كارلو أنشيلوتي في حوار حصري مع "المنتخب":

نعرف أن لنا في المغرب جماهير بالآلاف
نريد إنهاء سنة خرافية بلقب كأس العالم للأندية
عيننا على الإنتصارات والألقاب وليس على تحطيم الأرقام

يحتفظ على الدوام بابتسامته وبعينين مشعتين بالفرح والأمل، فالرجل له كاريزمية خاصة تدفعك إلى احترامه وإلى تقديره، لذلك فإن كارلو أنشيلوتي لم يكن بالصدفة هو الرجل الذي أضاف الكثير من الأشياء لكيمياء كرة القدم ليمنح وظيفة المؤطر والمدرب جمالية وجاذبية أكبر.
عندما طلبناه في حوار حصري يقدم فكره وأحلامه وتطلعاته للمغاربة قبل بلا أدنى قيد وشرط، بل واجتهد كثيرا في إيصال فكره ومشاعره إلى المغاربة متحديا لغته الفرنسية المتكسرة.
الإيطالي الذي صنع كلاعب الزمن الذهبي لنادي ميلان الإيطالي والإيطالي الحالم الذي تتلمذ على يد كبير المدربين الإيطاليين أريغو ساكي، والرجل الذي خرج إلى معترك العمل مؤمنا بأفكاره وفلسفته فنال حيثما تواجد الألقاب والتوشيحات والإعترافات، كارلو أنشيلوتي الذي منح ريال مدريد النجمة الأوروبية العاشرة يتحدث عن الفريق الملكي وعن مونديال الأندية وعن المغرب التطواني.
ــ على بعد أيام من دخولكم بشكل رسمي منافسات النسخة 11 لكأس العالم للأندية، ماذا تمثل سيد كارلو أنشيلوتي هذه المنافسة العالمية بالنسبة لناديكم ريال مدريد؟
أنشيلوتي: هذه مسابقة في غاية الأهمية الفوز والتتويج بلقبها سيضع أجمل خاتمة لسنة رياضية رائعة بكل المقاييس، بعد فوزنا بالنجمة العاشرة لعصبة الأبطال الأوروبية يكون من الراذع جدا أن نفوز بكأس العالم للأندية.
ــ بالقطع سيكون اللقب العالمي رابع ألقاب ريال مدريد هذه السنة بعد الفوز بعصبة الأبطال الأوروبية وبعد الفوز بكأس السوبر الأوروبي وأيضا الفوز بكأس ملك إسبانيا، مؤكد أنكم تراهنون على إلتقاط رابع الألقاب من المغرب؟
أنشيلوتي: من أجل هذا فكأس العالم للأندية تمثل أهمية بالغة لنا، فأن نكون أبطالا لأندية العالم شيء دال على أننا نستحق الوقوف كناد على رأس وقمة هرم كرة القدم العالمية.
ــ نذكر جيدا أن ريال مدريد حضر في أول نسخة لكأس العالم للأندية بالبرازيل سنة 2000 هو من فاز بالكأس القارية في صيغتها القديمة، إلا أنه لم يتمكن من الفوز وقتها باللقب العالمي، الأمر مختلف اليوم، فهناك إمكانية لوضع اليد على هذا اللقب العالمي؟
أنشيلوتي: بالتأكيد سنحاول قدر ما نستطيع أن نجلب هذه الكأس إلى مدريد ليكون لها مكان في خزانة النادي الملكي الحافلة بالألقاب من كل طراز، إلا أن الفوز بكأس العالم للأندية له مذاق آخر وله تداعيات رياضية أخرى.
ــ للوصول إلى هذا اللقب العالمي إنتم مطالبون بمواجهة ناديين من مدرستين كرويتين مختلفتين، هل لريال مدريد القدرة على أن يبسط سيطرته وأسلوب لعبه على محيط كروي مختلف؟
أنشيلوتي: أن نواجه أندية من طبيعة كروية مختلفة ومن محيط كروي آخر غير المحيط الأوروبي فذلك معناه أننا بحاجة إلى فرض أسلوب لعبنا، وأن نكون أيضا بكامل النجاعة والفعالية في فرض الشخصية، لا نعرف حتى الفريق الذي سنواجهه لا في مباراة نصف النهائي يوم 16 دجنبر بالرباط ولا الفريق الذي سننازله في حال بلوغنا المباراة النهائية في مراكش، ولكن المؤكد أن التجربة غنية ومفيدة وسنقبل عليها بهدف تحقيق الإستفادة الرياضية وبهدف الفوز بالكأس العالم لأننا مرشحون لها فوق العادة.
من يظن أننا سنكون في مواجهة فرق في المتناول فهو خاطئ، لأن كرة القدم عودتنا دائما على مفاجآت، فقد يكون من السهل عليك توقع تحقيق الفوز بأي حصة لو كنت تنازل فريقا من ذات التربة والمناخ الكروي، ولكن عندما تختلف المدرسة يختلف معها الأسلوب ويكون ضروريا أن نستحضر كل مهاراتنا الجماعية بالذات لكي نتمكن من السيطرة على الموقف، أنا أتوقع أن ألعب مباراة صعبة في نصف النهائي وأن نلعب مباراة أصعب في الدور النهائي.
ــ ألا يبدو غريبا لكم نظام هذه البطولة، فأنتم تدخلونها من بوابة نصف النهائي وهناك فرق أخرى ستلعب دورين قبل الوصول إلى المربع النهائي، ألا يوجد هناك عدم تكافؤ الفرص؟
