عبد الحق بن شيخة يخرج عن صمته:
السبت 20 دجنبر 2014 - 12:05كنت متيقنا أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ستنصفني
إتصلت غير ما مرة بأعضاء الدفاع لتسوية الخلاف وديا لكن دون جدوى
أقدم خالص إعتذاري للجمهور الدكالي
عادت قضية مدرب الدفاع الحسني الجديدي السابق عبد الحق بن شيخة لتطفو من جديد على السطح بعدما حسمت لجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في النزاع الذي نشب بين الطرفين وأصدرت مؤخرا حكما يقضي بتأدية الفريق الدكالي ما مجموعه 549 ألف درهم لصالح المدرب الجزائري وتهم راتب شهرين ومنح بعض المباريات كان قد صادرها المسؤولون الجديديون بدعوى إخلال المروض السابق لمحاربي الصحراء بإلتزاماته تجاه ناديه السابق بعدما نقض وعده وارتبط في الصيف الماضي بالرجاء البيضاوي وهو مازال على ذمة الدفاع.. وقد اتصلت «المنتخب» بالمدرب بن شيخة الذي يقود حاليا نادي اتحاد كلباء الإماراتي الذي قدم دفوعاته بخصوص خلافه مع الدفاع الذي فاز معه الموسم الفارط بأول لقب في تاريخه، مقدما إعتذاره للجماهير الدكالية التي ما زال يعتز بها رغم أنها كانت قاسية معه على حد تعبيره.
- المنتخب: كيف تقبلت قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي حكمت لصالحك في نزاعك ضد فريقك السابق الدفاع الجديدي؟
بن شيخة: أولا وقبل كل شيء أشكر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي أنصفتني في نزاعي ضد فريقي السابق الدفاع الحسني الجديدي وحكمت لصالحي عن قناعة وطبقا لما ينص عليه القانون، ولا أخفي عنكم سرا أنني كنت واثقا من أن الجامعة ستتخذ قرارها العادل لمصلحتي لأنها تضم في عضويتها أناسا أكفاء ونزهاء، لكنني رغم ذلك أنا حزين جدا لأنني لم أتوقع أن تتطور خلافاتنا إلى هذا الحد، ومتأسف كذلك على الطريقة الذي جرت بها الأحداث، لم تكن لدي نية في رفع شكاية ضد الدفاع، لكن مفاجأتي كانت كبيرة بعدما توصلت برسالة مضمونة مفادها أن الرئيس قابيل شكا بي إلى الجامعة وطالب بتعويض قيمته 200 مليون سنتيم بعد عرضي على المجلس التأديبي الذي إلتأم يوم 24 يوليوز الماضي، علما أن عقدي مع الدفاع إنتهى يوم 30 يونيو، فهل يعقل أن يحال مدرب أنهى إرتباطه بالنادي على مجلس الإنضباط؟ كنت على أتم الاستعداد بأن أقبل أي قرار من الرئيس قابيل بما في ذلك التسوية المادية على دفعات، لأنني أعرف جيدا ميزانية النادي والإكراهات المادية التي تواجهه وسط الموسم، على الدكاليين أن يعلموا أنني لم أطلب سوى حقوقي التي هي من عرق جبيني، وتهم راتب شهرين ومكافآت البطولة وكأس (الكاف)، أضف إلى ذلك أنني لم أكن يوما أنانيا، بدليل أنني لم أفرض يوما على المسؤولين صرف مستحقاتي المادية في وقتها المحدد في العقد، لأنه ليس من شيمي أن أدافع عن حقي قبل اللاعبين الذين كنت ألح على أعضاء المكتب كلما إنفرجت غيوم الأزمة المادية تمكينهم من حقوقهم لأن كرة القدم هي مصدر رزقهم الوحيد ولديهم إلتزامات عائلية.
