مونديال قطر بين التناقضات والحلول الممكنة
الأحد 02 نونبر 2014 - 14:05من المحتمل أن تكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ اتحاد إحدى اللعبات التي تعتريه فيها الكثير من الشكوك حول ما يمكنه عمله فيما يخص البطولة الأكثر أهمية التي ينظمها. ورغم ذلك فإن التناقضات والتضارب في أروقة الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لا يمنع أن مونديال قطر 2022 يمكن أن يحقق نجاحا. ولا زال الجدل قائما حول تاريخ إقامة المونديال، حيث أصبحت معظم الآراء والإقتراحات تصب في صالح تنظيم البطولة خلال فصل الربيع وليس الصيف كما هو معتاد أو الشتاء كما كان مقترحا في بداية الأمر، بالإضافة إلى تأخير مواعيد المباريات لتكون في آخر الليل. ويمكن لاجتماع الفيفا المنتظر غدا الإثنين في زيوريخ أن يأتي بنتائج جيدة إذا ما تم الإنصات إلى مقترحات الأندية الأوروبية التي تتفق بشكل متماثل مع اقتراحات هارولد مايني نيكولس الرئيس السابق للجنة التقييم والتفتيش الخاصة بالدول المرشحة لاستضافة المونديال. وطبقا للوثائق التي حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، فإن رابطة الأندية الأوروبية برئاسة الألماني كارل هاينز رومينيغي اقترحت أن ينظم مونديال قطر في الفترة ما بين 28 أبريل و29 ماي عام 2022، وهي فترة فصل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي. وترى الرابطة أن المباريات في دور المجموعات يجب أن تبدأ بعد غروب الشمس في السادسة مساء على أن تلعب المباراة الثانية في الثامنة والنصف ثم المباراة الأخيرة في الحادية عشرة ليلا. وفيما يخص الأدوار النهائية، ترجح الرابطة أن تلعب المباريات بين الساعة السابعة والعاشرة مساء.
وتتطابق اقتراحات الرابطة مع أراء مايني نيكولس التي قالها في وقت سابق في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية.
وقال مايني: "هناك حلان .. الأول هو إقامة المونديال في فصل الشتاء وهذا سوف يتعارض مع مواعيد الدوريات الأوروبية والثاني هو إقامته خلال شهري ماي ويونيو علي أن تكون مواعيد المباريات بين السابعة والتاسعة والنصف مساء أو في منتصف الليل أو ربما في وقت متأخر عن ذلك". وأضاف: "رغم أن الحرارة ستكون عالية أيضا في تلك الأوقات فإنها لن تكون قاتله"، في إشارة إلى مشكلة ارتفاع درجات الحرارة الهائلة والتي تصل إلى 50 درجة مئوية خلال شهري يونيو ويوليوز اللذين ينظم خلالهما تحديدا المونديال. ومنح الفيفا في دجنبر 2010 شرف تنظيم بطولة كأس العالم لدولة قطر دون أن يقوم بإجراء أي تعديلات على تاريخ إقامة البطولة رغم التقرير المفصل الذي أعده مايني عن استحالة إقامة البطولة في الفترة ما بين شهري يونيو ويوليوز.
وأكد الفيفا أنه لا يرغب في التعليق على اقتراحات مايني، الذي ينوي منافسة بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في الإنتخابات القادمة، حيث قال: "لا نرغب في الدخول في جدال افتراضي أو صراع حول الأفكار". وأشار الفيفا إلى أن توفير الأجواء الأكثر ملائمة بالنسبة للاعبين والفرق هو العامل الأكثر أهمية بالنسبة له. وقال بلاتر في تصريحات لصحيفة "بيلد سبور" الألمانية: "يمكن للملاعب أن تصبح مكيفة ولكن المونديال سيقام في البلد بأكمله وتزويد البلد كله بمكيفات يعد أمرا مستحيلا". وشكل الفيفا مجموعة عمل من أجل دراسة جدول المنافسات الدولية في الفترة بين عامي 2018 و2024 ومحاولة خلق حالة من التوافق بين الاتحادات الكروية العالمية المختلفة.
وضمت مجموعة العمل ممثلين للاتحادات القارية الستة الأعضاء في الفيفا وممثلي الدوريات المختلفة ورابطة الأندية الأوروبية بالإضافة إلى حسن الذوادي الرئيس التنفيذي للجنة الإرث والمشاريع المسؤولة عن تنظيم مونديال 2022. وتجتمع غدا اللجنة للمرة الثانية بعد اجتماعها الأول في شتنبر الماضي في محاولة منها لمجابهة العقبات التي تعترض المونديال الأكثر تعقيدا الذي ينظمه الفيفا. وأعربت الأندية الأوروبية عن رفضها فكرة إقامة المونديال في الفترة ما بين نونبر ودجنبر لتعارض ذلك التاريخ مع مواعيد مسابقاتها المختلفة، كما رفضت اللجنة الأولمبية الدولية إقامة نفس البطولة بين يناير وفبراير حتى لا يتسبب هذا في إفساد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. ولهذا فإن إقامة البطولة في الفترة ما بين شهري أبريل وماي سيكون هو الحل الأمثل للجميع، حيث تنتهي فعاليات جميع المسابقات المحلية في أوروبا مطلع أبريل.
وتقترح رابطة الأندية الأوروبية أن تلعب مرحلتين أو ثلاثة من المسابقات المحلية خلال أسبوع، كما أيدت أيضا فكرة إلغاء جولة المباريات الودية للمنتخبات خلال شهر مارس 2022. ويتطلب اقتراح رابطة الأندية الأوروبية أن يتم تبكير موعد انطلاق دوريات 2021/2022 أسبوعين كحد أقصى. ويشدد اقتراح الرابطة على أهمية أن تلعب مباريات دور الثمن النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا في ذلك العام خلال أسبوعين بدلا من أربعة أسابيع كالمعتاد. وترى اللجنة ضرورة تأجيل مباريات بطولات الكأس المحلية إلى شهر يونيو بعد انتهاء المونديال بالنسبة للدول التي تضم مسابقات الدوري فيها 20 ناديا مثل أسبانيا وإنجلترا والبرتغال.
وقال رومينيغي رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني: "نعتقد أن هذا سيكون الحل الأفضل لأنه سيراعي المواءمة المناخية بالإضافة إلى الحفاظ على سير الأنشطة الإعتيادية للأندية".
وكالات