ADVERTISEMENTS

الجموع العامة.. مسرحيات مخدومة

المنتخب: منعم بلمقدم الخميس 25 يناير 2018 - 19:13

الخلاص في تحويل الأندية لشركات، عدا هذا ستتواصل الجموع العامة لفرقنا الوطنية بنفس فصولها الكاريكاتيرية والهزلية وبنفس الحبكة المخدومة مع تغيير في الشخوص والأدوار.
جموع ظاهرها صراعات ونقاشات صاخبة وباطنها التفاوض على المصالح الفردية ووئد مصلحة النادي والنتيجة الكرة المغربية وسمعتها على المحك بسبب فضائح ومخلفات هذه الجموع التي يتحكم في رقبتها فئة تمثل الأقلية وهي فئة المنخرطين.

جموع الشتات
يفترض أن كلمة جمع تحيل على وحدة الصفو على ترميم الصفوف والإلتفاف للأخطاء قصد الإشتغال على إصلاحها وتقويم الإعوجاجات التي تلوح في الأفق، إلا أنها ليست كذلك ولا تساير هذا التوصيف والتعريف على مستوى جموع الأندية الوطنية في مختلف فئاتها والتي هي عبارة عن إستنساخ مشوه وكربوني يتكرر دائما.
جموع تحيل بعد نهايتها على الشتات والتشرذم وعلى الكثير من التجاذبات والخلافات التي يقتات عليها بعض المنتفعين والمسترزقين الذين لا رابط تاريخي يجمعهم بهذه الفرق.
جموع الأندية في المواسم الأخيرة هي إستمرار لواقع ترسخ منذ إستحداث قانون المنخرط ومنذ العمل به وهي تجسيد لهشاشة بنية الأندية والتي تقوم أطرافها على الإنتفاع والمصالح الذاتية دون وجود مقاربات ومشاريع حقيقية للعمل ولا برامج ورؤى مختلفة يدور حولها النقاش الهادف.

المنخرط الكارثة
هذه الفئة تمثل في إسبانيا مثلا داخل الفرق الكبيرة وحتى الصغيرة منها موردا ماليا محترما يصل أحيانا لنسبة مساهمة سنوية تناهز 25 بالمائة.
الأمر مغاير هنا إنهم فئة تمثل الأقلية وأحسن الفرق الوطنية لا يتجاوز منخرطيها 100 منخرطا ولعل آخر الصور جسدها الرجاء ببرلمان قوض الجمع العام وهو الذي لم يتجاوز عدد أفراده 74 فردا من أصل 97.
مساهمتهم محليا في أفضل الأحوال في ميزانية الفرق لا تصل 2 بالمئة ومع ذلك هم المتحكمون في رسم خارطة الفرق وهم المبرمجون لبوصلتها في تناقض مطلق بينما يساهمون به وبين ما يتميزون به من إمتيازات.
بعضهم يسقط بالمظلات ويتم إنزالهم يوم الجمع العام تحديدا خدمة لتوجهات رئيس النادي وأهدافه والبعض يؤدى عنه لنفس الغاية والنتيجة أن كارثة الكرة والأندية بالمغرب وكل المؤاخذات المسجلة على أدائها لا بد من ربطها بهذه المعضلة المسماة بالمنخرط.

سوق الرجاء
ولو أن الوصف قد يجد فيه البعض مبالغة إلا أنه ليس كذلك لأن الجموع العامة للنادي الأخضر الذي حمل رئيسه السابق في كتابه الأخضر الشهير العديد من الوعود لنقله لمصاف الأندية المهيكلة والعالمية يدبر بنظام السوق والهرج وتمثل جموعه واحدة من السيتكومات التي لم تعد تنطلي مخلفاتها على أحد.
ما حدث خلال آخر جمع عام للرجاء يلخص حجم التراجع المسجل على أداء النادي على مستوى مقاربة الجموع العامة والتي طالما كان الرجاء أحد عناوينها البارزة في فترات يذكر المتتبع لشؤونه أنها إرتبطت برجالات كانت لهم وضعية إعتبارية في المجمتع وزراء ورجال أعمال وساسة بارزين.
فأن يتحكم في مصير الرجاء ويعلق مستقبله ويرهنه للمجهول عدد لا يتجاوز 74 منخرطا منهم 20 إنتصبوا في المعارضة و7 رفضوا الإنخراط في التصويت فهذا وحده يلخص لماذا يغرق الرجاء في هذا البحر من المشاكل ولماذا إقترب النادي من الإنهيار لأن جموعه العامة هي مجرد مسرحيات تنسج حبكاتها خارج القاعات التي تحتضنها.

المرنيسي يرث الماص
على شاكلة حسبان ومن نفس العينة وبنفس الطريقة التي أصبحت للأسف مرجعا داخل الفرق إختار أحمد المرنيسي إرعاب منافسيه واستغل فترة تأخر الجمع العام ودعوة الجامعة له لكشف معاملاته بوضوح ليزف للماصويين خبرا مفاده أن النادي مديون بـ 3 ملايير سنتم ويتعين على الرئيس المقبل أن يصفي هذا الدين قبل إعلان الترشيح.
ماقاله المرنيسي تسبب في تراجع الدكتور كسوس وغيره ممن حضروا أشغال الجمع عن تقديم ترشيحهم لأنه يمثل بالنسبة إليهم إنتحارا وإقبالا على المجهول.
وبهذا سيواصل أحمد المرنيسي البقاء بفريق تحكم فيه 30 منخرطا 14 منهم بصف الرئيس و3 على صف الحياد والبقية معارضة ما يبرز الصورة الضبابية المستقبلية للنادي.
ولم يكن خفيا أن يرتفع الصوت ويصل الخطاب درجة كبيرة من التدني والسوقية في جمع المغرب الفاسي وكذا الصراع على رئاسة ناد مثل للكثيرين وعبر فترات من الزمن واجهة للإنتفاع وإلا ما الغاية للتهافت عليه والصمود بوجه الأعاصير للمواصلة في قيادته.

الكاك على الأشواك
لا يختلف واقع النادي القنيطري عن واقع المغرب الفاسي والكوكب والرجاء والمغرب الفاسي وللمفارقة هي أندية سبق لها التتويج مرارا بالألقاب بالمغرب ومثلته في الخارج وهم صورة مكررة ومستنسخة بنفس المشاكل ونفس الصراعات مع تغيير فقط في الشخوص والأسماء.
الكاك إنتهى أخيرا في يد بلعيد كروم وهو رئيس محسوب على الإعلام بعدما فرض ترشيحه منفردا دون منافس ولتنجح المعارضة والمنخرطين في الإنقلاب على الزعاف كما إنقلبوا سابقا على دومو وشيبو والحلوي والبوعناني.
أحد أكثر الأندية تغييرا للرؤساء في المواسم الأخيرة وأحد الأندية التي تمثل جموعها العامة مسرحيات لا تستحق المتابعة بالنظر لحبكتها الفنية الهزلية والممسوخة وكذا للعينة التي أصبح عليها منخرطو النادي والخلفيات المعروفة التي تتحكم في قراراتهم ولعل إقتراب الفريق العريق من قسم الهواة يلخص كل شيء.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS