خليجي 22: نهائي ناري بين العنابي القطري والأخضر السعودي
الأربعاء 26 نونبر 2014 - 12:23يعيد التاريخ نفسه اليوم الاربعاء في مباراة القمة بين منتخبي السعودية وقطر بنهائي دورة كأس الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم في الرياض بعد 12 عاما على سيناريو مشابه توج على إثره الأخضر السعودي بطلا ل"خليجي 15.
وأقيمت النسخة الخامسة عشرة على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض حيث يقام نهائي اليوم، ولكن بنظام الدور الواحد قبل إنضمام اليمن (في الدورة التالية بالكويت عام 2003) وعودة العراق (في خليجي 17 بقطر عام 2004).
وجمعت المباراة الأخيرة التي كانت بمثابة النهائي بين منتخبي السعودية وقطر، وكان يكفي الأخير التعادل لإحراز اللقب وهو تقدم بهدف حتى ربع الساعة الأخير قبل أن يسجل اصحاب الارض ثلاثة أهداف ويتوجوا بالكأس.
وكان اللقب الثاني للسعودية في دورات كأس الخليج بعد الأول في "خليجي 12" بالغمارات عام 1994، وقبل "خليجي 16" بالكويت في 2003.
ومن حينها لم يذق المنتخب الكويتي طعم التتويج، ليس فقط في بطولة الخليج، بل أيضا في كأس اسيا التي شكل لنحو عقدين من الزمن أحد أعمدتها.
ولكن "الأخضر" وصل إلى المباراة النهائية مرتين في الآونة الاخيرة، في "خليجي 20" بعد عام 2010 قبل أن يخسر أمام الكويت بهدف بعد التمديد، و"خليجي 19" بعمان عام 2009 قبل ان يخسر أمام أصحاب الأرض بهدف أيضا.
لكن نتائجه في الدورة الماضية بالبحرين مطلع 2013 كانت سيئة حيث خرج من الدور الأول بخسارته أمام العراق صفر-2 والكويت صفر-1، وفوز وحيد على اليمن 2-صفر.
وأحدثت هذه الدورة ضجة كبيرة تتعلق بمدرب المنتخب السعودي فيها، الهولندي فرانك رايكارد، الذي أقيل بعد الخروج من الدور الاول ليتبين لاحقا دفع مبالغ طائلة وصلت إلى نحو 90 مليون ريال (نحو 24 مليون دولار) لإلغاء عقده.
والتذكير برايكارد يقود إلى تسليط الضوء على المدرب الحالي الإسباني خوان لوبيز كارو الذي قاد المنتخب إلى نهائيات كأس اسيا في أستراليا مطلع 2015، وإلى نهائي الدورة الخليجية، وبرغم ذلك فإنه تعرض لانتقادات لاذعة إلى حد أن بعض الصحف السعودية تحدثت عن غقالته بعد التعادل في مباراة الإفتتاح مع قطر 1-1، قبل أن يضطر رئيس الإتحاد السعودي أحمد عيد إلى تأكيد الثقة به.
ولم يسلم لوبيز كارو من الإنتقادات حتى مع تحسن أداء "الأخضر" ووصوله إلى نهائي "خليجي 22"، وإذا لم يتحدث البعض عن النتائج، فإنهم يشيرون إلى أخطاء في اختيار التشكيلة أو في التبديلات.
وتدرج المنتخب السعودي في هذه الدورة، فبعد تعادل في الإفتتاح مع العنابي، تغلب على البحرين 3-صفر متسببا بإقالة مدربها العراقي عدنان حمد، ثم فاز على اليمن 1-صفر، ووصل إلى قمة مستواه أمام الإمارات بطلة "خليجي 21" في نصف النهائي في مباراة مثيرة تقدم فيها 2-صفر ثم عادلت الإمارات 2-2 قبل أن يخطف أصحاب الأرض هدف التأهل في الدقائق الأخيرة.
وقال رئيس الاتحاد السعودي "مباراة الاخضر بالمنتخب الإماراتي حفلت بخمسة أهداف وكانت جنونية".
وتابع "الانتقادات انعكست بشكل إيجابي على عمل اتحاد كرة القدم والمنتخب"، مضيفا "الجمهور السعودي بحاجة ماسة لهذه البطولة كون لاعبي المنتخب أغلبهم من الشباب الذين لم يسبق لهم أن حققوا الألقاب".
