هل يحدث الزاكي بادو ثورة جديدة في اتحاد طنجة؟
الخميس 13 يوليوز 2017 - 11:55يدخل الزاكي بادو تجربة جديدة مع اتحاد طنجة، وبدأ رحلته في المغرب عبر بوابة فارس الشمال، الذي اختاره مسؤولوه خلفا لعبدالحق بن شيخة والنية تلميع صورة هذا الفريق والمنافسة على الألقاب.
والأكيد أن كل مكونات فارس البوغاز تنتظر منه الشيء الكثير، اعتبارا لخبرته، وكذا للموسم الإستثنائي الذي وقعه مع شباب بلوزداد الجزائري والذي توجه بالفوز بكأس الجزائر متفوقا على العنيد وفاق سطيف.
الأنظار من دون شك ستسلط على بادو وكذا اتحاد طنجة، في موسم لن يكون عاديا في الشمال.
إنجاز تاريخي
الكثيرون لم ينتظروا النجاح الذي لقيه الزاكي بادو في تجربته مع شباب بلوزداد، إذ في ظرف قياسي جعل هذا النادي حديث القاصي والداني، ليس فقط في الجزائر ولكن في مختلف قصاصات الأنباء الدولية، بعد أن نجح في قيادته للفوز بكأس الجزائر بعد انتصاره على فريق مجرب ويعتبر من السواعد الكبرى للكرة الجزائرية، الأمر يتعلق بوفاق سطيف الجزائري الذي استسلم لهدف قاتل في الدقيقة 117 في الشوط الإضافي الثاني.
بادو حفر إسمه في تاريخ الكرة الجزائرية، كأول مدرب مغربي يتوج في الأراضي الجزائرية ويحقق لقبا غاليا، سيتحدث عنه الجزائريون طويلا، خاصة أن من كان وراء شباب بلوزداد مدرب مغربي إسمه الزاكي بادو.
العودة إلى الواجهة
كان الزاكي ذكيا وهو يهم باختيار تجربة خارج المغرب، بعد رحيله مكرها عن عرين الأسود كمدرب للمنتخب المغربي، بحث عن إعادة إسمه خارج الحدود، غير أن الإختيار كان نوعا ما مفاجئا، بعد أن آثر تدريب شباب بلوزداد الذي لا يعتبر من الأندية الوازنة، والأكثر من هذا أنه كان يعيش مشاكل مالية كثيرة، ويحتل الصفوف الأخيرة، لذلك اعتبر المتتبعون أن اختياره هذا الفريق، كان فيه نوعا من المغامرة وعدم ضمان النجاح، خاصة أنه لم يكن وقتها مسموح منه أن يخسر هذا الرهان، لتفادي وأد إسمه ودخوله دائرة النسيان، بحكم أن توالي الفشل غالبا ما يفقد صاحبه الكثير من النقاط.
الزاكي أكد في الأخير أن اختياره كان صائبا، ونجح إلى حد بعيد في إعادة اسمه للواجهة عبر بوابة شباب بلوزداد.
البوغاز ينشد التغيير
بتعاقده مع بادو يريد اتحاد طنجة أن يبدأ صفحة تقنية جديدة بعد تجربة مع المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة دامت موسمين، وكان فارس الشمال ذكيا وهو يتعاقد معه قياسا بالتجارب التي خامرها الأخير في البطولة، وكذا للإحترافية التي تميز تعامله مع محيط الفريق ومكوناته، دون استثناء إسمه وخبراته وكذا رغبته دائما في المنافسة على الألقاب في كل محطاته، لذلك يمني اتحاد طنجة النفس أن تكون تجربته ناجحة، على غرار التجربة الأخيرة لبن شيخة، الذي حقق مجموعة من الأهداف الجيدة ونجح في تسجيل نتائج إيجابية.
أرضية مناسبة
لكل نجاح شروطه ولكل إنجاز أسبابه، لذلك فالتعاقد مع الزاكي بادو لا يعني أن الأهداف المسطرة ستتحقق، ما لم تكن هناك أرضية مناسبة ومواتية للعمل، تساعد الطاقم التقني على تحقيق هذه الأهداف.
الكثير من تجارب المدربين كان مآلها الفشل، ليس لقلة حيلتهم أو ضعهفم، بل لأسباب إما تكون لها علاقة بالأجواء أو بالإمكانيات، أو لأسباب خارج الرياضة والمطلوب من المسؤولين وضع الإمكانيات والأرضية للطاقم التقني للعمل دون مشاكل أو ضغط.
الجانب البشري
من النقاط التي يجب أن يرصدها المكتب المسير للطاقم التقني هو فتح المجال للقيام بانتدابات في المستوى، خاصة عندما يتعلق الأمر بفريق مثل اتحاد طنجة الذي غادره أكثر من 11 لاعبا في الميركاطو الصيفي، والمطلوب أن تكون هناك انتدابات لسد الخلل الذي تشكو منه مجموعة من المراكز وعدم السقوط في فخ الخصاص البشري، وأن تكون أيضا هذه الإنتدابات معقلنة واحترافية لتفادي الأخطاء السابقة، خاصة أن اتحاد طنجة فشل في الكثير من الصفقات في الموسمين الأخيرين، ولم يجن من ورائها إلا الخسائر المالية، علما أنه انتدب بعض الأسماء على غرار السينغالي مام صاهير ونعمان أعراب من شباب خنيفرة وعمر العرجون من الرجاء.
سيولة مالية
أكثر المشاكل التي تؤثر على مشوار أي فريق هي المشاكل المالية، وتكمن مساهمة المكتب المسير في نجاح مشروع الزاكي بادو في وضع سيولة مالية في المستوى، وتفادي الأزمات المالية التي باتت أسطوانة تنشدها جميع الأندية، رغم أنها السبب الأول في تراجع النتائج.
ويسعى المكتب المسير أن يفي بوعوده وأن يضع كل الإمكانيات المالية للاعبين والطاقم التقني وتفادي المشاكل المالية التي تزعزع استقرار الفريق.
ويحسب للمكتب المسير لفارس الشمال أنه يعمل جاهدا للبحث عن موارد مالية أخرى، عبر إبرام صفقات مع مستشهرين جدد، تحسبا لاستحقاقات الموسم المقبل.
مساندة جماهيرية
لم تكن المساندة الجماهيرية في الموسم الماضي بالمميزة، على غرار المواسم السابقة التي تألق فيها الجمهور الطنجاوي أو الموج الأزرق، ولعب دورا كبيرا في النتائج الإيجابية التي سجلها الإتحاد وتراجع حضوره وهو ما شكل ضربة كبيرة، خصوصا على المستويين التقني والمالي، حيث فتر الحماس لدى اللاعبين، خاصة أن الجمهور الطنجاوي يعتبر من أهم المساهمين في الرفع من خزينة الفريق.
والأكيد أن إلتحاق بادو باتحاد طنجة، سيكون له أثر إيجابي على الجمهور ليعود مجددا إلى المدرجات بدل عزوفه خاصة أن المدرب الجديد لطالما تحدث عن الدور الذي سيلعبه هذا الجمهور لتحقيق الأهداف المنشودة.