- المنتخب: هل حاولت تسوية المشكل بطريقة ودية مع مكتب الدفاع؟
بن شيخة: لقد حاولت الإتصال بأصدقائي في مكتب الدفاع الذين أكن لهم المحبة والإحترام، وحاولنا إيجاد حل ودي للقضية، لكن إحالتي غيابيا على المجلس التأديبي للنادي وشكاية السيد قابيل إلى الجامعة أوقفت كل المساعي الرامية إلى تقريب وجهات النظر والتوصل إلى صيغة وتوافقية، ورغم ذلك عاودت الإتصال بصديقي فؤاد مسكوت، وتحدثت معه في الموضوع غير ما مرة لإنهاء الخلاف بشكل حبي، كما دخل على الخط في هذه القضية مسؤولون جزائريون رفيعو المستوى تربطهم به علاقة صداقة، بل أكثر من ذلك أبلغت مسكوت أنني على استعداد لقبول أي حل يقترحه النادي دون اللجوء إلى الهيئات القانونية، لكن دون جدوى.
- المنتخب: مكتب الدفاع الجديدي يتهمك بالإخلال بالعقد، لأنك تعاقدت مع الرجاء وأشرفت على تداريبه قبل نهاية عقدك مع الفريق الدكالي، كيف ترد على هاته الإتهامات؟
بن شيخة: بعض الناس يغلبون الجانب العاطفي ويخلطون بين الأمور الشخصية والمهنية، فأنا محاضر دولي في (الفيفا) وأعرف جيدا القوانين التي ينص عليها هذا الجهاز الكروي العالمي في ما يخص موضوع انتقالات اللاعبين والمدربين، إن عقدي مع الدفاع الجديدي كان يمتد إلى غاية 30 يونيو، وواصلت عملي إلى نهاية الموسم الكروي المنصرم، بدليل أنني قدت الفريق من دكة الإحتياط في آخر مباراة ضد الوداد البيضاوي، وبعد ذلك كان من حقي أن أستفيد من شهر راحة مدفوع الأجر كما هو منصوص عليه في العقد، علما أن قانون «الفيفا» يخول لي الإرتباط مبدئيا مع أي فريق يرغب في الإستفادة من خدماتي قبل ستة أشهر من نهاية العقد، ومن ثمة لم أخل بإلتزاماتي لأن تعاقدي مع الرجاء البيضاوي أصبح ساري المفعول رسميا يوم فاتح يوليوز، نفس الشيء لشحاتة مع الدفاع الجديدي، رغم أن هذا الأخير كان قد تعاقد مع المدرب المصري في شهر يونيو، لذلك فالأمور واضحة ولا أريد أن أعود إلى هذا الموضوع، لأنه كيفما كان الحال ما زلت أعتبر الدفاع بمثابة بيتي العائلي الثاني، أرجو من أخي قابيل وهو رجل مثقف وخلوق وأكن له كل الإحترام، أن يتفهم الوضع وأؤكد له بأن أجواء الفرح الإستثنائية التي عمت أرجاء وشوارع مدينة الجديدة ودموع الفرح التي أذرفناها جميعا بعد فوز الدفاع بكأس العرش الغالية لا تقدر قيمتها بثمن.
- المنتخب: هل أحسست يوما بالندم على تفريطك في الدفاع الجديدي الذي وعدت جمهوره بتمديد العقد لموسم آخر، قبل أن تصدمه بالإرتباط بالرجاء البيضاوي؟
بن شيخة: أنا إنسان وحيد أفكاري أحيى وأموت من أجلها، عندما أتخذ قرارا ما في حياتي لا أتراجع عنه ولا أندم عليه مهما كانت عواقبه ونتائجه، بدليل أن ليلة هزيمة منتخب الجزائر أمام نظيره المغربي بمراكش برباعية نظيفة قدمت استقالتي من مهامي كناخب وطني مباشرة بعد نهاية المباراة، ورغم المحاولات المتكررة لرئيس الفيدرالية محمد روراوة الذي ساندني كثيرا وظل في نقاش طويل معي حتى مطلع الفجر من أجل إقناعي بمتابعة عملي التقني، لكنني لم أعدل عن قراري الذي كان أشبه بالسيف واتخذته عن قناعة بعدما صليت صلاة الإستخارة، إذا كان لا بد من تقديم إعتذار فهو للجمهور الدكالي العريض الذي قدرت أحاسيسه وكان قاسيا معي وظل يشتمني بمحبته، وإلى أولئك الذين بكوا حزنا على رحيلي من الفريق، وأخص بالذكر المرأة العاشقة للدفاع التي قابلتني ذات يوم بالدار البيضاء وهي تذرف الدموع وأيضا الحاج المقتريض وكل من آمن بكفاءتي، ولا أنسى أخي وصديقي عامل إقليم الجديدة الذي ظل على اتصال دائم معي، إلى كل هؤلاء جميعا أقدم إليهم خالص اعتذاري ومودتي.
