خصم المغرب: أوكرانيا كما يرسمها الفنان شيفشينكو
الخميس 31 ماي 2018 - 13:46هي البروفة الرابعة التي يجريها منتخب أوكرانيا أمام المغرب مبعد أن فاز بسابقاتها الثلاث أمام كل من سلوفاكيا (2 – 1) والسعودية (1 – 1) واليابان (2 – 1)، ونزال المغرب كرابع المنتخبات معني بصورة المقارعة بلا خسارة لتأكيد منظومة اللعب وعدم السقوط في الأخطاء، ويرى الناخب شيفشينكو أن هذه المحطات تؤسس لطريق جديد لمنتخب بلاده للحضور في المناسبات القارية والعالمية وملامسة الخبرة الدولية كذلك، ترى كيف يهيء لودية المغرب؟
تاريخ بلا أهداف
يمكن القول أن المنتخب الأوكراني لا يمثل في القارة الأوروبية ذلك البعبع المحيف مثل القوى الكروية العظمى انطلاقا من تاسيسه المتأخر عام 1991 لأسباب متعلقة باستقلاله عن الإتحاد السوفياتي، ولكنه سرعان ما دخل في الواجهة وفي واحدة من اقوى المواجهات الأوروبية عام 2012 حين استضاف مسابقة كأس أوروبا كأول مسابقة يشارك فيها بعد مسلسل من الإخفاقات السابقة، فضلا عن سقوطه الدائم في المونديالات السابقة دون أن يحضرها ولو لمرة واحدة عدا كأس أوروبا التي حضرها مرتين لا غير، وبالمقارنة لا يمكن وضع أوكرانيا في خانة المغرب أساسا على المستوى العالمي عندما يحضر المغرب لخامس مرة في تاريخه دون أن يكون لأوكرانيا أي حظ للوصول إلى المونديال منذ تأسيسها.
خروج جديد من المونديال
بعد أن تعددت النكسات الأوكرانية على صعيد كأس العالم وعدم حضورها في أكثر من حدث، عادت لتخرج خاوية الوفاض من إقصائيات كأس العالم 2018 بعد أن اكتفت بالمركز الثالث وراء المتأهل الأول أيسلاندا ثم كرواتيا في الملحق الأوروبي، ورغم أن الصراع كان مثيرا للغاية ضمن مجموعته التي ضمت إيسلاند وكرواتيا وكوسوفو وفينلاندا وتركيا، فقد تلاشت حظوظ أوكرانيا في المحطات الأخيرة رغم أن بدايتها كانت موفقة إلى حين المباريات الفاصلة أمام كل من إيسلاندا وكرواتيا واللتين كانتا بمثابة الخروج النهائي تحت إمرة الناخب الأسطورة شيفشينكو، وبذلك تهدر أوكرانيا سباقا جديدا وتواصل إخفاقاتها في هذا الإتجاه.
إكتساح المحليين
قياسا مع توجهات الناخب الوطني شيفشينكو في اختياراته النموذجية لمنتخب أوكرانيا، يبدو أن منطلقاته مبنية على رعيل البطولة الأوكرانية التي تمثلها أقوى الأندية المعروفة من قبيل شاختار دونيسك ودينامو كييف وبشكل نسبي زوريا الأوكراني، ويقتسم كعكة المنتخب قطبي البطولة كما قلت 8 من دينامو كييف و7 من شاختار ولاعبين من زوريا والبقية، بالإضافة إلى 8 لاعبين يلغبون بأندية أوروبية، ما يعني أن توجه الناخب كما كان سائدا لدى المدربين السابقين هو الإعتماد على النواة الأصلية من البطولة الأوكرانية بحكم السيطرة الأوروبية على الألقاب المحلية والذهاب بعيدا في الكؤوس الأوروبية، مقابل اختيار أهم وأبرز الأسماء الأوكرانية التي تلعب في أقوى الأندية الأوروبية سواء بالمان سيتي أو بروسيا دورتموند أو شالك أو سلافيا التشيكي، ولعل أبرز الأسماء الوازنة وتبدو بارزة نجد أندري يارمولينكو صانع ألعاب وقناص دورتموند الالماني، ورجل الوسط مارلوس من شاختار الأوكراني، وأيضا يفين كونوبليانكا الجناح الأيسر لشالك الالماني.
جيل شاب
وبحسب الأرقام الواضحة ومن خلال الفئات العمرية، لا يعاني منتخب أوكرانيا من مشكل الشيخوخة بمكونات الفريق باستثناءات متفاوتة لأربعة لاعبين لا يتعدى أكبرهم سنا (33 عاما) هو الحارس الخبير أندري بياتوف الذي يلعب لشاختار ويليه الحارس الثاني دنيس بوبكو (30 عاما) من دينامو كييف ويفين كاشريدي المدافع أوسط (30 عاما) من دينامو كييف أيضا، وأخيرا إيفكين سليزنيوف قلب هجوم (32 عاما) من أكيسار سبور التركي، فيما توزعت مؤشرات الأعمار من 27 إلى 29 سنة (خمسة لاعبين) ومن 21 إلى 23 سنة (9 لاعبين) ولاعبين أقل من 20 سنة، وهو ما يعني إجمالا أن معدل الأعمار لا يتعدى 24 عاما كقاعدة شابة محمولة بخبرة الكبار والأكثر دولية.
شيفشينكو يقلب الطاولة
يبدو أن الناخب الشاب شيفشينكو أكثر تعصبا للنتائج حتى ولو كانت ودية وبخاصة عندما صب جام غضبه على فريقه بعد التعادل أمام السعودية في ودية مارس الماضي بهدف لمثله، وهو الذي كان بوسعه أن يغزو المرمى في كثير من المناسبات، وقد عاب الناخب على هذا المعطى كون فريقه استهان بالخصم ولم يلعب الكرة المفترض أن يقدمها أساسا قبل أن يعود ليفوز على اليابان في ودية أخيرة قبل ملاقاة المغرب كخصم مغاير تماما لطبيعة الإختلاف بين الكرة الأسيوية والكرة الإفريقية، إلا أن هذه المبررات تبدو منطقية لكون الرجل تعلم من حياته الشيء الكثير في كرة القدم ولا حاجة لأن تمزح في الكرة مع أي كان، وما يعاب على المنتخب أنه لا يسجل كثيرا وبحصص كبيرة ولا يتعدى سقف فوزه هدفين، وناذرا ما يفوز بالثلاثية، كما حدث له في المجموعة الإقصائية، كما أن ميزة الأوكرانيين أنه لا يتنازل بسهولة ولا يخسر إلا بشق الأنفس، وربما يعتبر ذلك من حوافز الناخب الذي يرى أن الخسارة الصعبة هي ضرورة في أقوى الحالات قبل أن تكون الخسارة السهلة غير جائزة لكون الرجل تعلم أن لا يخسر إلا بجهد جهيد.
المغرب خصم غامض
يظهر المنتخب المغربي ذات صيت دولي من منطلق ما عاشه شيفشينكو في عالم الكرة الإيطالية والأوروبية وما عرفه أصلا كتاريخ عالمي للأسود في المحافل الدولية، ويبقى صانع ألعاب شالك الألماني إيفكين كونوبليانكا زميل أمين حارث الأكثر معرفة بالمنتخب المغربي إسوة بالإنجاز الذي حققه حارث بالتأهل إلى المونديال وحديث ومعرفة الألمان بالقيمة الكروية المغربية، عدا ذلك لا يعرف بقية اللاعبين الأوكرانيين من هو المنتخب المغربي حتى وإن كان متأهلا للمونديال.