاء؟ أم المغرب التطواني هو من أوهمنا بأن له قدرات نفسية وفنية سيتسلح بها ليجعل من مونديال الأندية لحظة مأخوذة من زمن هذا الفريق الجميل، الزمن الذي قاد المغرب التطواني بكرة قدم جميلة وواقعية للفوز بلقب البطولة الإحترافية؟
قطعا لست ممن يهوون عقد المقارنات بين ما لا يقارن في كرة القدم، فقد كان من الخطأ فعلا أن نقيس تجربة المغرب التطواني بتجربة الرجاء أو حتى أن نؤسس عليها أي إنتظار من أي نوع، فما بين الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني من فوارق في الموروث وفي التقاليد وفي بناء شخصية الفريق وحتى هوية اللعب، لم يكن ليقوي الأمل في رؤية حمامة تطوان تحلق في سماء المونديال بنفس الطريقة التي حلق بها نسور الرجاء العام الماضي ففتنوا الناس وأبهروهم.
لعبت المصادفات دورها في أن المغرب التطواني دخل كأس العالم للأندية من ذات البوابة الضيقة التي دخل منها الرجاء قبلا، فالفريقان معا أقبلا على الموعد الإستثنائي وهما ليس في أفضل حالاتهما الفنية، عطفا على ما كان من نتائج في البطولة، قد يكون الإختلاف الوحيد هو أن الرجاء قرر دخول المونديال بربان تقني جديد، بينما إعتبر المغرب التطواني التضحية بعزيز العامري تهشيما وتحطيما صريحا لمشروع إستمر به العمل لأربع سنوات، قبل أن يكون جحودا ونكرانا للجميل، إلا أن ما كان محفزا ذاتيا للرجاء ليبعث ما كان قد توارى تحت الرماد، غاب للأسف عن المغرب التطواني الذي قدم نفسه لكأس العالم للأندية بالصورة المرتبكة والمشوشة والتي لا وجود فيها لروح وشخصية المغرب التطواني الذي جذبنا إليه الموسم الماضي بجمالية العرض وبتماسك الأداء، فما الذي أبقى حمامة تطوان محبوسة في قفصها لا تقدر على التحليق في لحظة مثلت للبعض حلما من الدرجة المستحيلة، وقد تكون مثلت للبعض الآخر معجزة صغيرة في زمن قلت فيها المعجزات؟
هو شيء واحد ووحيد، أن لاعبي المغرب التطواني لم يرفعوا عنهم سحب الضغط الكاتمة للأنفاس ومع ذلك لم يتمكنوا كمهارات فردية وكمجموعة من إخراج ما كان مصدرا عندهم للإلهام وللإبداع، قد يكون مصدر ذلك عجز ذاتي أو إفلاس تكتيكي، وفي الحالتين جعلنا المغرب التطواني نعيش كابوسا مرعبا والحلم المونديالي يتهاوى أمام فريق نيوزيلاندي تعلم الكثير من درس العام الماضي عندما سقط أمام الرجاء، وكان دليل إستيعابه للدرس أنه سلخ جلد وفاق سطيف الجزائري بنفس الطريقة التي سلخ بها جلد المغرب التطواني.