- المنتخب: هل ما زلت تتابع أخبار الدفاع الجديدي؟ وكيف ترى مسيرته هذا الموسم؟
بن شيخة: بطبيعة الحال أتابع عن كثب وبأدق التفاصيل أخبار الدفاع الحسني الجديدي ككل دكالي يقطن بعيدا عن المغرب لأنه ما زال في القلب والذاكرة، وأرى أن مسيرة الفريق هذا الموسم جد إيجابية وبإمكانه تحقيق نتائج أفضل، لأن لديه مجموعة متكاملة، كما أن المدرب الكبير حسن شحاتة كانت له بصمته القوية داخل الدفاع، ومن صميم فؤادي أتمنى التوفيق للإطار الشاب طارق مصطفى الذي يقود سفينة الفريق ولمساعده بلعربي.
- المنتخب: إذا تلقيت مستقبلا عرضا لتدريب الدفاع، هل ستعود إلى الجديدة؟
بن شيخة: لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، لكن الشيء الوحيد الذي أؤكده هو أن رجوعي إلى المغرب وإلى أجواء البطولة الوطنية وارد إن شاء الله مستقبلا، لكن لست أدري الفريق الذي سأحط الرحال به، وبكل صراحة أنا من المدربين الذين لا يدقون أبواب الأندية بحثا عن العمل، ما دامت الأرزاق بيد الله.
- المنتخب: كيف تقيم تجربتك الحالية بالدوري الإماراتي رفقة نادي اتحاد كلباء؟
بن شيخة: كل تجربة جديدة تغني الرصيد الثقافي والمعرفي للمدرب، ومهنتنا متعبة وطريق النجاح فيها ليست مفروشة بالورود والرياحين، بعد تجربة الرجاء البيضاوي التي طويتها بسرعة لم أعش فترة عطالة طويلة، وتوصلت بعروض جديدة، وهذا شيء مهم لأن إسمي متداول بقوة في الساحة الكروية العربية والإفريقية ولله الحمد.. وبخصوص تجربتي في الإمارات العربية المتحدة فالتقاليد مغايرة تماما في هذا البلد الخليجي مقارنة مع دول شمال إفريقيا، كرويا هناك فرق كبير ومنتخب ممتاز، لكن بالمقابل هناك فرق صغيرة تبحث عن ذاتها، إلتحقت بنادي كلباء في ظروف صعبة، لأن النادي عاكسته النتائج ووجدته متمسكا بالمصباح الأحمر منذ الجولة الأولى وفي رصيده فقط نقطة واحدة من أصل 24 نقطة ممكنة، أنا مدرب التحدي وبإمكاني تحقيق الأهداف المنشودة للنادي التي تتلخص هذا الموسم في الإنعتاق من النزول إلى دوري الدرجة الثانية، وهو أمر ليس مستحيلا، خاصة وأننا نعتزم القيام بانتدابات وازنة في الميركاتو الشتوي المقبل لإعادة التوازن إلى الفريق.
- المنتخب: في نهاية هذا الحوار كلمة أخيرة ؟
بن شيخة: أريد أن أختم هذا الحوار برسالة أوجهها بصفة خاصة إلى الدكاليين لأقول لهم لقد منحتموني المحبة والكثير من لحظات الفرح، ولن أنسى تاريخ 18 نونبر 2013 الذي سيبقى موشوما في ذاكرتي عندما فزنا بكأس العرش وخرجت جماهير الجديدة في ليلة ماطرة لتحتفي بالأبطال بالزغاريد والهتافات، ما زلت أتذكر حفاوة الإستقبال واللحظات الجميلة التي قضيتها بهاته المدينة، رجاء لا تقسوا عني، أحبكم في الله، أنا أخوكم.
حاوره: أحمد منير