ها علاش انسحب المغرب
الثلاثاء 25 نونبر 2014 - 12:19ولو أن لونها أصفر ومرجعية الورق الذي يحركها ويمولها أخضر، ولا تستحق بالتالي الرد عليها، إلا أنه حشر إسم «المغرب» بحمولته الكبيرة دون خجل ولا استحياء، وبشكل مجاني ضمن «مانشيط» عريض على صفحتها الأولى يوجب الرد من باب كف الأذى وتذكير المؤمنين.
«ها علاش انسحب المغرب» مانشيط عريض لصحيفة جزائرية تدعى «الشباك»، يحيل إلى أن المغرب اختلق بدعة «إيبولا» ليهرب من جحيم إسمه «منتخب الفينيك» أو ثعالب الصحراء وعلى أن «الإيبولا» الحقيقية هي إيبولا محاربي صحرائهم، وجرفوا بالتالي قطيعا ليس بالهين خلف طرحهم الإستفزازي هذا.
اليوم وسيرا على هدي خطاب عاهل الأمة القوي جدا المؤرخ لذكرى المسيرة الخضراء، لم يعد من مجال لإعمال قاعدة القافلة تسير والبقية تنبح، وفصل المقال بالرد الحازم وعلامات التنوين وإعراب الجمل بات ضروريا.
قلت سابقا أن حكاية أننا «طيبين أوي» كما قال الزعيم لم تعد مجدية ولا تجد لها سندا مقنعا في ظل مقابلة الحسنى التي نتعامل بها بالإساءة والتضليل المغرض.
التهييج والتجييش الممارس هناك غير بعيد عن الشرق، بات يفرض أكثر من رد وتوحدا على مستوى الرد لتأريخه وحمله لسجلات نفس التاريخ على أن صمتنا دائما لا يعني أننا مخطئون، بقدر ما هو صمت الحكمة الذي له بطبيعة الحال حدود.
قبل يومين خرج المعلق الرياضي حفيظ الدراجي لينفي المنسوب إليه جملة وتفصيلا من كونه شكك في دفوعات وطرح المغرب من وراء تأجيل الكان.
الدراجي وفي نفس العدد من «المنتخب» يقدم نفيا قاطعا لمراسلنا الجزائري هناك لما أوردته الصحف الجزائرية ودائما هناك.
وينهي الدراجي مرافعته بالقول أن ما يكتب في كثير من المرات بمداد الكذب والأراجيف عبر صفحات بعض الصحف الجزائرية يسيء لأصحابه قبل أن يسيء لمن يحاولون الركوب على نجوميتهم وشهرتهم خدمة للكثير من المآرب.
منتهى البلادة والغباء إن كانت الشباك «المثقوبة» وغيرها من المروجين لانسحاب المغرب من تنظيم الكان، سببه خوف من ثعالبهم، لأن التاريخ ووقائعه بالأرقام الداعمة تتحدث عن صولات الأسود وزئيرهم القوي في كثير من المناسبات كلما نازلوا الجزائر وديا أو رسميا.
هو نفسه التاريخ الذي يتحدث عن تفوق المنتخب المغربي والكرة المغربية على نظيرتها الجزائرية قاريا وعالميا، لدرجة أن الشوكة التي ظلت عالقة في عنقهم سنوات طويلة بعجزهم عن تحقيق ما حققه الأسود بالمكسيك قبل 30 سنة زالت حديثا، وبمجرد زوالها حتى تفجرت وديان الحقد وأنهار العقد المركبة التي ظلوا يضمرونها في صدورهم الضيقة.
وعن كان الأشقاء يريدون أن يعلموا «علاش انسحب المغرب» فالرسالة وصلتهم أكيد من أكادير، حيث العناق الأريحي بين الأسود التي أكاد أجزم وأؤكد أنها اليوم قادرة على التلاعب بالثعالب بأي شكل يريدون.
«علاش» انسحب المغرب، فلكي يؤكد للشباك والشروق وغيرهما أن المغاربة حين يقررون قرارا فإنهم لا يمزحون، ويتوحدون خلفه ويناصرون حكوماتهم ظالمة أو ظالمة، وقبلها ليصحح المفاهيم لمن ينقحون الحوارات ويعرضونها بالشكل الذي يخدم أجندتهم، لأن المغرب لم ينسحب ومن سماه انسحابا هو مكتب الكاف الذي يضم راوراوة.
إنسحب المغرب ليقدم للعالم درسا في الإيثار، وعلى كون هامش الربح والإيرادات التجارية والمالية لا تهمه، إذا ما وضعت في كفة في نفس الميزان الذي يضم كفة ثانية تهم أمن ورفل عيش مواطنيه وسلمهم الإجتماعي.
وأخيرا إنسحب المغرب كي يثقب الشباك وغيرها ويترك لهم لغاية نهاية كل الأيام عظما يثير «نعرتهم وجعرتهم» وهم يحاولون تفتيته بحثا عن مخ الحقيقة التي ليست شأنا من شؤونهم.
حسن فعل أوزين والوردي وبنكيران وباقي الركب الحكومي وهم يردون حياتو وراوراوة خائبين، برفض وضع بضاعتهم في معرضه، لأن نفس الشباك ونفس الشروق كانت ستتناول بمداد الشماتة حال المغرب لو تسربت إليه «إيبولا» واحد من الإيبولات التي كانت تمارس الإحماء لتعيش حضانتها هنا بعقر الدار.
وبقدر حزني وأسفي على ضياع فرصة ذهبية على الجيل الحالي الذي اجتهد الزاكي كثيرا في استنهاض همته، حيث ارتفع مؤشر الأمل في قدرة هذا المنتخب على تحقيق المطلوب وبلوغ الرهان الذي بدا للبعض صعبا ومستحيلا قبل أشهر، بملامسته ثقة الجمهور المغربي وعطفه وهو ما ترجمه الوصال الرائع بأكادير، بقدر سروري على كون قرار المطالبة بالتأجيل كان حكيما، وهي الحكمة التي ستبرزها الأيام اللاحقة إن شاء الله.
المغرب بقراره الذكي هذا يكون قد رمى رمية ثلاثية موفقة في «الشباك» الجزائرية المثقوبة..