كيف سيؤثر المونديال على تنافسية الأسود وإرتفاع مردودهم؟
الجمعة 17 نونبر 2017 - 17:25العرس الروسي سيحقن جميع المحترفين بالحماس والرغبة وحدة المنافسة
ستتجه الأنظار طيلة الستة أشهر القادمة إلى البطولات العالمية وخاصة البطولات الأوروبية الكبرى، حيث الأعين سترصد وستواكب تنافسية وتألق عدد كبير من المحترفين المغاربة، والذين سيدخلون في منافسة شرسة بعضهم البعض من أجل إقناع الناخب الوطني هيرفي رونار بالتواجد ضمن لائحة 23 لاعبا، علما أن نسبة مئوية كبيرة من هؤلاء سيحضرون ببلاد الدببة مهما كان مردودهم وتنافسيتهم كونهم يشكلون الثوابت والعمود الفقري للعرين.
حراسة المرمى محسومة
لا يختلف إثنان أن حراسة المرمى باتت تشكل مصدر أمان وإطمئنان في الآونة الأخيرة، وتحديدا منذ قدوم الحارس المتميز منير المحمدي الذي أعطى إشارات الأريحية والثقة، وبات من نقاط قوة الفريق الوطني.
المحمدي ورغم إنعدام التنافسية مع نومانسيا الإسباني والتهميش الكبير الذي يجده منذ قرابة سنة كاملة، إلا أن مكانته مضمونة بل ومحسومة كحارس أول ورسمي، رغم إحتمال معاناته إن واصل في دكة الإحتياط ولم يجد حلا عاجلا مع إدارة فريقه لإستعادة التنافسية أو البحث عنها بنادي آخر.
ويأتي البديل ياسين بونو كخطر حقيقي يهدد المحمدي في الرسمية، خصوصا أنه قبض على مكانته مع جيرونا بالليغا وأصبح عنصرا أساسيا لامعا، ومواصلته في طريق التألق والحضور سيحرج رونار من جهة، لكنه سيخدم بقوة خط الحراسة الذي لطالما شكل قلقا وإزعاجا للمدربين السابقين والجمهور.
الدفاع بثوابت معروفة
الثلاثي المهدي بنعطية وغانم سايس ومروان داكوسطا هو المفضل لدى الطاقم التقني للفريق الوطني، والمرتقب بلا أدنى شك تواجده بمونديال روسيا إلا إذا حدث طارئ أو سبب قاهر.
العميد ونائبه وصخرة الدفاع سيستمرون في تشكيل جدار الأسود لتناغمهم وإنسجامهم ولعبهم سويا منذ مدة طويلة، والأسماء الثلاثة مطالبة باللعب والرفع من منسوب اللياقة والتوازن، خصوصا للثنائي بنعطية مع جوفنتوس الإيطالي وداكوسطا رفقة باشاكسهير التركي.
الدفاع بثوابت معروفة ومحسوم فيها أيضا، ويبقى إمكانية إضافة لها إسمين آخرين، مع فسح مجال التنافس والصراع فيها لعدة لاعبين أمثال فضال (ريال بيتيس)، عبد الحميد (ريمس)، بانون والياميق (الرجاء البيضاوي).
الأظهرة بعدة خيارات
ستكون الأظهرة محط متابعة كبيرة من رونار ومساعديه بوميل وحجي، لأهميتها في منظومته التكتيكية، وكذا كثرة الأسماء والمحترفين الذين ينافسون في هذين المركزين بمستويات متقاربة.
وإن كان نبيل درار حاضر ومتميز ومكانته لا تناقش في التشكيلة الرسمية وحضوره مؤكد بروسيا إلا إذا أصيب أو تعرض لمكروه، فبديله مجهول وغير محسوم في أمره، في ظل تواجد عدة لاعبين متألقين من طينة شفيق (ديجون)، العكوش (نيم)، الحجام (أميان)، وحتى أشرف حاكيمي (ريال مدريد).
هذا الأخير يملك الأفضلية لإمكانية لعبه أيضا كظهير أيسر، ولعل ما قدمه في هذا المركز في اللقاءات الأخيرة للأسود يشفع بنيل الثقة والتأشيرة للحضور مع الأسود في الحدث الكوني، لكن شريطة حفاظه على نسق التنافسية والحضور الدائم مع فريق ريال مدريد الإسباني.
أما مشعل الظهير الأيسر فحمزة منديل يمسك به كلاعب رسمي أو بديل، ومن شأن أشرف لزعر لاعب بينفينتو الإيطالي أن يزاحمه ويهدده في حال رجوعه إلى مستواه المعهود وإقناعه لهيرفي رونار، دون إغفال زكرياء بركديش المشتعل هذا الموسم مع سوشو الفرنسي.
ميزان الوسط يميل للقادة
3 لاعبين قارين في وسط الميدان الإرتدادي والرابط بين الدفاع والهجومي، وأهميتهم قصوى في التشكيلة والمجموعة، لما يشكلونه من ميزان يضبط الإيقاع ويتحكم في مجريات اللعب ويملك مفاتيح المباريات.
العميد كريم الأحمدي الأبرز والأهم وصاحب التجربة الكبيرة والحضور المؤثر، وامبارك بوصوفة القصير الماكر والعنصر المتحكم بخبرته وثقله، ويونس بلهندة المفضل لدى رونار والذي بإمكانه شغل أكثر من مركز في وسط الميدان بموهبة وتأثير.
هذا الثلاثي الرسمي لن يجد مناوشة وشغبا كبيرا لإنتزاع الرسمية منهم مهما كان حضورهم مع أنديتهم في الأشهر القادمة، بيد أن هناك ثلاثي بديل مشاكس وخطير قد يقلب الأوراق، والأمر يتعلق بسفيان أمرابط وفيصل فجر ويوسف أيت بناصر، مما يؤكد أن وسط الميدان بخير ولا خوف عليه حتى في حال حدوث طوارئ وغيابات في اللحظات الأخيرة.
إصطدامات في مراكز الصناعة
يتوفر الفريق الوطني على فيلق من المحترفين في المراكز الهجومية وخاصة في مركز 10، وعدة هم من يجيدون شغل هذا المركز ويلعبون بإستقرار ومستويات باهرة أسبوعيا مع أنديتهم.
بلهندة بإمكانه شغل هذا المركز الذي يلعب فيها أصلا مع فريقه غلطة سراي التركي، وحكيم زياش مايتسرو أجاكس اللامع وأفضل صانع ألعاب بالبطولة الهولندية، والواعد أمين حاريث الموهوب الفنان والأسد القادم بقوة في سماء البوندسليغا مع شالك الألماني.
هؤلاء سينافسون بعضهم البعض من أجل إقناع رونار ليس من أجل تسجيلهم في اللائحة المرتقبة، وإنما للعبهم في التشكيلة الرسمية في المونديال، رغم أن المؤشرات والمنطق يميلان لكفة بلهندة وزياش على حساب حاريث.
لكن هناك نار تُطبخ ومخططات من بعض اللاعبين الآخرين الذين سيحاولون زعزعة فكر رونار وتغيير مواقفه، وهنا الحديث عن عادل تاعرابت (جنوة الإيطالي) وعمر القادوري (باوك سالونيك اليوناني) وسفيان كيين (ساليرنيطانا الإيطالي)، علما أنهم لا يطربون غالبا الثعلب الفرنسي الذي لا يعجبه زئيرهم المدوي داخل فرقهم.
الأطراف للمتوهجين فقط
كثيرة هي الخيارات فيما يخص الأروقة والأجنحة، وعدة هم من يملكون المؤهلات والتقنيات للحضور بعد شهور في الطائرة المتجهة إلى روسيا للعب بطولة العمر.
نور الدين أمرابط الوحش مكانته لا تناقش داخل العرين، ووحده من يمكنه ضمان التواجد بروسيا إن حافظ على رسميته مع ليغانيس الإسباني، ويأتي خلفه 3 عناصر لا تقل موهبة وقوة ويتعلق الأمر بأسامة طنان وسفيان بوفال والمهدي كارسيلا.
هذا الثلاثي مطالب بالتنافسية العالية والمستويات القارة العالية أسبوعيا وطيلة الأشهر المقبلة لنيل حظوظ التواجد مع البقية، ومن غير المستبعد دخول أطراف أخرى إلى حلبة المعركة كيونس مختار (زفول الهولندي)، عبد الله الزوبير (لانس الفرنسي)، عبد الحميد صبيري (هدرسفيلد الإنجليزي)، والذين سينافسون أيضا بعض الأسود المحلية في شخص الحداد وأوناجم وبنشرقي من الوداد الرياضي.
رؤوس الحربة مشكلة مقلقة
المشاركة في تظاهرة عالمية كالمونديال، وحدث كوني بارز يتطلب عدة مواصفات، يفرض على الناخب الوطني حسن الإختيارات وإيجاد من يستثمر الفرص ويجيد إقتناص المحاولات وترجمة الهجمات إلى أهداف.
فإن كانت جميع الخطوط لدى الفريق الوطني مكتملة وتعرف غزارة في اللاعبين وتعدد الخيارات، فإن مركز قلب الهجوم ورأس الحربة يشكل نقصا وخصاصا ومصدر قلق.
الهداف الحالي خالد بوطيب هو بديل فقط لعزيز بوهدوز الذي أصيب خلال الأسابيع الماضية وفقد رسميته لفائدة مهاجم مالاطيا سبور التركي، والمهاجمان معا لا يقنعان عدة متتبعين كونهما يضيعان أكثر مما يسجلان، ولا يستقران على حال، ولا يتوفران على الإمكانيات العالمية لمواجهة أقوى المنتخبات والمدافعين على الصعيد الدولي.
وإلى جانبهما يضع رونار عليوي وماحي في دور الكومبارس والبدلاء الذين لا يشاركون إلا نادرا، في تأكيد جلي أن الفريق الوطني يفتقد لهداف حقيقي ورأس حربة قار يمكن الإعتماد عليه دائما.
بوطيب، بوهدوز، عليوي، ماحي رؤوس بلا حدة ولا خطورة شديدة ورهيبة، والتطلعات والإنتظارات الكبرى ليجد أحد هؤلاء طريق التوهج واللمعان الكبير في قادم الأشهر، أو ينبعث أسد جديد ومهاجم ساطع يرتدي ثوب المنقذ في عز المرحلة، والذي قد يكون منير الحدادي في حال حُسم ملفه بالفيفا.