إنريكي يعلق حظوظ البارسا «القائمة» على الفريق الخطأ!
الإثنين 15 ماي 2017 - 16:47اقترب الدوري الإسباني من الوصول إلى نقطة النهاية، ومع كل جولة تنقضي تتضاءل آمال برشلونة في الظفر بلقب الليجا الذي احتكره ست مرات في آخر ثمانية مواسم. فالغريم التقليدي ريال مدريد يبدو منطلقًا كالسهم نحو اللقب الذي غاب عن خزائنه منذ موسم 2011/2012 حينما تمكن مورينيو من كسر شيء من الروتين الذي فرضه التفوق الكتلوني في تلك الفترة.
آمال برشلونة في تحقيق اللقب لم تُصبح معدومة بعد، فلا لاعبو الفريق ولا مدربهم لويس إنريكي رموا المنشفة، ومازالوا يُمنون النفس بسقوط مفاجئ للريال في إحدى مباراتيه المتبقيتين هذا الأسبوع، وهو سقوط قد يمنحهم لقب الدوري في حالة فوزهم في الجولة الأخيرة على ضيفهم إيبار في مُباراة ستُعرف عقبها هوية بطل الدوري بشكل أكيد، فإما يكون لقبًا ثالثًا على التوالي للويس إنريكي الذي يخوض أيامه الأخيرة كمدرب للفريق، أو يكون لقب الريال الأول منذ 5 سنوات.
إذ عقب مُباراة فريقه يوم أمس أمام لاس بالماس، خرج لويس إنريكي بتصريحات تُؤكد أنه يعلق جل آماله على سيلتا فيجو وعلى قدرته على الإطاحة بالميرنجي في المُباراة المؤجلة التي ستجمع بينها يوم الأربعاء المقبل على أرضية ملعب بالايدوس، حيث قال أثناء كلامه «حظوظنا مازالت قائمة في الدوري وتمر أولًا عبر الفوز في مباراتنا أمام إيبار، ثم انتظار فوز سيلتا فيجو على الريال. إن تابعتم مسارنا هذا الموسم، فستجدون أننا انهزمنا على ملعب كل من السيلتا وملقة، وهو ما يجعل كل شيء ممكن في الوقت الحالي. لا تنسوا أيضًا أننا سقطنا أكثر من مناسبة في بالايدوس»
تصريح إنريكي ذاك والذي يعلق من خلاله جل حظوظه على السيلتا ويتجاهل ملقة بشكل ضمني قد يكون أيضًا بسبب الجدل الكبير الذي خُلق في الأسابيع الماضية حول إمكانية تساهل الفريق الأندلسي أمام الريال لعدة أسباب على رأسها انتماء مُدرب ملقة ميتشيل وماضيه المدريدي، ثم تعليقات رئيس النادي الشيخ عبد الله آل ثاني الذي خرج بكلام مثير عن عدم رغبته في تتويج الفريق الكتلوني باللقب، ناهيك عن كون جزء كبير من جمهور الروزاليدا يُعد من بين الموالين لريال مدريد.
السيلتا منهار، ولا يُشكل خطرًا كبيرًا على الريال
بالمقابل، أعتقد شخصيًا أن لويس إنريكي يضع آماله على الفريق الخطأ، على الأقل إن تحدثنا من جانب رياضي بحت، فسيلتا فيجو الذي يتحدث عنه لا يمت بصلة لسيلتا اليوم، والذي أظهر مستويات متراجعة جدًا في الأسابيع الأخيرة من الدوري الإسباني سواءً بسبب انشغاله بمباريات الدوري الأوروبي وما ترتب عنه من مشاكل بدنية، أو بسبب الأقاويل الكثيرة التي انتشرت حول مُستقبل المدرب بيريتزو.
