حلم المونديال وإرث المستقبل
الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 14:12مقتنعون أن ما شاهدناه من الفريق الوطني في مباراة يوم السبت الماضي أمام المنتخب الغابوني، هو الشيء نفسه الذي كنا نحلم به، ونقسو على الأسود عندما لا نجد له قبيلا، وهو التعريف الحقيقي لممكنات منتخبنا الوطني الذي كان بحاجة إلى من يلهمه لكي يرتفع عن الدناءات التكتيكية التي إقترفها لسنوات طويلة.
مقتنعون اليوم بأن الفريق الوطني بات علامة مميزة لكرة القدم الإفريقية، وهي الصفة التي أضاعها للأسف لسنوات طويلة، وسنكون نحن وغيرنا ممن تعلق بالكرة المغربية، بغاية الحزن والحسرة إذا لم يكتب لهؤلاء الأسود أن يكونوا سفراء للكرة الإفريقية في مونديال روسيا، فما يبرز اليوم من معطيات رقمية وتقنية، مجردة من كل عاطفة، تقول أن الفريق الوطني المتصدر لمجموعته هو أفضل منتخبات هذه المجموعة، وبالتالي فإن تأهله لكأس العالم بنيل النقطة المتبقية في النزال الملتهب بأبيدجان أمام المنتخب الإيفواري شهر دجنبر المقبل، لن يكون أبدا من صنيع الصدفة.
مقتنعون بكل هذه الأشياء بعد الذي رصدناه في المباريات الثلاث للفريق الوطني أمام مالي ذهابا وإيابا وأمام فهود الغابون بالدار البيضاء، إلا أن الإقتناع الذي يجب أن يحضر في خلد الكل، هو أن الفريق الوطني لكي يصل إلى هذه المرتبة الأولى من الكمال النسبي، أنفق عدة سنوات من العمل ومن المعاناة، يسقط ويقوم، يتعثر وينهض، يجلد من أقرب الناس إليه ولا يتبرم.
كان ضروريا أن ترصد الكثير من الإمكانيات الذهنية قبل المادية لمغالبة الأوجاع والنكبات والإقصاءات، أي أن طريق العودة إلى القمة إحتاج لصبر ومكابدة، أنا لا أعني بالقمة، أننا بدأنا بحصد الألقاب القارية فذاك أمر قادم لا محالة، ولكنني أعني بها تماسك الأداء الكروي الذي يجعل من فريقنا الوطني إحدى مرجعيات القارة، لذلك لا بد وأن نكون في غاية الحرص والتواضع والحكمة في تدبير هذه اللحظة، لحظة إنبعاث الفريق الوطني.
غدا بأبيدجان سيلعب هذا الفريق الوطني مباراة مصيرية وحاسمة ستقرر بشأن حلمنا المونديالي، مباراة نحتاج منها إلى نقطة لنعلن متأهلين لكأس العالم بروسيا، ولأن كرة القدم ليست بالعلم الصحيح، فإن قدر لهذا المنتخب أن لا يكون بعد كل الذي أنجزه بين المنتخبات التي ستؤثت فضاء كاس العالم 2018 بروسيا، فلا ينبغي أن نهدم الصرح فوق الرؤوس ولا يجوز أن نشعل النار في العرين، لأن ذلك سيرمي حتما بهذا الفريق الوطني في غياهب الشك والإحباط، والله وحده أعلم بعدد السنوات التي يجب أن يمضيها باحثا عن ومضة ضوء جديدة.
التعبئة الكاملة خلف الفريق الوطني، هو ما يجب أن يحضر اليوم تحديدا، ونحن نشعر اليوم بأننا لم نكن قريبين من المونديال في العقدين الأخيرين، مثلما هو الحال اليوم، فالبحث عن النقطة التي تشرع للأسود أبواب المونديال، سيكون بالعرق وبالجهد وبالإبداع وأيضا بثقة الجماهير في منتخبها.