ADVERTISEMENTS

أطل الوفاق وأفل الهلال

الثلاثاء 04 نونبر 2014 - 11:46

أول أمس السبت تعرفت النسخة الحادية عشرة لكأس العالم للأندية التي ستفتح الرباط ومراكش الأحضان لاستضافتها على آخر فرسانها، بإجراء إياب نهائيي أبطال إفريقيا وآسيا واللذين أعلنا كلا من وفاق سطيف الجزائري بطلا لأبطال إفريقيا وويسترن سيدني الأسترالي بطلا لأبطال أسيا.
بالطبع خاب الظن في أن تشهد النسخة القادمة لمونديال الأندية مشاركة ثلاثة أندية عربية لأول مرة ونادي الهلال السعودي يعجز عن تجاوز عقبة فريق أسترالي تكشف سيرته الذاتية عن شيء رائع، فهو فريق لم يتأسس إلا قبل ثلاث سنوات، ونجح برغم حداثة النشأة وطراوة العظم من أن يقهر كبار القارة الصفراء بل وأن يكون أول ناد أسترالي يتحصل على لقب عصبة أبطال آسيا.
وشاءت برمجة الكونفدرالية الإفريقية والإتحاد الأسيوي لكرة القدم أن يكون هناك فارق 45 دقيقة بين إياب النهائيين بالرياض بملعب الملك فهد بين الهلال وويسترن سيدني وبالبليدة الجزائرية وتحديدا بملعب مصطفى تشاكر بين الوفاق وفيتا كلوب الكونغولي، ما جعلني برفقة زملاء من الأمانة العامة للإتحاد العربي لكرة القدم في حيرة من أمرنا، فقد كان الرجاء أن نشاهد المباراتين كاملتين هنا بالدوحة حيث نتواجد، لوجود بذرات ساخنة تنبئ بأن الطبخة في النهاية ستكون مثيرة نقبل عليها بشهية مفتوحة.
ولأن مباراة الهلال وويسترن سيدني تقدمت بنحو 45 دقيقة على مباراة الوفاق وفيتا كلوب، فقد أسكنا المهج والقلوب خافقة في مباراة الرياض، والإعتقاد الأقرب إلى اليقين يقول أن الليلة ستكون هلالية، لما شاهدنا عليه الموج الأزرق من هيجان في مباراة الذهاب بسيدني برغم إنتهائها بهزيمة صغيرة للهلال، ولما كان عليه ملعب الملك فهد لأول مرة من حالة تأهب لإطلاق الأعياد، فقد كان الملعب وشاحا أزرق يلف المدرجات ويرسم كاليغرافيا لوحة رائعة.
كنت مع الكثيرين قد عبت على الهلال أن يكون قد ترك النقاط الثلاث كاملة في مباراة الذهاب بسيدني وهو من كان صاحب أفضلية على مستوى الأداء وصناعة الفرص، فقد رأيت في ذلك قصورا كبيرا في إنهاء الجمل التكتيكية المصاغة بطريقة جميلة ومتنوعة ورأيت فيه قصورا في الواقعية، على النقيض تماما من ويسترن سيدني الذي أبرز في مباراة الذهاب على أرضه ما كان عليه من واقعية ومن تطابق مع خاماته الفنية ومؤهلاته المهارية.
وكان الخوف من أن يكرر الهلال ذات الشيء في مباراة الإياب بالرياض، أن يظهر ذات العجز في إنهاء الهجمات بالشكل الذي يعطيه التفوق الرقمي المبحوث عنه وأن يدخل خصمه الأسترالي الفلك التكتيكي الذي يحب أن يكون فيه، وما كان الخوف كبيرا منه هو ما حدث فعلا، فقد أخذ الهلال وقتا طويلا في جس نبض ويسترن واستهلك زمنا معتبرا  ومقتطعا من خارطة المباراة في خلخلة أنظمته الدفاعية، ولم يبدأ فعليا في الإقتحامات إلا والجولة الأولى توشك على الإنتهاء، مما رمى لاعبي الهلال برذاذ مخيف من النرفزة والتوتر، توتر سيكون من تداعياته أن لاعبي الهلال إفتقدوا في أحايين كثيرة للصفاء الذهني في إنتاج المد الهجومي، مما أفرغ كل الغارات الهلالية من الدقة المطلوبة للوصول إلى مرمى الحارس الرائع لويسترن سيدني.
ولم يكن من حل أمام هذا الإستعصاء الغريب الذي رافقه ظلم تحكيمي صارخ للياباني الشهير نيشيمورا عندما لم يحتسب للهلال ضربتي جزاء واضحتين، كان لزاما على ريجكامب المدرب الروماني للهلال أن يرمي بورقة ياسر القحطاني وبعدها بورقة الشلهوب بحثا عن حلقة التوفيق المفقودة في صيغة الجمل الهجومية، وكان الهلال مع هذا المتغير البشري والتكتيكي قريبا من فك الشفرة الأسترالية لولا أنه جنى على نفسه أكثر مما جنى عليه الحكم الياباني، بأن إفتقد للدقة اللازمة في مثل هذه الحالات لكسر شوكة الفريق الأسترالي، لتنتهي المباراة إلى تعادل حجب عن سماء الرياض فرحا أعدت العدة الكاملة له وحجب عن سماء مونديال الأندية بالمغرب هلالا سعوديا وعربيا كنا شغوفين برؤيته.
ومع الخروج المنكسر من جراب الخيبة من مباراة الرياض والتحول رأسا إلى مدينة البليدة بالجزائر كانت مباراة وفاق سطيف وفيتا كلوب قد أنهت الجولة الأولى متعادلة بلا أهداف، وهي نتيجة تمنح اللقب للوفاق إعتبارا لتعادله ذهابا هناك بكينشاسا بهدفين لمثلهما، ما كان يعني أن الجولة الثانية ستكون أشد مضاضة من وقع الحسام المهند، فلم يكن الوفاق قد حسم اللقب ولم يكن فيتا كلوب المتمتع بقدرة رهيبة على قلب الطاولة كما أظهر ذلك في مباراة نصف النهائي أمام الصفاقسي التونسي.
وأعطانا وفاق سطيف الإحساس بأنه حسم الأمور بشكل كبير جدا وهو يتقدم في الدقيقة 50 بهدف ليونس سفيان لولا أن فيتا كلوب رد بهدف التعادل أربع دقائق بعد ذلك، ليدخلنا مدن التوجس ولنعيش آخر ثلاثين دقيقة على إيقاع هزات إرتدادية أحسن الوفاقيون تفاديها ليبقوا على النتيجة ذاتها والتي أعلنتهم بكامل الإستحقاق أبطالا لأبطال إفريقيا ومتأهلين كأول فريق جزائري لكأس العالم للأندية، حيث سيكون بالإمكان أن نشاهدهم هنا بالرباط مواجهين للمغرب التطواني في الدور ربع النهائي فيما لو نجحت الحمامة في التحليق بنجاح في سماء الدور التمهيدي عندما تفتتح المونديال بمواجهة أوكلاند سيتي. 

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS