نوسطالجيا كأس العالم (12): الطاليان الأقوى وثعالب الصحراء في ثوب الضحية

إستضافت إسبانيا نسخة 1982 بعدما تنازلت لألمانيا الغربية سابقا عن إستضافة مونديال 1974، وقرر الإتحاد الدولي مع تزايد الاهتمام بالصورة التسويقية للعبة رفع عدد المنتخبات المشاركة ل 24 منتخباً، وذلك من أجل زيادة رقعة القوة والتنافس.
هذا وفشل المنتخب الهولندي وصيف النسختين السابقتين (1974 ، 1978) في التأهل للنهائيات ومعه المنتخب المكسيكي، فيما تأهل منتخب آيرلندا الشمالية للمرة الأولى منذ عام 1958، كما عادت منتخبات بلجيكا وإنجلترا تشيكوسلوفاكيا والسلفادور والاتحاد السوفييتي للمونديال.
شاركت منتخبات الجزائر، الكاميرون، الهندوراس، الكويت، نيوزيلاندا في البطولة للمرة الأولى في تاريخها، وكان هذا الظهور الأول والأخير لمنتخبات السلفادور والكويت في الكأس بعد ذلك.
وتم تغيير نظام المسابقة بالكامل في هذه الدورة حيث تم تقسيم المنتخبات المشاركة على 6 مجموعات، فتصدر منتخب بولونيا المجموعة الأولى وجاء منتخب إيطاليا في الوصافة وخرجت الكاميرون وبيرو من الدور الأول.
المجموعة الثانية تأهل فيها ألمانيا الغربية والنمسا وأقصي منتخب الجزائر وتشيلي، بينما تربع البلجيكيون على عرش المجموعة الثالثة متبوعين بالأرجنتين، ومثلهم فعلت إنجلترا وفرنسا في المجموعة الرابعة فإيرلندا الشمالية وإسبانيا في المجموعة الخامسة ثم البرازيل والإتحاد السوفياتي بعدهما.
كانت الدورة مبهرة وشهدت ظهور العديد من النجوم والمفارقات في الدور الأول، الذي تألق فيه حارس منتخب الكاميرون طوماس نكونو وزميليه روجيه ميلا وطيوفيل أبيغا، وعرفت  مباراة الكويت وفرنسا أغرب حادثة في تاريخ نهائيات المونديال، إذ بصافرة إنطلقت من المدرجات أدت إلى توقف مدافعي الأزرق عن اللعب، فسجل الديوك هدفاً احتج عليه لاعبو المنتخب العربي وتوقفت المباراة، ثم نزل الشيخ فهد الأحمد إلى أرض الملعب، وتحدث مع الحكم  الروسي ستويا وأقنعه بالتراجع عن قراره وإلغاء الهدف الذي سجله ألان جيريس، فرض الاتحاد الدولي بعدها غرامةً ماليةً على الكويت قدرها 12 ألف دولار، وتم إيقاف الحكم وعدم إسناد أي مباراةٍ له حتى نهاية مونديال إسبانيا.
الجولة الثالثة من الدور الأول حملت حدثاً تاريخياً سمي فيما بعد بفضيحة خيخون، حينما لعبت الجزائر ضد تشيلي وفازت عليها، وبعدها لعبت النمسا مع ألمانيا، وكان فوز المانشافت بفارق هدف أو هدفين يؤهل المنتخبين معاً، أما أي نتيجة أكثر فكانت ستؤهل محاربي الصحراء مباشرة.
اتفق الألمان مع النمساويون على نتيجة تؤهل كلا المنتخبين، سجلت ألمانيا في الدقيقة العاشرة وأصبحت النتيجة لصالحهم وتؤهلهم مباشرة بفارق الأهداف على حساب الجزائر، وبعد تسجيل هذا الهدف لعب المنتخبان بطريقةٍ عجيبة وغير تنافسية، واكتفوا بتناقل الكرة بدون أي هجوم، الشيء الذي أثار زوبعة وموجة من الإنتقاذات والسخرية، فهاجمت الصحافة الألمانية منتخب بلادها ووصفته بالعار، وإضطر الفيفا بعدها إلى فرض قانون أن تلعب مبارتي الجولة الثالثة في دور المجموعات في نفس التوقيت منعاً للتلاعب، حيث أن هذه الحادثة لم تكن الأولى فقبلها حدث نفس الأمر في مونديال 1978 بين بيرو والأرجنتين.
أما الدور الثاني الذي جرى من أربع مجموعات جمعت 12 منتخبا، تأهل المتصدرون الأربعة وهم ألمانيا الغربية وإيطاليا وفرنسا وبولونيا، ليكون المربع الذهبي ناريا وحارقا في النصف الأول الذي جمع الألمان برفاق بلاتيني وتيغانا وعبر فيه زملاء رومينيغي الذين حولوا تأخرهم 3-1 إلى تعادل 3-3 بعد اللجوء للضربات الترجيحية، ضاربين موعدا في النهائي مع المنتخب الإيطالي الفائز على بولونيا بثنائية نظيفة.
وجاءت المباراة النهائية بملعب سانياغو بيرنابيو تحت أنظار 90 ألف متفرج، وسطع فيها النجم الأزرق الذي قهر الألمان بالطريقة والأداء في نزال ربحه الطاليان بثلاثية روسي وتارديلي وألتوبيلي، ليرفعوا اللقب العالمي ويعادلوا رقم البرازيل.
بطاقة الدورة: 1982 
الدولة المضيفة: إسبانيا
البطل: إيطاليا
 عدد المنتخبات المشاركة: 24
 عدد الملاعب: 14 في 14 مدينة
 الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة: إيطاليا (البطل)، ألمانيا الغربية (الوصيف)، بولونيا (المركز الثالث)، فرنسا (المركز الرابع)
عدد المباريات 52 
عدد الأهداف 146
عدد الجماهير التي حضرت المباريات 2 مليون و110 ألف مشجع بمعدل 40 ألف متفرج في المباراة الواحدة
هداف النهائيات الإيطالي باولو روسي ب 6 أهداف