ADVERTISEMENTS

وإذا الإدارة التقنية سئلت..

الجمعة 28 نونبر 2014 - 11:27

شيء ما يقول أن الإدارة التقنية الوطنية تدار برأسين أو بثلاث رؤوس، وإن خلا يوم من التلاسن والتناطح بين الرؤوس الثلاث، ما سلم المشهد الكروي الوطني من أسئلة إستنكارية تستفسر عن هذا المآل الكارثي لمؤسسة ما صدق المغاربة أنها ولدت أخيرا بعد سنوات من المخاض الصعب والعسير، هل خرجت مشوهة ومائلة من الخيمة؟ أم تراها تعيش حالة من الترنح التي تشوب كل مرحلة حبو؟
بدا ورش الإدارة التقنية الوطنية في برنامج عمل السيد فوزي لقجع صاحب أولوية، فبعد أن كانت هذه الإدارة تعيش مكرهة بجناح واحد هو جناح تكوين الأطر الذي شدد عليه الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بتحريض من الفيفا لعولمة الرخص الممنوحة للأطر التقنية، أراد فوزي لقجع أن يركب لها الأجنحة الساقطة عنها، لتتمكن بعد ذلك كرة القدم الوطنية من التحليق إلى الفضاء القاري والعالمي معتمدة على هويتها وشخصيتها ومدرستها الخاصة في التكوين.
وكانت الحاجة لبلوغ هذا الهدف الصعب الذي غاب للأسف عن كثير من منظومات العمل الجامعي، وإن حضر حضر منقوصا، كانت الحاجة تقتضى إعتماد أحد الأمرين، الأمر الأول إما أن تعلن الإدارة التقنية الوطنية مؤسسة قائمة بذاتها مستقلة بقراراتها ويعين على رأسها مدير تقني، وعنصر المخاطرة هنا يكمن في أن هذه الإدارة التقنية الوطنية ليس لها مرجع ولا قاعدة إشتغال ولا حتى إرث حقيقي تستثمره، والأمر الثاني أن تستبعد كل أشكال المخاطرة ولا يحكم على المشروع بالموت جنينيا، باعتماد مقاربة البناء المجزأ، أي أن يسمى على رأس كل من الأضلاع الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها مؤسسة الإدارة التقنية الوطنية، مدير يضع الهياكل القانونية والإدارية والعلمية للمديرية التي هي من إختصاصه من دون هدم كل ما يوجد طبيعة من جسور بين المديريات الثلاث والتي هي مديرية تكوين الأطر ومديرية المنتخبات الوطنية ومديرية مراكز التكوين.
ولأن الأمر الذي نأمن له أكثر ودعيت إليه شخصيا هو أن تشكل الورشات الثلاث ويعهد بها إلى عناصر تجتمع لديها الخبرة والقدرة على العمل بكثير من نكران الذات، فقد بادرت الجامعة بتوجيه من الرئيس فوزي لقجع إلى تشكيل مديرية تقنية مكلفة بالتكوين أسندت لحسن حرمة الله ووضعت تحت إمرة بودريقة رئيس لجنة التكوين، وإلى تشكيل مديرية تقنية مكلفة بالمنتخبات الوطنية وأسندت لناصر لاركيت ومديرية تقنية مكلفة بمراكز التكوين وأسندت لبيير مورلان وهما معا موضوعان تحت إمرة البوشحاتي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية.
كان المفروض أن توزع الأدوار وتناط المهام بحسب ما تقوم عليه كل مديرية من المديريات الثلاث، ويبدأ العمل باحترام كامل للإختصاصات وللتداخلات الموجودة أصلا في طبيعة عمل هذه المديريات الثلاث، ما كان يعني ضرورة التقيد بأدبيات التعاون، فمديرية التكوين يفترض أن تكون قد إستلمت إرثا سابقا من السيد مورلان الذي عمل لأربع سنوات على عهد حكومة علي الفاسي الفهري في مجال تكوين المدربين وتسليمهم مختلف رخص الكاف المنصوص عليها، حتى لا ينطلق العمل من الصفر ويهضم حق مدربين هم بالمئات، ومديرية مراكز التكوين لا يمكنها على الإطلاق أن تضع هياكل لهذه المراكز سواء تلك التي ستكون في عهدة الجامعة أو تلك التي ستوضع تحت وصاية الأندية، من دون أن توجه مديرية تكوين الأطر إلى نوعية وحجم الأطر التي يجب تأطيرها وتكوينها لتضطلع بمهمة إدارة هذه المراكز تقنيا، ومديرية المنتخبات الوطنية لا يمكنها قطعا أن تعمل وفق أي إستراتيجية من دون الإحتكام إلى ما تقوم به مديرية التكوين ومديرية مراكز التكوين ولا أمل في هذه الأضلاع الثلاثة إذا لم تكن غايتها الأسمى هي أن تؤسس لكرة القدم المغربية مذهبا تقنيا وهوية فنية يجتمع عليهما أهل الحل والعقد، فيضعون له ترسيما ورؤية تنطلق أساسا من التكوين، فنحن اليوم أمس ما نكون بحاجة إلى تكوين مغربي، قد نستورد شكله من أي بلد أوروبي نجح في فرض مذهبه التقني ولكن الروح والجوهر لا بد وأن يكونا مغربيين.
لماذا إذا خالفنا هذه القاعدة في العمل؟
وهل نطيل التفرج على هذا التناطح الموجود فعلا بين الرؤوس الثلاث للإدارة التقنية الوطنية؟
مؤكد أن نجاح المقاربة المعتمدة في تنزيل مؤسسة الإدارة التقنية يتطلب تدخلا سريعا من الوصي المباشر على الإدارة التقنية الوطنية الذي هو رئيس الجامعة، الهدف منه إحلال كل شروط الروح العلمية والمهنية بين الشركاء الثلاثة في بناء المؤسسة، في انتظار طبعا أن نضيف الضلع الرابع الذي هو شرط الديمومة والنجاح لأن معه يتحقق إنصاف ماضي كرة القدم المغربية بكل شخوصه وبكل أحداثه الجالبة للفخر والتطلع بثبات إلى المستقبل الواعد، أما هذا الضلع فهو ضلع التوثيق والبحث العلمي الذي من دونه لن نضمن لكرة القدم الوطنية الديمومة والإستمرارية.
إنقاذا لهذا الخيار الإستراتيجي الذي ما عاد بالإمكان التخلي عنه، وجب إطفاء ما إشتعل من حرائق وإبادة ما جرى من تطاحن على أعمدة الجرائد والعودة إلى صف العقل والمنطق لتخرج مؤسسة الإدارة التقنية الوطنية من عباءة الجامعة قوية ومتماسكة وجالبة للمنفعة الكروية.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS