السعودية احتفلت بمنتخبها المونديالي بحضور أساطير كرة القدم والفن

في تعبير صريح عن بداية مرحلة جديدة، يكون رهانها الأكبر هو إبداع مبادرات خلاقة غايتها إثراء وإنعاش الرياضة السعودية الرائدة في محيطيها القاري والخليجي، دعا سعادة تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية المستشار بالديوان الملكي، لاحتفالية رائعة تعددت فيها الرمزيات والإيحاءات والتعابير، ليكون مشترك كل الرسائل التي خرجت من رحم تلك الإحتفالية، التي استضافتها الصالات الخضراء بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالعاصمة الرياض مساء الإثنين 18 دجنبر، هو أن هناك إرادة قوية لتجديد دماء الحركة الرياضية بالمملكة والتأسيس لانطلاقات جديدة تغني الإرث الرياضي الكبير للسعودية وتزيد من إشعاعها في محيطاتها العربية والخليجية والعالمية.
الإحتفالية نشدت بالأساس الإحتفاء بتأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم بروسيا، إذ سيحمل الأخضر السعودي على عاتقه مسؤولية وأمانة تشريف كرة القدم العربية في المحفل الكروي العالمي، إلى جانب أسود الأطلس وفراعنة النيل ونسور قرطاج، وقد أبدع لها سعادة تركي آل الشيخ شكلا متفردا ينم عن أصالة الإنسان السعودي في احتفائه ببطولات رياضييه ويكشف عن الرؤية الجديدة التي هي من خصوصيات الزمن السعودي الجديد القائم على صيانة الإرث وصناعة التميز.
      
        أساطير عالميون يضيؤون سماء الرياض
لإضفاء طابع الأسطورية على هذا الإحتفال الذي صمم بشكل رائع، فقد استدعت الهيئة العامة للرياضة كوكبة من الإعلاميين الرياضيين العرب من مختلف الأجيال ومن مبدعي كل أجناس الصحافة، وعدد كبير من أساطير كرة القدم العربية والسعودية ممن نقشوا أسماءهم في ذاكرة الأجيال، إلا أن المفاجأة الكبيرة كانت في دعوة 10 من أساطير كرة القدم العالمية، ليكونوا طرفا في هذا الإحتفاء الكبير، الإحتفاء بالإبداع الكروي بطابعه الكوني والإنساني، وأمام الحشد الجماهيري الكبير الذي ملأ الصالات الخضراء، مر الأساطير تباعا، البرازيليون رونالدو، روبيرطو كارلوس وريفالدو ممن صنعوا ملاحم كروية للسيليساو البرازيلي والأندية التي تعاقبوا عليها والإيفواري ديديي دروغبا نجم الفيلة وتشيلسي سابقا والإسباني كارليس بويول القائد السابق للاروخا وبرشلونة والإيطالي باولو مالديني النجم السابق لأس ميلان والإيطالي طوتي النجم السابق لروما ومنتخب إيطاليا والويلزي ريان غيغز الذي صنع أمجاد مانشستر يونايتد والبرتغالي لويس فيغو الذي أبدع مع برشلونة ثم ريال مدريد.

          تعالوا نرفع الحظر عن العراق
كلمة تركي آل الشيخ راعي الإحتفالية، كانت دعوة صادقة منه شخصيا إلى زملائه وزراء الشباب والرياضة العرب للعمل سويا من أجل رفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، والتمس من رئيس الإتحاد السعودي لكرة القدم برمجة مباراة ودية يخوضها الأخضر السعودي أمام أسود الرافدين في الربع الأول من العام القادم كمساهمة من السعودية لإعادة النشاط الرياضي الدولي إلى العراق الشقيق.
وتلا كلمة آل الشيخ البليغة التي تضمنت الكثير من الرسائل، الكشف عن الشعار الجديد للهيئة العامة للرياضة بالمملكة وهو عبارة عن شبه دائرة متعددة الألوان يتوسطها "السيفان والنخلة"، كما تم الكشف عن التميمة الجديدة للمنتخب السعودي لكرة القدم المشارك في مونديال روسيا، والتي ترمز للصقور الخضر، التسمية التي اشتهر بها المنتخب السعودي في مشاركاته القارية والعربية والخليجية والدولية، وعقب ذلك أعلن عن مجسم الطائرة التي ستنقل الأخضر السعودي لروسيا، وقد تزينت بالعلم السعودي وبالتميمة الجديدة وبعبارة "صقورنا قدها".

             نجوم الفن يحتفلون بالأخضر
ولأن الإحتفاء بإنجاز التأهل السعودي للمونديال لا يمكن أن يتزين ويتماهي إلا بوجود تشكيلات من التعبيرات الفنية الخلاقة، فقد أطلق محمد عبده فنان العرب رحلة الإمتاع والشجن، فغنى من روائعه التي تتغنى بالوطن وبقادة السعودية وبالأخضر السعودي، ما أشعل المدرجات وأشاع البهجة، وكذلك فعل نجوم ومشاهير الغناء الخليجي، راشد الماجد، عبادي الجوهر ورابح صقر.
وبين الوصلات الغنائية أدى صالح القرني رئيس رابطة مشجعي نادي الإتحاد عددا من الأهازيج الجميلة التي تتردد في المدرجات وتحفز لاعبي الأخضر السعودي، فيما أبدعت الفرقة الموسيقية العالمية " تو تشيلوس" في عزفها بطريقة مميزة لأشهر القطع الموسيقية لمايباخ وفيفالدي.

        الكوميدي هنيدي يتفوق على الأساطير
وكان من أكثر الفقرات إثارة، دعوة أربعة من أساطير كرة القدم العالمية (رونالدو وريفالدو وروبيرطو كارلوس ولويس فيغو) للمشاركة في تنفيذ ضربات الجزاء أمام حارس آلي، وقال مذيع الحفل أن الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي لم يتمكن من 20 ضربة جزاء سددها على الحارس الآلي، سوى من تسجيل ضربة واحدة، وهو ما حدث مع الأساطير الأربعة، إذ رموا بالكرات خارج الإطار أو نجح في صدها الحارس الآلي، لتكون المفاجأة الكبيرة عند دعوة الكوميدي المصري محمد هنيدي الذي دعي مع كوكبة من نجوم الفن لهذه الإحتفالية ليجرب حظه،  فنجح في تحقيق ما عجزت عنه الأساطير إذ هزم حارس المرمى الآلي، لتضج الصالة بالتصفيق.

            إلى اللقاء في مونديال الأمل
وعلى إيقاعات الفرح والبهجة بما رأت العيون وبما شنف الأسماع من روائع الطرب، حلق في سماء الرياض، الأمل في مشاهدة الأخضر السعودي والأسد المغربي والفرعون المصري والنسر التونسي يبدعون على مسرح كرة القدم العالمية بمونديال روسيا الصيف القادم.
والتأهل للدور الثاني الذي تحقق من قبل لمنتخبات المغرب، السعودية والجزائر، هو عز الطلب، ومثل هذا الطلب لا ينال بالتمني ولكنه يؤخد كما الدنيا غلابا.