رونار والصحافة.. سمن على عسل
الجمعة 21 يوليوز 2017 - 20:32من كان يشك للحظة أن علاقة الناخب الوطني هيرفي رونار بالصحافة الوطنية ساءت في الآونة الأخيرة، بسبب ما كان يعتبره رونار من جهة والصحافة الوطنية من جهة أخرى، مواقف لم يكن أي طرف على استعداد لأن يتنازل أو بحيد عنها، بخاصة تلك التي كان لها علاقة بما اصطلح عليه قضية حكيم زياش.
فبينما كانت وسائل الإعلام الوطنية، مكتوبة ومسموعة ومرئية، ترى أن كل الأعذار التي يتذرع بها رونار لتبرير الإقصاء الممارس على حكيم زياش، لا تستند على المنطق الرياضي، كان رونار يرى أنه صاحب القرار الوحيد في النازلة، وذهب لحد اتهام الصحافة الوطنية بتأليب الرأي العام الرياضي الوطني والتشويش على الحالة الذهنية التي تسود الفريق الوطني.
حالة من التنافر والتضاد اللذين لا يخدمان مصلحة الفريق الوطني الذي يحتاج في هذا التوقيت بالذات إلى نوع من السلم الرياضي وإلى اصطفاف الكل وراء الفريق الوطني ليتمكن من المشي في المسلك الصعب الذي يقود للتأهل لكأس العالم 2018 بروسيا، لذلك كانت هناك حاجة لرأب الصدع ولتذويب الخلاف وإعادة علاقة الناخب الوطني والصحافة الوطنية إلى حالة الصفاء والتوافق والإحترام المتبادل من خلال اختيار أفضل صيغة ممكنة للتواصل ومن خلال التقيد الصارم بالحدود التي تضعها الإختصاصات.
أذكر جيدا أنني تقاسمت هذا الهم مع السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة، وتمنيت عليه أن يجد بما يملك من حذاقة ومن كاريزمية قيادية مخرجا من هذا الإحتقان، وقد وعد بذلك وفعل في إطار من التراتبية التي تنم عن وعي كبير بكل مسببات التشنج.
وعندما بدأ فوزي لقجع بعقد جلسة مصارحة بأمستردام الهولندية بين الناخب الوطني هيرفي رونار والدولي المغربي حكيم زياش، فإنه ذهب رأسا إلى أس الخلاف الذي أورث هذه العلاقة المتصدعة بين الناخب الوطني ورجال الإعلام، وطبعا بعد أن سقط الجدار وذاب جليد الخلاف بين رونار وزياش في لمح البصر دلالة على أن ما يربط الرجلين أكبر بكثير من تصادم فكري بين شخصين، وما يربطهما طبعا، فريق وطني هو حلم وكبرياء شعب بأكمله.
وعندما جاء هيرفي رونار ليتصارح مع الصحافة الوطنية برعاية من السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة، فإن كل أسباب الخلاف انتفت وزالت بالكامل، مع شعور كل طرف أنه ليس خاطئا بالمطلق كما أنه ليس على صواب بالمطلق، وأن ما يجمع بينهما مصلحة الفريق الوطني التي إن علت فوق كل شيء ذابت كل الخلافات.
ومن يقف على درجة الحميمية التي سادت لقاء المصارحة حتى لا أقول المصالحة، ويقف أيضا على
درجة الوعي التي وصلها كل طرف، بأهمية أن تتأسس العلاقة بين الناخب الوطني وعموم الصحفيين والصحافيات على الإحترام وعلى صحية الإختلاف الذي لا يفسد مصلحة الفريق الوطني، سيدرك قيمة هذه المبادرة التي دعا لها الناخب الوطني في هذا التوقيت بالذات، والفريق الوطني يتأهب للقاءات مصيرية ستحسم مصيره المونديالي، خاصة وأن هناك شعورا متقاسما لدينا كإعلاميين وكجماهير وكجامعة وكلاعبين وكطاقم تقني، بأن التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا ليس مستحيلا.