فرسان كأس العالم للأندية (5)
الجمعة 12 دجنبر 2014 - 11:46ويسترن سيدني.. قصة رضيع بطل كبُر في عامين
ولادة قيصرية ونشأة سريعة هلامية
في عام 2005 كانت مدينة سيدني تشارك فقط بفريق واحد هو إف سي سيدني في البطولة المحلية التي كانت تضم أندية قليلة جدا، وبحلول سنة 2008 أظهرت الجامعة الأسترالية نيتها لتطوير وتوسيع نطاق المنافسة وبالتالي زيادة عدد الفرق المشاركة، حيث أبدت عشرة أندية رغبتها وإستعدادها للمشاركة في البطولة إثنان منها من مدينة سيدني وهما «إف سي سيدني» و«ويسترن سيدني»، إلّا أن المشاكل المالية والإقتصادية حالت دون تأهيل ويسترن سيدني للمشاركة في البطولة ليقتصر الحضور على فريق إف سي سيدني.
وفي فبراير 2012 تم رفع عدد الممارسين لتصبح البطولة الأسترالية تُلعب بـتسعة أندية فقط بسبب سحب تصريح المشاركة في المسابقة من نادي «غولد كوست يونايتد» لمشاكل قانونية مع الجامعة الأسترالية، ما شكّل حافزاً كبيراً لإعادة النظر في وضع فريق سيدني الآخر «ويسترن».. وأعطيت مهلة جديدة لتحديد ما إذا كان الفريق بوسعه إستصدار رخصة للمشاركة في البطولة أم لا قبل إنطلاقتها، ليعلن رئيس الإتحاد المحلي يوم 4 أبريل 2012 وبعد سباق من الزمن إنشاء نادي سيدني جديد ومقرّه في غرب المدينة ومؤهل للعب في البطولة الأسترالية، وبعد عدة محاولات لإيجاد داعم لامتلاك وتشغيل النادي الذي لا مالك له قررت الجامعة الأسترالية دعم الفريق من خلال تأمين 4 ملايين من حكومة البلاد كمنحة للنادي، ومن هنا جاءت الصرخة الأولى لويسترن سيدني وانديريرز الذي رأى النور بعد مخاض طويل وولادة قيصرية معقدة.
ما هذه الإنطلاقة المدهشة؟
الفريق الذي تم تأسيسه بجهود حكومية لتغطية الفراغ الذي أحدثه سحب الرخصة من غولد كوست يونايتد قام بتشكيل نواته الأولى بسرعة، فعمل على إطلاق تصويت عبر شبكة الأنترنيت للجماهير لإختيار شعار وألوان النادي، كما أوكل مهمة قيادة الفريق للمدرب الشاب الأسترالي طوني بوبوفيتش اللاعب السابق وصاحب الأصول الكرواتية، وإستقر ملعب الإستقبال على مسرح باراماتا الواقع في منطقة إكتسبت تسميتها من نهر باراماتا الشهير في غرب سيدني، والأكثر من ذلك أن النادي نال دعما مهما من بعض اللاعبين الأستراليين الدوليين كتيم كاهيل ولوكاس نيل وسكوت سيبرفيلد الذين ساندوا الفريق في مهده، كما سانده المجتمع المحلي الشيء الذي كسب ويسترن سيدني تعاطفا شعبيا منحه الآلاف من المناصرين في فترة زمنية بسيطة.
ولأن الدعم المادي والمعنوي قد يقود إلى تكسير الجدارات وتخطي العقبات رغم الصعوبات فقد حقق النادي أكبر المعجزات حينما تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة الأسترالية بعد سنة واحدة على تأسيسه، لكنه إكتفى بالوصافة عام 2013 كما حل ثانيا في الموسم الموالي أي سنة 2014، مما جعله بطلا قوميا رغم عدم التتويج ووضعه في خانة الأندية الكبيرة التي رضعت حليب الأبطال في ظرف عامين، ومكنت النتائج المحققة في البطولة المحلية الفريق من نيل الضوء الأخضر وإنتزاع تأشيرة مغادرة البلاد لإكتشاف غمار عصبة الأبطال الأسيوية في حُلم لم يكن في الحسبان.