أنشيلوتي: من يلعب مباريات أكبر تتحقق له إستفادات أكبر، إذ من النادر أن تجد أندية من القارات الأخرى فرصة كهاته لتلتقي على مسرح المونديال بأندية من قارات أخرى وتتحقق لها بذلك الإستفادة الرياضية والإستفادة المادية أيضا، لذلك أرى أن هناك حكمة ما وراء برمجة بطولة كأس العالم للأندية بهذا الشكل.
ــ أنتم تدخلون كأس العالم للأندية في سياقات كروية بالغة التعقيد، فأنتم تنافسون على العديد من الجبهات، الليغا الإسبانية التي تتصدرونها اليوم، وعصبة أبطال أوروبا التي ضمنتم بشكل مبكر التأهل لدور ثمن النهاية، كيف يمكنكم أن تدخلوا كأس العالم للأندية بكامل لياقتكم وتركيزكم، وهل تنوون إراحة بعض لاعبيكم الأساسيين؟
أنشيلوتي: لا أعتقد أنه بالإمكان الدخول في هذه الحسابات الضيقة فنحن نلعب أولا من أجل الفوز بأي مباراة ندخلها، ويكون ضروريا أن نوظف جميع أسلحتنا من أجل ذلك، صحيح أننا نعمل بنظام المداورة، ولكن هناك ثوابت لا بد أن تحضر ليحتفظ الأداء الجماعي بشكله الأقوى، كما أن كأس العالم للأندية التي ندخلها من دور نصف النهائي والتي نراهن على الفوز بلقبها تحتاج منا لأن نوظف ونسخر كافة إمكاناتنا الفنية وقدراتنا البشرية.
سنواجه نادي ألميريا يوم الجمعة القادم عن الليغا بعد أن نكون قد واجهنا يوم الثلاثاء الماضي نادي لوغوريش البلغاري عن عصبة الأبطال وبعدها سنتفرغ تماما لمباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية التي سنلعبها يوم الثلاثاء القادم بالرباط أمام المنتصر في مباراة كروز أزول ويسترن سيدني.
ــ يبدو أنكم محظوظون كثيرا بلعب هذه الكأس العالمية بالمغرب التي يوجد بها الآلاف من مشجعيكم ومناصريكم، فالبعض قال أن ريال مدريد سيلعب بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط وكأنه يلعب بمعقله سانتياغو برنابيو بمدريد، ألا يفرحكم هذا الأمر؟
أنشيلوتي: نعم أعرف لريال مدريد قاعدة جماهيرية بالمغرب وأن الآلاف هناك يتحمسون ويتشوقون لرؤية الفريق يلعب في بلدهم وهذا أمر رائع ومثير بل ومحفز أيضا، وسنحاول طبعا أن نقدم أفضل ما عندنا لنمنح هذه الجماهير وهي بالآلاف الفرجة التي جعلتها تتعلق دائما بريال مدريد، ونمنحها أيضا ونمنح أنفسنا أيضا هذه الكأس العالمية الجميلة.
ــ سيد كارلو أنشيلوتي، هل تعرفون المغرب وهل سبق لكم زيارته؟
أنشيلوتي:  هذه أول مرة أزور فيها المغرب البلد الذي سمعت عنه الشيء الكثير، وبالمناسبة كل ما سمعته عنه كان جميلا، لذلك أنا سعيد بهذه الزيارة وسعيد بفرصة التواجد بالرباط ومراكش، برغم أن التركيز سيكون كبيرا على المباريات وعلى الفوز باللقب، ولكن حتما هذه الزيارة ستكون فتحا للشهية.
ــ ما هي الرسالة التي توجهونها لكل جمعيات مناصري ريال مدريد الموجودة بالمغرب بطنجة والرباط والدار البيضاء ومراكش، بالأحرى ماذا تنتظرون من هذه الجمعيات؟
أنشيلوتي: عندما نلعب أي مباراة لكرة القدم فنحن نكون بحاجة إلى جماهير لا تتفرج فقط على العروض التي نقدمها ولكنها تحفزنا وتناصرنا وتدعمنا من أجل الذهاب إلى أبعد مدى، فإن تحقق الفوز بلقب كأس العالم هناك بالمغرب فالفضل سيكون بالتأكيد لهذه الجمعية المناصرة.
ــ أنتم بصدد تحطيم العديد من الأرقام القياسية في عدد مرات الفوز، ولكن المهم أن ريال مدريد يقدم على النقيض من فرق أخرى مستويات رائعة بعد تتويجكم أبطالا لعصبة أوروبا، هل يكترث أنشيلوتي بتحطيم هذه الأرقام؟ أم أنه يواجه كل تركيزه لتطوير أداء فريقه؟
أنشيلوتي: مؤكد أننا نوجد حاليا في أفضل حالاتنا، وهو أمر لا أستطيع الجزم بأنه سيدوم، وإن دام فلأي فترة، نحن نحاول قدر ما نستطيع الحفاظ على هامش التطور والتمسك بثقافة الفوز، لذلك فإن إهتمامنا منصب بالأساس على الفوز بالمباريات والألقاب أكثر من تحطيم الأرقام القياسية.
ــ هل كنتم تتوقعون أن تمنحوا ريال مدريد من موسمكم الأول لقبه الأوروبي العاشر الذي لم ينجح سلفكم مورينيو في تحقيقه؟
أنشيلوتي: ربما كنت محظوظا في ذلك أكثر من زملائي الذين سبقوني إلى تدريب هذا النادي العريق، لقد كان حلما لكل المدريديين وتحقق، وأنا في غاية السرور والسعادة أن أكون قد أهديت المدريديين هذا اللقب الذي بحثوا عنه لأكثر من عشر سنوات.

مدريد: خاص بـ «المنتخب»