وليد الركراكي: المشروع الذي أتحدث عنه ليس وهما بل صرحا قائم الذات
الإثنين 05 يونيو 2017 - 16:22أكد وليد الركراكي مدرب الفتح الرباطي بأن الوضعية التي ظهر عليها الفريق هذا الموسم تتطلب منه إعادة النظر في العديد من الأمور خاصة ما يتعلق بأداء اللاعبين بالنظر للنتائج السلبية التي حققها الفريق وصلت لـ 12 هزيمة، مؤكدا بأنه ما زال يتعلم من الأخطاء التي سقط فيها وأنه هو من يتحمل المسؤولية في النتائج، مشددا على أنه في طور تكوين فريق للموسم القادم من الشباب.
ولم نفوت الفرصة دون أن نسأل المدرب وليد الركراكي عن بعض الأمور التي تم الترويج لها في وسائل الإعلام كخلافه مع بعض اللاعبين، وعن الإنتقاد الذي وجه له بخصوص حديثه الكبير عن مشروع الفتح والإنتدابات التي لم تكن في قيمة المغادرين.
نقلنا لوليد الركراكي كل الأسئلة، فبالقدر الذي أجاب عنها بصدر رحب لكنه إنزعج من أخرى، تابعوا التفاصيل:
- المنتخب: تتحدث كثيرا عن مشروع يربطك بالفتح، والكثيرون يجهلون هذا المشروع، بل يعتبرونه كلام فارغ، نريد منك أن تقربنا منه حتى تتضح الرؤية لدى الجميع؟
الركراكي: المشروع ينطلق من أداء مستحقات اللاعبين في وقتها، وعدم القيام بانتدابات بمبالغ مالية خيالية، لأننا لا نتوفر على ميزانية ضخمة، بالإضافة إلى الإعتماد على الشباب وتمكينهم من حمل قميص الفريق الأول، وهنا يجب على الذين يتحدثون عن مشروع الفتح أن يعرفوا بأن بطنا وسعدان ثم ناهيري كانوا بالفتح الرباطي قبل أربع سنوات أي قبل مجيئي ولم يتوجوا بأي لقب حتى تعاقدت مع الفتح، الحمد لله حققنا المراد في السنة الأولى عندما توجنا بلقب كأس العرش، ثم السنة الموالية حققنا لقب البطولة الأول في تاريخ الفريق وتألقنا في كأس الكونفدرالية الإفريقية عندما وصلنا لدور النصف، والمسيرة ستستمر إن شاء الله مع جيل من الشباب الذين بدأنا نمنحهم الثقة منذ الموسم الماضي، لذلك أقول أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال منافسة الوداد والرجاء والجيش بإمكانتياتهم الكبيرة، لكننا يمكن منافستهم بمشروعنا الذي يهتم بالشباب، وما سيساعدنا على ذلك وجود أكاديمية من المستوى العالمي تتوفر على كل الإمكانيات اللوجيستيكية لإعداد جيل من الشباب الذي سنراهن عليه ليحمل المشعل في المستقبل، وقد بدأنا في جني الثمار من خلال إقحامنا لعدد من لاعبي فريق الأمل، مثل فاديز، العامل وبلعمري وماموني الذين شاركوا في مباراتنا الأخيرة أمام المغرب التطواني، وهنا أفتح قوسا لأقول بأن الفتح هو الفريق الوحيد الذي يستثمر في البنيات التحتية والذي يبني من خلالها مستقبله، وليست لنا الإمكانيات المادية للقيام بانتدابات كثيرة، لذلك إكتفينا بانتدابات محدودة من خلال جلب البطاش من الوداد الفاسي، محمد سعود من المغرب التطواني، رشيد تيبركانين من أولمبيك خريبكة، أحمد جحوح من الرجاء وكريم بنعريف من الجيش الملكي، ونعرف أن بعض اللاعبين لم يقدموا ما كان مطلوبا منهم، كما أن المكتب المسير يمنح الفرصة للمدرب لمدة ثلاث سنوات وهنا تتجلى قوة الفتح الرباطي.
- المنتخب: تم الترويج للعلاقة المتشنجة بينك وبين بعض لاعبيك وصلت لحد القطيعة، منهم الكناوي، النفاتي، جحوح والحارس الحواصلي، وقبلهم مراد بطنا، ما حقيقة خلافك مع هؤلاء؟
الركراكي: أولا تجب الإشارة على أننا نتوفر على 23 لاعبا بالفريق الأول، ثم فمشروعي لا يرتبط باللاعبين بقدر ما ينطبق على مشروع الفتح، لذلك فأي لاعب يأتي للفريق عليه أن يقدم الإضافة المطلوبة ويشتغل مرتين في اليوم ويجتهد، الماضي إنتهى ونحن اليوم في زمن الإحتراف، وأنا شخصيا تكونت بأوروبا ومارست الكرة على مستوى عالي، لذلك يجب أن أتعامل مع اللاعبين بطريقة إحترافية، بالنسبة للكناوي وجحوح فقد نزل مستواهما في الدورات الأخيرة وطلبت منهما بضرورة الإجتهاد للبقاء مع المجموعة.