دخل آسيا حالما وخرج منها غانما
لم يتجاوز عمر ويسترن سيدني السنتين لكنه حجز مقعدا ضمن كبار القارة الصفراء، وحل كضيف جديد وغريب على المسابقة التي لا تعترف إلا بالزعماء التقليديين والأباطرة الكرويين الصاعدين من أقصى الشرق، بيد أن ويسترن دخل آسيا دخول المُكتشف والحالم ليتذوق هكذا مسابقات خارجية والإستمتاع بها دون أدنى مركب نقص، وعدم الإستهانة بالذات ومحاولة الوقوف الند للند لأكبر الخصوم وأعتد المجموعات.
وعكس التوقعات فاقت إنجازات الوافد الجديد كل الطموحات والمخططات، وهكذا شرع النادي في إسقاط الخصم تلو الآخر متجاهلا هويته وثقل وزنه، فحل في صدارة مجموعته الثامنة مطيحا بمنافسيه أولسان الكوري الجنوبي وغويزو الصيني وكاواساكي الياباني، ثم قلّم أظافر سانفريس هيروشيما الياباني في ثمن النهاية قبل أن يحقق أكبر مفاجأة بإقصاء حامل اللقب غوانزهو بمدربه الخبير مارشيلو ليبي من ربع النهائي، مما أثار إستغراب ودهشة النقاذ والمتتبعين الآسيويين الذين تابعوا كيف جلد ويسترن سيدني بعدها خصمه الكوري الجنوبي إف سي سيول في المربع الذهبي، ليضيف إليه الزعيم السعودي الهلال إلى قائمة ضحاياه الكثر بعد مباراة نهائية مثيرة على كافة المستويات، خرج منها الكنغر الأسترالي بطلا قاريا خرافيا منهيا فيلما كرويا رائعا حصد به جوائز الفخر والمجد والذهب، وإنتزع به تذكرة المشاركة في كأس العالم للأندية بالمغرب ليحمل قبعة السفير الجديد لأستراليا وآسيا في عرس (الفيفا) السنوي.
ويسترن المعجزة الرابح الأكبر
كما حل ضيفا غريبا على عصبة الأبطال الأسيوية قبل سنة سيحل بذات الصفة في بطولة العالم للأندية، لكن المسار الذي مشى فيه قاريا وأنهاه باللقب من الصعوبة جدا أن يعاود المشي فيه نظرا لتواجد أفضل الأندية العالمية وأبطال قاراتها للموسم السابق.
فويسترن الذي ينهج أسلوب الكرة الإنجليزية التي يحبذها مدربه والممارس السابق في كريستال بالاس قد يعاني كثيرا ويخرج من المسابقة بسرعة بعدما أوقعته القرعة ضد الماكينة المكسيكية كروز أزول ملكة أمريكا الشمالية والكونكاكاف، وحتى إن أحدث الفريق المفاجأة العظمى وحط الأقدام في نصف النهاية فالمعجزة ستكون بإقصاء نادي القرن ريال مدريد بحجمه وكبريائه ونجومه، لكن لا منطق للكرة في جميع الأحوال ومن توقع خروجا مبكرا لويسترن من عصبة أسيا سيفكر ألف مرة هذه المرة قبل التكهن بمصير النادي الأسترالي في التظاهرة العالمية المقبلة.
الربان طوني بوبوفيتش لا يخاف شيئا ويتميز بالشجاعة التي شحن بها لاعبيه المغمورين، والتاريخ المحلي والقاري والعالمي كُتب مسبقا وفي سنتين فقط وبالتالي فالرابح الأكبر مهما جاءت النتائج سيكون هو هذا الرضيع الأسترالي المعجزة.
ــ إعداد: المهدي الحداد ــ
....................
