مالي ـــ المغرب... بنفس الروح والتضحية سنبلغ النقطة الثامنة
الثلاثاء 05 شتنبر 2017 - 11:41بمعنويات مرتفعة وحلاوة العيد التاريخي بالرباط، سافر الفريق الوطني إلى العاصمة المالية باماكو حيث سيدخل غدا الثلاثاء موقعة الإياب والجولة الرابعة للتصفيات أمام النسور المجروحة والتي مُست في كبريائها.
لا خيار لدى الأسود غير تجديد الفوز على الخصم وبلوغ النقطة الثامنة، لعلها تكون بشرى إعتلاء الصدارة والتحضير في موقع قوة وإرتياح لآخر جولتين فاصلتين، أمام الغابون بالدار البيضاء وضد الكوت ديفوار بأبيدجان.
الذهاب .. ملحمة وإنتهت
مباشرة بعد نهاية مباراة الذهاب بالرباط وملحمة العيد التاريخية التي شهدت إنتصارا مجنونا للأسود بحصة كرة المضرب، بدأ التفكير في نزال الإياب الذي سيجمع بين المنتخبين بالعاصمة المالية باماكو يوم 5 شتنبر الجاري.
فرحة قصيرة سادت ليلة يوم العيد وسرعان ما تلاشت بإنطلاق العد العكسي والموقعة الأشرس بأرض الخصم، حيث تم الحرص من قبل جميع مكونات الفريق الوطني على نسيان المباراة بسرعة، وعدم التهليل والإفراط في النشوة والسعادة كون لا شيء حُسم بعد.
الذهاب صار من الماضي والنتيجة المسجلة دخلت رفوف التاريخ، والكل طوى صفحة الفرح الأصغر ليفتح صفحة الفرح الأكبر، والذي سيبدأ بنشر مداد الفوز عليها من قلب باماكو.
نسور مجروحة تسعى للثأر
بنقطة يتيمة وفي ذيل ترتيب المجموعة يتموقع المنتخب المالي المغبون والبائس، والذي وضع قدما ونصف خارج دائرة المنافسين على بطاقة العبور لمونديال روسيا 2018 عن المجموعة الثالثة.
النسور يعلمون أن حظوظهم أصبحت منعدمة لكن مع بصيص أمل ضئيل، ومصيرهم في جميع الأحوال لن يكون بين أيديهم وحدهم حتى لو إنتفضوا في جولات الإياب الثلاث.
المنتخب المالي مُس في كبريائهم وإستفزته ذبحة الرباط لتزيده غضبا وتعمق جراحه، وتجعله في حالة من الضغط والتشدد العصبي للثأر ورد الدين، والمصالحة مع الجماهير المحبطة والمتشائمة والتي تعد اللاعبين بالأسوء.
الخوف والتوجس من ردة الفعل
سيلعب النسور لقاء الغد بباماكو رسميا آخر ورقة في مشوار التصفيات، وأي نتيجة غير الفوز ستضعهم بصفة مؤكدة ونهائية في «الأوت».
الإنتصار والإنتحار شعار المواجهة من طرف المضيف الذي يمر بأسوء فتراته ويعيش حالة من الإحتقان والتوثر والصداع، والخروج من هذه الدوامة والعاصفة يتطلب أولا الدفاع عن أنفة الماليين وعزة نفسهم التي دهسها أسود الأطلس بلا رحمة ولا شفقة.
الأسود بقيادة هيرفي رونار يتخوفون من ردة فعل النسور وإمكانية إجرائهم لمباراة العمر على أرضهم بمالي، بإعتبارها معركة وجود أو إقصاء وبالتالي دخول الكرة المالية في غيبوبة قد تستمر لسنوات.
التوجس، الحذر، الخوف من ثأر الضحية مطارق تشغل بال المغاربة والأسود، والنجاة من العاصفة بسلام والعودة بالغنيمة رهان منتخب وشعب إستعاد البسمة والأمل.