كيف سيرد الكاف؟
الإثنين 10 نونبر 2014 - 12:07أمر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بلاغه الذي زفه للرأي العام الرياضي العالمي من الرباط يشدد فيه بكل صيغ الإستفزاز على رفضه بإجماع كل أعضاء مكتبه التنفيذي طلب المغرب تأجيل كأس إفريقيا للأمم عن موعدها الأصلي، أمرها بأن تقدم في أجل أقصاه يوم السبت ثامن نونبر الموقف النهائي للمغرب من تنظيم كأس الأمم الإفريقية.
وبين من تصور أن الكاف كافأ المغرب على مصداقية مؤسساته وعلى موقعه الإستراتيجي داخل المؤسسة الراعية والوصية على كرة القدم الإفريقية، عندما منحه مهلة الخمسة أيام للنطق بالقرار النهائي وهو الذي كان بمقدوره أن يعتبر الإصرار على التأجيل مدعاة لإعفائه من تنظيم الكان، وبين من رأى أن الكاف على النقيض من ذلك إستخف بالقرار ونزع عنه عمقه المؤسساتي، بقينا جميعا مترنحين ننتظر ومعنا إفريقيا والعالم، ماذا سيكون القرار النهائي للمغرب؟
كانت مصداقية طلب المغرب تأجيل كأس إفريقيا للأمم والتي نال منها بلاغ الكاف وإمعانه في الرفض، تتأسس على البعد الصحي والأخلاقي والإنساني الذي رفعه المغرب فوق كل الأبعاد، وبالتالي كان من باب الدفاع بكل إستماثة عن مصداقية الطلب أن يعود المغرب للأساس الذي قام عليه القرار فيتحصن به ولا يبدي ليونة من أي نوع في الإنتصار له، ذاك الأساس الذي يقول أن تنظيم كأس إفريقيا للأمم في هذا الوقت بالذات ووباء إيبولا ما زال يحصد أرواح الأفارقة وما زالت جهود منظمة الصحة العالمية متواصلة ليل نهار لإيجاد لقاح له، هو ما جعل المغرب يبلغ رسميا الكاف مع إنتهاء مهلة الخمسة أيام أنه ما زال عند موقفه متشبتا بقرار التأجيل وملتزما لأبعد الحدود بالبعد الإنساني والأخلاقي.
وعندما كررت عند التعاطي مع هذا الموضوع الذي أصر على أنه يضعنا في خلاف مع الكاف لا يفسد أبدا ما كان من علاقة تاريخية ومتجذرة مع هذه المؤسسة، بأن طلب المغرب تأجيل الكان عن موعده الأصلي، هو قرار دولة فقد كان متوقعا أن يحترم المغرب البعد المؤسساتي للطلب ويستمر في تشبته بخيار التأجيل، مؤملا أن تحضر الحكمة لدى تنفيذية الكاف عند إجتماعها يوم غد الثلاثاء للنطق بالحكم الأخير.
وإذا كان هناك من المغاربة من يتطلعون إلى القرارات التي ستتبناها تنفيذية الكاف في إجتماعها يوم الثلاثاء وقد أخذ أعضاؤها علما بالموقف النهائي للمغرب من تنظيم كأس إفريقيا للأمم، وهم متوجسون من الحد الذي يمكن أن يبلغه أعضاء المكتب التنفيذي للكاف في معاملة هذا التصلب الذي يبديه المغرب دفاعا عن مصداقيته، وبالتالي كيف ستكون طبيعة العقوبات التي سيوقعها على الجامعة، فإنني أنظر إلى الموضوع من زاوية أن المغرب إلى اليوم لا يقول بتخليه عن تنظيم الكان ولا يسمح بسلبه حق تنظيمها ولا يبدي للإعتبارات المذكورة أي إستعداد لتنظيم الكان في التاريخ الأصلي لوجود قوة قاهرة أو ظرف طارئ يستوجب تأجيل البطولة.
وإذا كان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لم يأخذ بكل الأسباب التي ساقها المغرب طلبا للتأجيل الذي لا مناص منه، عندما أصر على تنظيم الكان في موعده، فإنه اليوم مع تشبت المغرب بطلب التأجيل يجد نفسه أمام وضعية جد شائكة، فإن وجد للكأس الإفريقية منظما من الدول التي قال أنها أبدت الرغبة في تعويض المغرب، فإنه سيكون مواجها بالعديد من الإكراهات والإمتحانات الصعبة، وأولها أن يتبث للعالم أن القوة التي تذرع بها المغرب ليست قوة قاهرة، وثانيها أن يضمن للنسخة الثلاثين لكأس إفريقيا إن هي أقيمت في موعدها خلوها تماما من أي إصابة بوباء إيبولا وثالثها أن يقنع الحكومات الإفريقية والنوادي الأوروبية التي يتواجد بها لاعبو المنتخبات الإفريقية بسلامة فضاء التباري، ورابعها إن هو فكر في معاقبة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بما هو منصوص عليه في النظام الأساسي لكأس إفريقيا للأمم، فمن يضمن قانونية هذه العقوبات والمغرب في بنية القرار لا يتحدث عن تراجع عن التنظيم ولكن عن إمعان في طلب التأجيل، وشتان الفرق بين الإثنين لفظيا وقانونيا.
على الرغم مما نبديه من خوف من أن تصيبنا الكاف بما نحن في غنى عنه في هذا الوقت بالذات، هناك أمل في أن تعامل الكاف طلب المغرب بالحكمة التي تستوجبها الظرفية، وتذهب إلى تأجيل البطولة مراعاة لمصلحة الكرة الإفريقية بدرجة أولى.