بطاقة النادي
ويسترن سيدني الأسترالي
القارة: أستراليا
تأسس سنة 2012
اللقب: الجوّالون
الرئيس: ليال غورمان
المدرب: طوني بوبوفيتش
الألقاب والإنجازات: وصيف بطل أستراليا (2013، 2014) بطل عصبة أبطال آسيا (2014) كأس العالم للأندية (2014)
طريقه نحو التأهل:
(عصبة الأبطال الأسيوية)
دور المجموعات:
المرتبة الأولى في المجموعة الثامنة بــ 12 نقطة
ثمن النهاية:
هيروشيما الياباني ـ ويسترن سيدني: 3ـ1
ويسترن سيدني ـ هيروشيما الياباني: 2ـ0
ربع النهاية:
ويسترن سيدني ـ غوانزهو الصيني: 1ـ0
غوانزهو الصيني ـ ويسترن سيدني: 2ـ1
نصف النهاية:
سيول الكوري الجنوبي ـ ويسترن سيدني: 0ـ0
ويسترن سيدني ـ سيول الكوري الجنوبي: 2ـ0
النهاية:
ويسترن سيدني ـ الهلال السعودي: 1ـ0
الهلال السعودي ـ ويسترن سيدني: 0ـ0
مباراته في البطولة:
(ربع النهاية)
السبت 13 دجنبر 2014
مركب الأمير مولاي عبد الله س 19و30: كروز أزول ـ ويسترن سيدني
.........................
طوني بوبوفيتش:
نمتلك وصفة ليست في متناول الجميع
أثار طوني بوبوفيتش مدرب ويسترن سيدني زوبعة في بعض خرجاته الإعلامية قبل الأسابيع، وتحدث للصحفيين بثقة كبيرة في النفس وبفخر شديد وغرور أحيانا عن الإنجاز الخرافي الذي حققه فريقه بتتويجه بعصبة الأبطال الأسيوية.
وعن فريقه يقول لاعب كريستال بالاس الإنجليزي السابق: «نحن لا نملك شيئا من الموارد المادية أو مصادر التمويل عكس جل الخصوم الذين واجهناهم وأطحنا بهم، يتساءل الكل كيف فعلنا ذلك وسأجيب بأننا نتسلح بالإصرار الغريب على الفوز، فهو الشيء غير الـمتناول للبعض ولهذا فنحن نساعد بعضنا البعض في الفريق ونلعب بمرونة ونبذل أقصى جهد نملكه».
وتابع بوبوفيتش: «من يعرفني يعرف بأني رجل طموح جدا ولا أكتفي قط بالموجود، أسعى دوما لأكون في أفضل حال وأهدافي مع ويسترن سيدني لا حدود لها في ظل الرغبة الجامحة للاعبين في تحقيق الفوز».
..............................
ماثيو سبيرانوفيتش وزير الدفاع:
كانت رحلة عظيمة وننتظر الأروع في المغرب
شكل ماثيو سبيرانوفيتش أحد صناع ملحمة الفوز باللقب الأسيوي وذلك بإعتباره جدارا دفاعيا صلبا أوقف لوحده أشرس المهاجمين، وتمكن من الحصول على نقاط الثناء والتواجد في التشكيلة النموذجية بعد سنة هي الأفضل في مسيرته الكروية.
المدافع الأسترالي الدولي والذي لعب مونديال البرازيل خلال الصيف الماضي سيكون حاضرا في عرس عالمي آخر هو كأس العالم للأندية، ليقود ويسترن سيدني نحو مغامرة جديدة أخرى لم تكن في الحسبان ولم يتوقعها أبدا اللاعب الموهوب والمقاتل المفترس.
سبيرانوفيتش تحدث لموقع الجامعة الدولية لكرة القدم وأعرب له قائلا: «حينما أنظر للوراء وأحاول إستيعاب ما حدث خلال هذا العام أجد أن الأمر لا يُصدق، فقد كانت رحلة عظيمة ليس فقط على المستوى الشخصي وإنما أيضا لفريق ويسترن سيدني الذي أبهر آسيا والعالم».
وتابع صاحب 26 سنة: «حصلنا على جائزة بعد كل ما قدمناه والآن نحن بإنتظار فرصة رائعة في المغرب، سنواجه أفضل الأندية في العالم وسيكون شيئا أسطوريا أن ننازل ريال مدريد في نصف النهاية، فالكثير من لاعبي الفريق هم من مشجعي المرينغي، وإذا تفوقنا في العبور للإصطدام به فإن ذلك سيدخل في خانة الحلم المحقق، لكن علينا أولا أن نركز كثيرا ونصب تفكيرنا على المباراة الأولى ضد كروز أزول».