روسيا تضع جانبا الازمات الدبلوماسية وتستعد لانطلاق نهائيات كأس العالم
الأربعاء 06 يونيو 2018 - 17:47تفتح روسيا ابوابها لانطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد اسبوع بمشاركة نجوم مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وهي على خلافات كبيرة مع عدد من الدول المشاركة.
وتخيم على هذا العرس الكروي الذي يستمر شهرا، مخاوف من اعمال شغب او تصرفات عنصرية.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يأل جهدا لضمان انجاح هذا الحدث الرياضي، الابرز لروسيا منذ استضافة موسكو الالعاب الاولمبية الصيفية في 1980.
وبات 12 ملعبا رائعا في 11 مدينة في الجانب الاوروبي من أكبر دولة في العالم، جاهزا بعد وضع اللمسات النهائية على أعمال الطلاء.
وتفتتح الدولة المضيفة نهائيات كأس العالم بمواجهة السعودية في 14 يونيو في استاد لوجنيكي الذي يتسع ل80 الف متفرج في موسكو، وهو الملعب التاريخي للرياضة السوفياتية والروسية والذي سيستضيف المباراة النهائية ايضا.
وتعافى اللاعب البرازيلي نيمار من اصابة اضطر معها للغياب 3 اشهر، لينضم إلى الارجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو في الصراع على أحقية رفع الكأس في 15 يوليوز.
ومنيت الدولة المضيفة بهزيمة موجعة 7-1 أمام المانيا في نصف نهائي 2014 ما كان له وقع الصدمة في دولة مهووسة بكرة القدم.
ويتصدر البطلان المانيا والبرازيل مرة اخرى لائحة الاوفر حظا والتي تشمل ايضا اسبانيا والبطلان السابقان الارجنتين وفرنسا.
وتعد فرص روسيا ضئيلة في احراز نتيجة متميزة. فالمضيفون هم ثاني فريق في اسفل قائمة تضم 32 فريقا في النهائيات ويعانون من خلافات داخلية واصابات.
ويرى بوتين أن روسيا ستأتي في الطليعة بتنظيمها الفعالية الاكثر تكلفة على الاطلاق، فيما تتعرض في الوقت نفسه لعقوبات دولية.
وردا على سؤال حول الفريق الذي يرجحه للفوز قال بوتين "المنظمون".
والعقوبات الغربية هي رد على سياسة خارجية هجومية دفع بها بوتين في السنوات الثماني التي اعقبت الفوز على انكلترا بشرف استضافة الالعاب في تصويت طالته اتهامات بدفع رشى.
وضمت روسيا القرم الاوكرانية، وتحدت الغرب بالتدخل العسكري في سوريا دعما للرئيس بشار الاسد.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الاميركية أن موسكو تدخلت في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016، كما تؤكد الاستخبارات البريطانية إن روسيا استخدمت غاز اعصاب في انكلترا في محاولة لقتل جاسوس مزدوج سابق هو سيرغي سكريبال.
وتسببت فضيحة منشطات في منع روسيا من المشاركة في الالعاب الاولمبية واجبرت رياضييها على التنافس تحت علم حيادي في العاب بيونغ تشانغ الشتاء الماضي.
لكن بوتين يعمل على مقاومة الضغوط المفروضة عليه.
ولم يخف الكرملين سروره لفشل جهود البعض في انكلترا وشرق اوروبا لتنظيم مقاطعة دبلوماسية لنهائيات كرة القدم.
ولن ترسل انكلترا دبلوماسيين أو أفرادا من الاسرة المالكة إلى حفل الافتتاح احتجاجا على قضية سكريبال.
وقد تحذو السويد وايسلندا حذوها، وقد تتخذ بعض الدول الاخرى القرار نفسه وتمتنع عن ارسال رؤساء حكوماتها او رؤسائها.
ومشكلات روسيا ليست محصورة فقط بالعلاقات الخارجية.
فالضرب المبرح الذي تعرض له مشجعون انكليز على ايدي حوالى 200 من المشجعين الروس في كأس أوروبا 2016 في فرنسا، اضر بصورة روسيا.
وينشط بقوة في روسيا مثيرو الشغب خلال النشاطات الرياضية من النازيين الجدد الذين بفتعلون اعمال عنف ويطلقون هتافات عنصرية بحق لاعبين، على الملاعب الروسية.
وقالت مجموعة "فير" لمكافحة التمييز إن الاتحاد الروسي لكرة القدم يزيد من فداحة الامور بمعاقبة الذين يتفاعلون مع الهتافات العنصرية "فيما يتجاهل الفاعلين".
وتراقب اجهزة الامن المئات من المشاغبين للتأكد من عدم قيامهم بما يسيء إلى صورة روسيا في الاسابيع القادمة.
وقد نجح اسلوب التخويف. فقد قال بعض مشاغبي كرة القدم إنهم سيغادرون اماكن اجراء المباريات فور بدء الالعاب لتجنب توقيفهم.
غير أن مجموعة فير قالت في تقرير نشر الاسبوع الماضي "ليس لدينا ثقة كافية في منع الاحداث العنصرية غير العنيفة (في كأس العالم) رغم التطمينات ذات النوايا الحسنة جدا".
ولن يكون تركيز العالم في الاسبوع الاخير قبل انطلاق النهائيات على السياسة او على العالم السري لروسيا، بل على مسائل مثل قدم نيمار.
واثار خلف بيلي البرازيلي ذعرا وطنيا بخضوعه لجراحة لمعالجة كسر في مشط القدم في الثالث من مارس.
وكلل النجم البالغ من العمر 26 عاما عودته إلى الملاعب بتسجيله هدفا رائعا في مرمى كرواتيا 2-صفر في مباراة ودية في ليفربول استعدادا لنهائيات كأس العالم، مثيرا الدهشة حتى من المدرب تيتي.
وتعرضت استعدادات الارجنتين لضربة عندما الغيت مباراة ودية في اسرائيل الاحد مما اثار غضب المنظمين الاسرائيليين.
وستسر ألمانيا ايضا بعودة حارس مرماها مانويل نويل بعد غياب 8 أشهر لكسر في القدم.
وستراقب روسيا بفضول عودة النجم المصري الصاعد محمد صلاح بعد اصابة في الكتف خلال مباراة لريال مدريد أمام ليفربول في عصبة ابطال اوروبا وخسارته 3-1.
وتتضمن التشكيلة النهائية لمنتخب مصر النجم محمد صلاح في المباراة ضد المضيفين في 19 يونيو.
وسيتنافس المنتخبان على الارجح مع السعودية على انتزاع البطاقة الثانية في المجموعة التي تضم ايضا الاوروغواي بطلة العالم مرتين.
وسيعتبر خروج روسيا من الدور الاول مأساويا علما بانها فشلت في بلوغ دور الثمن منذ مشاركتها باسم الاتحاد السوفياتي.
لكن المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف قال إنه "على ثقة" بأن رجاله سيقومون بعمل جيد يضمن له الحفاظ على عمله.