يد آل الشيخ
الجمعة 23 مارس 2018 - 11:50يد السعودي تركي آل شيخ مرتعشة هذه الأيام، ممدودة على الطاكتيل وعلى «فأرة» حاسوبه تكتب أي شيء وكل شيء عن المغرب.. والمقربون من هذا الشيخ مع كل التحفظ على الصفة التي يحملها يعرفون سوابقه وشطحاته وعلى أن فمه ليس فيه ماء، رجل يطلق الكلام على عواهنه بالتعبير الفصيح وبالدارجة التي تليق بهذا المقام والمقال «كيكور ويعطي لعور».
هذا الشيخ بحسب التقدير الشخصي المتواضع لا يمثل الأمة السعودية ولا لسان الدولة ولا هو معتد به وبأقواله وهو ما لمسته من التفاعلات السلبية مع كل التغريدات التي خرج به وهرولته خارج النص.
قد نسميها تفاهات كما قد نطلق عليها وقاحات وقلة ذوق حتى لا أسمي شيئا آخر تلك الهرطقات التي ما فتئ تركي يخرج بها، ولعل وصفه لدولة وكيان عربي قائم الذات والأركان بالدويلة في لمز لدولة قطر يكشف من أي محبرة يغرف هذا الشيخ وبأي مداد يكتب.
راقني كثيرا رد بعض المتفاعلين واخترت منها ما كتبته آنيا الأفندي صحفية جزائرية ومقدمة أخبار بقناة بي إن سبورت، والتي قالت عن هرطقات تركي «المصلحة لا تكون مع من يرى العرب كبقرة حلوب .. دعم دولة عربية ومسلمة لا يحتاج لطلب من أحد هو دعم ينبع من ضمير الإنسان بشكل عفوي.. والله يصلح الحال».
ولو نحن تأملنا فيما تخطه يمين الشيخ لخلصنا لحقيقة النرجسية الطاغية على فكره وعلى تكوينه، لأنه يتمنى على المغرب أن تطرق بابه وتستجدي دعمه ليرد عليها بتعال فيه من الوقاحة الشيء الكثير.
بين المغرب والسعودية تاريخ طويل من التعاون وحسن الوفاق و تبادل الإحترام والتقدير الذي لا يمكن لما صدر عن تركي أن يضربه او يضره ولا حتى يؤثر عليه ما لم يصدر موقف رسمي من المملكة الوهابية يزكي أقواله وتغريداته أو يلقي بها جانبا.
لكن في خضم كل هذا اللغط الذي أثاره هذا الشيخ تمت حسنات لا يمكن إنكارها تمثلت في كونه ومنا أن حشد الأصوات التي تبدو منطقيا في الجيب مسألة غير مضمونة وتتطلب آلة ديبلوماسية قوية ولوبيينغ كبير وتحركات عالية المستوى.
عمليا يبدو أن نظام التصويت الذي سيكون على رؤوس الأشهاد علنيا وعلى المكشوف مسألة في صالح المغرب كونها ستضع الأصوات الإفريقية التي نراهن عليها على المحك وسيصعب على من يتشاركون معنا الإنتماء لنفس القارة أن يحيدوا عن صف الإجماع الذي وعد به أحمد أحمد.
كما سيتسبب هذا النظام في حرج بالغ لبعض الأشقاء العرب ممن يتلونون بأكثر من لون وممن تأخروا على مستوى كشف مواقفهم رغم أن المنطق كان يفرض ومنذ الوهلة الأولى إعلان كامل الدعم للملف المغربي.
ومخطئ بل هو وأهم الشيخ السعودي إن كان يعتقد أن فتاويه الغريبة التي يطلقها وحديثه عن لغة المصالح واللون الرمادي الذي لا يفضله سيكون لها إمتداد وتأثير على باقي أفراد وأعضاء الجهاز الذي يرأسه.
راقني كثيرا ما قاله مولاي حفيظ العلمي في معرض الحديث عما سماه الملف الأنيق والجذاب حين قال أن المغرب لن يدخل حربا نووية أو عسكرية مع أمريكا، بل هي مبارزة مختلفة تماما يحكمها العقل ويقودها الدهاء وتتحكم فيها الكولسة وأمور كثيرة أخرى.
و في خضم هذه الجلبة التي أثارتها يد الشيخ طالما أنه لم يخرج لغاية الأن بتصريح أو موقف علني، فإنه يتعين على المغرب ولجنة العلمي أن تبادر للهجوم بدل الدفاع وتتقصى موقف السعودية الرسمي حتى يوضع تركي آل الشيخ في حجمه الحقيقي.