- المنتخب: لكن تظل وضعية الحارس عبد الرحمان الحواصلي غامضة، فبعد أن كان رسميا وساهم بشكل كبير في تتويج الفتح بلقبين ووصوله مرة واحدة لنهائي كأس العرش ثم وصول الفريق لنصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ماذا بينك وبين هذا الحارس؟
الركراكي: ليس لدي أي مشكل مع الحارس الحواصلي الذي يبقى من الحراس الكبار بالبطولة ولا أنسى حضوره الكبير في المباريات، وقد أشدت بإمكانياته في كثير من المناسبات، «صراحة عاونا بزاف»، قد يكون شعر بالعياء وبالتالي كان لا بد من أن يرتاح ونعطي الفرصة لحارس شاب وهو أيمن مجيد، وقد أعتمد عليه عند بداية الموسم الكروي القادم، وموازاة مع هذا الموضوع أقدم لك نموذج زهير العروبي الذي لم يظهر في حراسة مرمى الوداد في الموسم الماضي، وهذا الموسم كان رسميا، ومن جهتي طلبت من الحواصلي الإجتهاد ومواصلة تداريبه.
- المنتخب: هل سيواصل المشوار معك أم ستضعه في لائحة الإنتقالات، خاصة وأن هناك من يتحدث عن قطيعة بينكما؟
الركراكي: عن أي قطيعة تتحدث؟ لقد شرحت لك الموضوع وحيثياته، هل تريد أن أحرف لك الوقائع؟ قلت لك أن الحواصلي خاض مباريات كثيرة وكان لا بد من عدم إرهاقه، وأخلاقي ومشواري لا تسمح لي «باش نجري على اللعابة وزايدون أنا هو هوو متغير فيا والو»، جميع اللاعبين أتعامل معهم بسواسية ولغتي معهم كأخ وصديق، بل أحس بنفسي كلاعب وسطهم، الأمر هنا لا يتعلق بمسؤولية المدرب كأن يكون صارما أو «قبيح» الأمر يتعلق بالمعاملة، لأن اللاعبين هم رصيد المدرب في تحقيق النتائج، الحمد لله أنا أشتغل مع لاعبين لهم أخلاق عالية وكأننا وسط عائلة.
- المنتخب: هل أنت من المدربين المحظوظين؟ توجت في أول موسم بكأس العرش ثم لقب البطولة ولعبت نهائي كأس العرش ووصولك لنصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، وتتويجك بلقب أحسن مدرب في كثير من المناسبات..
الركراكي: الحمد لله أنا أكثر من محظوظ، وبالمناسبة أود أن أحيي كثيرا السيد حمزة الحجوي رئيس الفريق الذي لمست فيه الرجل المثابر والمكافح والمسؤول الرزين الذي يتعامل مع كل الملفات والمحطات بحكمة، وأيضا السيد محمد الزغاري المدير العام، إذ كان الإتفاق في البداية على عقد يمتد لثلاث سنوات محدد الأهداف، منها الفوز بلقب البطولة، لكن الهدف تحقق قبل الوقت، فأمضيت عقدا جديدا مع إضافة سنة أخرى حتى 2018، وبما أنني حققت لقب البطولة فقد إرتأى المكتب المسير تمديد العقد حتى 2020، لمواصلة هذا المشروع الذي ينطبق مع رهانات الفريق وأهداف المكتب المسير دون أن ننسى ما حققه فريق الشباب الذي توج بلقب البطولة الوطنية ووصول فريق الأمل للمباراة النهائية التي خسرها أمام الجيش الملكي، ولنصف النهاية مع الصغار، هذا هو مشروع الفتح الذي لا يعرفه البعض وجاء الوقت لكي أوضحه لكم والذي قد لا ينجح في فريق آخر لوجود مكتب مسير يصبر على المدرب ويمنحه الثقة الكاملة طيلة ثلاث سنوات وجمهور يتفهم الأمور.
- كلمة مفتوحة؟
الركراكي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى أن أكون قد وضحت مجموعة من الأمور التي تخص علاقتي باللاعبين وبمشروع الفتح الذي سيمتد بحول الله حتى سنة 2020، وأتمنى أن نمحي صورة هذا الموسم ونظهر بصورة أفضل في الموسم القادم ونحقق المبتغى في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وأدعو جمهورنا بالحضور يوم الجمعة لدعم اللاعبين أمام النادي الإفريقي التونسي لتحقيق الفوز لإنعاش حظوظنا في التأهل لدور الربع.