إن قُمنا بقراء سريعة في نتائج سيلتا فيجو خلال آخر عشر مُباريات، فسنجد أنه انهزم في سبع مُباريات بالتمام والكمال، منها هزائم غريبة جدًا على أرضه أمام كل من أتلتيك بلباو، إيبار وريال بتيس وهي نتائج لم تأت سوى نتيجة للتراجع المُخيف لمستوى الفريق ككل وابتعاده عن الصراع المؤهل للدوري الأوروبي، ما جعله يفرط في الدوري من أجل التركيز على الدوري الأوروبي الذي خرج منه يوم الخميس الماضي على يد مانشستر يونايتد.
الفارق الرياضي اليوم بين ريال مدريد وسيلتا فيجو كبير جدًا، فنحن نتحدث عن فريق يمر بأفضل فتراته على الإطلاق سواءً فنيًا أو بدنيًا أو حتى نفسيًا، في الوقت الذي يحدث العكس تمامًا مع السيلتا الذي يبدو مُنهارًا تمامًا بعد الخروج من الدوري الأوروبي ولا ينتظر سوى شيئًا واحدًا: انتهاء الموسم، وشخصيًا لا أراه قادرًا خلق تهديد كبير على الريال مقارنة بملقة الذي أراه بالمقابل خصمًا قادرًا على خلق المفاجأة في الجولة الأخيرة من الليجا.
ملقة والمفعول العكسي
ملقة، ورغم كل ما يُقال عنه وعن إمكانية تفويت اللقاء للريال، فهو في رأيي الشخصي يشكل خطرًا لا يُستهان به على الفريق الملكي، فالأمر يتعلق بفريق تطور بشكل مثير للدهشة مع المدرب الإسباني ميتشيل والذي جعله يتحول من أبرز المرشحين للهبوط للدرجة الثانية إلى فريق في المركز الـ11 بعيدًا كل البعد عن المراكز المُكهربة، وذلك بفضل أداء ونتائج مميزة جدًا.
فهل تعلمون مثلًا أننا وإن احتسبنا نتائج ملقة منذ قدوم ميتشيل فقط، فسنجده في المركز الخامس وراء ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو، وذلك علاوة عن كونه فريقًا يملك أسلحة قادرة تمامًا على خلق مشاكل لدفاع زين الدين زيدان والذي عادة ما يُعاني الأمرين أمام الفرق السريعة في التحول الهجومي والتي تملك قدرة على استغلال الأروقة بشكل جيد.
فريق ميتشيل يملك لاعبين سريعين وجيدين جدًا في المواجهات الثنائية، كما أن الأسماء التي يتوفر عليها في خط الوسط (كاماتشو، ريسيو وفورنالس)، تجعله قادرًا على الخروج بالكرة بشكل جيد جدًا تحت الضغط، وهي معطيات جعلت الفريق الأندلسي يُحقق 6 انتصارات، تعادلين وخسارتين في آخر 10 مباريات، وهو سجل مميز جدًا لفريق الروزاليدا.
ما يجعل ملقة أكثر خطورة على الريال هو أن كل الأعين ستكون مسلطة على ميتشيل الذي وفي حالة الخسارة سيُتهم بتفويت المُباراة لفريق قلبه، وهو أمر قد يجعله يقوم بكل ما في وسعه لإثبات العكس، علمًا أن نجم ملقة الأول ساندرو صرح بنفسه عن رغبته في مساعدة الفريق الكتلوني على الفوز باللقب، وهو ما قد يجعل الفريق الأندلسي يلعب اللقاء بدوافع لا يُستهان بها.
في النهاية، أرى أن إنريكي يُعلّق آماله في الفوز باللقب على الفريق الخطأ، فإن كان هناك فريق قادر على خلق مشاكل للريال فهو ملقة، رغم أن الفريق الملكي يبقى في رأيي مرشحًا فوق العادة للظفر بلقب الدوري الإسباني بعد عبور المباراتين بنجاح، مع العلم أن فوزًا وتعادلًا سيكفيانه للفوز بالليجا.
غول