واعتبر عيد أن "التاريخ يعيد نفسه، ففي عام 2002 جمع النهائي المنتخبين السعودي والقطري ورغم أن الفرصة كانت سانحة لقطر إلا أن المنتخب استطاع الحصول على البطولة"، متمنيا "أن يحقق المنتخب السعودي كأس البطولة".
واعتبر نجم المنتخب السعودي تيسير الجاسم أن "الوصول للنهائي لم يحدث من باب الصدفة بل كان بعزيمة وإصرار"، مضيفا "تعاهدنا منذ اليوم الأول للبطولة أن الكأس لن تخرج من المنتخب السعودي".
أما زميله أسامة هوساوي فقال: "التأهل عبر الإمارات كان صعبا جدا، والنهائي أمام قطر لن يكون سهلاً أيضا كما كانت حال المباراة الإفتتاحية".
وأضاف "المنتخبان السعودي والقطري وصلا الى قمة تجانسهما ومستواهما، ولكننا عقدنا العزم على أن يكون اللقب سعوديا".
في المقابل، فإن المنتخب القطري الذي لم يحقق نتائج جيدة في الدورات السابقة، دخل الدورة الحالية مرشحا قياسا بأدائه في المباريات الودية التي تغلب فيها على عدد من المنتخبات الجيدة كأستراليا وأوزبكستان.
وبدأ المنتخب القطري رحلة البحث عن اللقب الثالث في دورات الخليج بعد "خليجي 11" عام 1992 و"خليجي 17" عام 2004 على ارضه بتعادل مع السعودية بهدف لكل منهما بعد عرض جيد كان فيه الأفضل والأقرب للفوز.
لكن العنابي فشل في تحقيق الفوز في الدور الأول وتأهل جامعا ثلاث نقاط فقط بعد تعادلين آخرين مع اليمن والبحرين سلبا، ما أثار انتقادات كبيرة حول العقم الهجومي الذي غعترف به المدرب الجزائري جمال بلماضي بقوله صراحة "نحصل على فرص كثيرة ولكن مشكلتنا أننا لا نتمكن من التسجيل".
الا ان المنتخب القطري إنتظر حتى الدور نصف النهائي لكي يظهر إمكاناته الهجومية بتسجيله ثلاثة أهداف في مرمى نظيره العماني في نتيجة لافتة خصوصا بعد فوز الأخير الكاسح على الكويت بخماسية نظيفة في الجولة الأخيرة من الدور الأول.
وتألق في نصف النهائي أكثر من لاعب كمشعل عبد الله وإسماعيل محمد وعلي أسد الذي دخل في الشوط الثاني بدلا من خوخي بو علام وسجل الهدفين الثاني والثالث.
ولفت أسد علي إلى أن جمال بلماضي أخبره قبل المباراة أن وقته للتألق قد حان وهو ما حدث بالفعل بتسجيله هدفين في مرمى الحارس الكبير علي الحبسي.
وتابع أسد علي: "المنتخب القطري أثبت أنه قوي وقادر على تحقيق الفوز في البطولة، والفوز على المنتخب العماني الفائز على الكويت بخمسة أهداف يؤكد أن العنابي فريق منافس على اللقب ولم يأت من أجل للمشاركة فقط".
وأوضح رئيس الإتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد التأهل: "حققنا هدفنا بالصعود إلى المباراة النهائية والفوز على المنتخب العماني والفريق قدم مباراة كبيرة، والآن أتمنى أن نواصل المشوار بنجاح في النهائي المرتقب".
وعن المباراة النهائية قال: "لا يعني الصعود إلى المباراة النهائية أن نتفاءل بصورة كبيرة أو نتشاءم بشكل كبير، وعموما علينا الاستعداد القوي وأرى أن التركيز والعمل الجاد مهمان للغاية من أجل الظهور القوي في المباراة النهائية".
وقال نجم المنتخب القطري إسماعيل محمد: "حققنا في نصف النهائي الفوز على فريق قوي وهو المنتخب العماني الذي يعتبر من أفضل الفرق التي ظهرت بمستوى عال ولم يتلق أي خسارة في الدور الأول".
وتابع: "تسجيل ثلاثة أهداف (امام عمان) أمر مفرح لأن العنابي فك عقدة عدم التسجيل بعد أن عاندنا الحظ في المباريات الثلاث الأولى".
وكالات