المغرب ـ صربيا: بروفة بالطاليان ليتضح البرهان
الجمعة 23 مارس 2018 - 12:12يطل المنتخب المغربي من جديد على جمهوره وهذه المرة من الأراضي الإيطالية عبر بوابة موعد ودي اختاره هيرفي رونار بعناية كونه سيجمعه بمنتخب أوروبي مؤهل للمونديال ومن المصنفين في ترتيب متقدم بالفيفا و هو المنتخب الصربي.
الغاية من الإختبار تثبيت الكثير من الأوتوماتيزمات قبل بداية المونديال وبمصاقرة منتخب يشبه كثيرا بحارة البرتغال وماطادور الإسبان.
الإطلالة الأولى
هي الإطلالة الأولى في العام الجديد وكذلك بعد ضمان التأهل للمونديال وما أسفرت عنه القرعة بالتواجد في مجموعة حديدية تضم كبار المرشحين للقب العالمي.
وبين حسم التأهل بأبيدجان ومباراة صربيا حدثت الكثير من الأمور والتقلبات في مسار لاعبين منهم من حافظ على مستواه ومنهم من ارتقى أكثر وتطور بشكل كبير، ولعل المقصود هنا هو ثلاثي محور الدفاع والحارس بونو والمدافعين بنعطية وسايس وآخرون تأرجحوا بين التألق والخفوت كحالة درار وبلهندة وفجر وبوطيب، وعناصر حافظت على ثبات المستوى من قبيل زياش وأمرابط والأحمدي مع تسجيل ملاحظة همت تراجع مستوى كل من بوفال وحارث وبوهدوز في الفترة الأخيرة.
لذلك هي إطلالة من أجل التقييم وتثمين المستويات التقنية لكل هؤلاء ومطابقتها مع الرهان الثقيل المنتظر وهو المونديال.
لماذا الصرب؟
بين عدد من المنتخبات التي كانت مرشحة لمواجهة المنتخب المغربي إستقر هيرفي رونار على منتخب صربيا والإختيار لم يستند لمعطيات عشوائية أو ارتجالية بقدر ما أملاه واقع المجموعة وواقع الأسود في روسيا والذي سيفرض عليهم ملاقاة منتخبين من القارة الأوروبية وهما إسبانيا والبرتغال.
ورغم التحليل القائل بأن هناك تباينا كبيرا بين أداء الصرب المعتمد على المورفولوجية والإلتحام البدني والإحتكاكات القوية والتي تجعله من المنتخبات التي تشبه إيطاليا أكثر من قربها من تقنيات الإسبان ومهارات البرتغال، إلا أن الناخب الوطني أصر على ملاقاة هذا المنتخب تحديدا، مستفيدا من معطى كونه واحدا من فرسان المونديال أيضا ومنتخب يتوفر على نواة شابة فازت ببطولة العالم الأخيرة وأظهرت علو كعبها.
منتخب مونديالي
وانفصلت صربيا عن المدرب سلافوليوب موسلين بعد التأهل لكأس العالم 2018 بداعى تقديم عروض غير مقنعة، لكنها لم تعلن عن التعاقد مع مدرب جديد بعد فى ظل وجود ترشيحات عديدة بأن يتولى المدرب المؤقت ملادن كريستايتش المسؤولية بشكل دائم.
ويضم الفريق ثلاثة لاعبين مخضرمين من تشكيلة كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، حيث خرجت صربيا آنذاك من دور المجموعات قبل أن تفشل فى التأهل لأي مسابقة كبرى فى ثلاث محاولات متتالية.
ومن المقرر أن يقود القائد برانيسلاف إيفانوفيتش (33 عاما) والحارس فلاديمير ستويكوفيتش (34 عاما)، والمدافع ألكسندر كولاروف (32 عاما) التشكيلة الشابة بينما يعد نيمانيا ماتيتش (29) من أهم عناصر التشكيلة أيضا.
وصعدت صربيا من المجموعة الرابعة فى التصفيات الأوروبية على حساب أيرلندا وويلز بفضل نهاية مثيرة، رغم أن خط الدفاع ظهر بشكل مهتز ووقف الحظ مع الفريق فى بعض اللحظات الحاسمة فى المباريات.
النواة وأشياء أخرى
لم تختلف لائحة المنتخب المغربي التي رسا عليها اختيار هيرفي رونار لملاقاة منتخب صربيا عن باقي اللوائح السابقة والتي تميزت بالإبقاء على الأسماء التقليدية المستجيبة لمعايير المدرب ومتطلباته.
ما يسمى بالنواة والقاعدة الصلبة حاضر مرة أخرى في اختيارات رونار، مع تسجيل عودة داكوسطا غير التنافسي على الإطلاق لاعتبارات يفهمها المدرب لوحده، واستدعاء منديل للإبقاء على التوازن على مستوى الأروقة في ظل الإعاقة المزمنة التي يشكوها الرواق الأيسر وعودة وليد أزارو الذي فرض نفسه وبقوة الأرقام في مصر، ثم منح الفرصة للاعب الكعبي من البطولة في اختبار ذهني صريح للاعب ومدى تجاوبه مع الرهانات الثقيلة التي تنتظر الفريق والمجموعة ككل، واستدعاء لاعبين توهجا مؤخرا بهولندا وهما ياسين أيوب وزكرياء لبيض القديم الجديد.
بهذا الشكل نفهم ما يريده رونار وهو الإبقاء على نفس نسق التوازن الذي أرسى دعائمه منذ فترة توليه زمام القيادة واللجوء لبعض التعزيزات بين الحين والآخر لرص الصفوف وإشعال التنافس على المراكز.
لا مجال للتجريب
قبل هذه المباراة لعب الأسود امام كوريا الجنوبية وكانت مواجهة جرب من خلالها رونار كافة البطاريات الإحتياطية ومنح الفرصة للذين لا يلعبون وربح بعض الغيارات والعيارات وأبرزها حارث، واليوم ونحن نقترب من المونديال والأكثر من هذا تقل تواريخ الفيفا وتتضاءل وتزدحم أجندات كافة المنتخبات، فإن الواقع الذي لا يرتفع يقول أنه لا مجال للتجريب في هذا الوقت الحاسم.
أمام صربيا على رونار أن يثبت الأفكار، أن يلعب وكأنه يواجه البرتغال وإسبانيا، وأن يعزز الأوتوماتيزمات ويرسخ التكتيك الذي سيلعب به المونديال.
لذلك لا نتصور أنه سيجازف بمنح الفرصة للأسماء الجديدة المنادى عليها إلا إذا لعبت احتياطية، وهنا نخص بالذكر مجال اختبار أزارو والكعبي ولبيض وياسين أيوب.
إلا أن المهم والأهم هو الرواق الأيسر الذي يمثل وجعا بالرأس والحاجة للحسم ومن الآن بين منديل أو حكيمي؟
البرنامج
الجمعة 23 مارس 2018
الملعب الأولمبيك بطورينو: س19و30د: المغرب ـ صربيا