ADVERTISEMENTS

كان صرحا فهوى

الثلاثاء 16 دجنبر 2014 - 12:28

مثلما هي المخاضات طويلة وعسيرة، تغتال الصبر والقدرة على التوقع جاءت مباراة المغرب التطواني التي افتتح بها رحلته إلى العالمية وهو يلاقي بالأمس نادي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي لكتابة أول سطر في كتاب الملحمة، فبقدر ما كان يستبد بنا القلق على أن المغرب التطواني يجد كل المعاناة في التعبير عن مقدراته الجماعية، بقدر ما كانت نسائم الأمل تهب علينا بين الوقت والآخر وفريق المغرب التطواني يصعد درجا في سلم الجرأة ويحرر طاقاته الفنية من القيود النفسية، وهكذا سارت المباراة بشوطيها الأصليين وبشوطيها الإضافيين تنهش فينا كل الصبر، إلى أن كانت ضربات الحظ القاتلة التي لم تبتسم لفرسان المغرب التطواني وإنما ابتسمت لأوكلاند سيتي الفريق الذي كان يعرف أن الطريق إلى العالمية يمر من تفادي كل ما قدمه الرجاء الموسم الماضي من جرأة وعناد.
إستحال في أول شوط للمباراة أن نجد لشخصية المغرب التطواني ملمحا وأن نجد للهوية الفنية التي لطالما تغنينا بها وقلنا على أنها تقدم الحمامة البيضاء بصورة الفريق المبدع، فقد تعطلت فيما يبدو لغة التعبير الجماعي، وجاء أداء المغرب التطواني مترنحا بل ومترهلا في كثير من الأحيان، وكأن اللاعبين عقلية وشاكلة وسلوكا تكتيكيا كانوا تحت تأثير مخدر نفسي قوي غيب كل ملكاتهم الإبداعية.
كان لا بد إذن من تصحيح الوضعية، فرأى عزيز العامري أن محسن ياجور الذي جيء به من الرجاء ليقدم للمغرب التطواني كلمة السر التقنية وهو الذي جلد هذا الأوكلاند في هذا التوقيت من العام الماضي، ربما هو من كان نغمة نشاز في سمفونية الأداء التطواني فسحبه من المباراة وأبدله بزيد كروش، وكأنه سحب شمسا ساخنة من سماء تطوان في يوم برده قارس، للأسف لم نكن نفهم لماذا تم سحب محسن ياجور في توقيت كان المغرب التطواني أحوج ما يكون فيه إلى من يعذب دفاعات أوكلاند ويستغل ما يأتي به مدافعوه من سذاجات في بناء العمق الدفاعي.
وإذا كانت المباراة قد سارت صامتة لمدة زادت عن الساعتين فإن من يلام على ذلك هم لاعبو المغرب التطواني بدرجة أولى وما يلام عليه في درجة ثانية هو التدبير التكتيكي لهذه المباراة، فأبدا لم يكن من الأمان أن تعلق الآمال على الضربات الترجيحية، ضربات الحظ التي تحزن هذا وتفرح ذاك، لغاية الأسف تلك الضربات كانت وجعا في قلوب كل التطوانيين بل وفي قلوب كل المغاربة الذين وقفوا في مساء ذاك الأربعاء على حقيقة أن صرح الحلم الذي بنيناه جميعا مع هذا الفريق التطواني تهاوى في رمشة عين.
مؤسف أن لا تكون الحمامة كما كان النسر في العام الماضي بنفس حماس وجرأة التحليق في سماء العالمية لإقتناص لحظة مجد.
مؤسف أن يكون العيد المونديالي قد إنتهى سريعا من حيث بدأ.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS