الفيفا يتكبد خسائر قياسية في 2016
الأحد 09 أبريل 2017 - 10:39أعلنت الجامعة الدولية لكرة القدم (فيفا) أنها تكبدت خسائر قياسية في العام 2016 بلغت 369 مليون دولار أميركي، عازياً ذلك إلى استثمارات غير مجدية وتبعات فضائح الفساد، بحسب تقريره المالي السنوي الجمعة.
وأشارت الفيفا إلى أن الخسائر تعود إلى اعتماده معايير جديدة في مجال المحاسبة المالية، والكلفة المالية للدعاوى والتحقيقات في فضائح الفساد التي شهدتها الهيئة العام الماضي، محذراً في الوقت نفسه من تراجع احتياطه المالي وتوقعه خسائر أكبر في 2017 قد تبلغ 489 مليوناً.
وأضاف أن الاستثمارات التي كبدت خسائر هي "متحف الفيفا" وفندق آسكوت حيث مقر الاتحاد في مدينة زوريخ السويسرية.
وجاء في التقرير المالي "في 2016، واجه الفيفا أيضاً سلسلة مصاريف غير متوقعة، منها التكاليف القضائية المرتبطة بالتحقيقات الجارية من السلطات السويسرية والأميركية"، اضافة إلى "تكاليف تنظيم الكونغرس الانتخابي الاستثنائي في فبراير 2016" الذي شهد انتخاب السويسري جياني انفانتينو خلفاً لمواطنه جوزيف بلاتر.
وأشار الفيفا إلى أن احتياطه المالي تراجع بسبب هذه الخسائر من 1.4 مليار دولار في 2015 إلى 1.04 مليار في 2016، ويمكن أن ينخفض إلى 605 ملايين دولار فقط في نهاية 2017.
الا أن الفيفا أكد أن هذا الاحتياط سيستعيد عافيته خلال الدورة المالية 2015-2018، متوقعاً أن يبلغ مع نهايتها 1.65 مليار دولار، لا سيما بسبب العائدات المالية التي سيوفرها مونديال روسيا 2018.
وشدّدت الفيفا على أن نظام المحاسبة المالية الجديد الذي يعتمده، يوفر له "معرفة أفضل بمصادر الايرادات خلال الدورة المالية التي تمتد أربع سنوات، علماً أن الثلاث الأولى منها تشهد انفاقاً أكبر" من الأخيرة التي تشهد تنظيم كأس العالم لكرة القدم.
-"نقطة تحول"-
وهزت الفيفا بدءاً من نهاية العام 2015، سلسلة من فضائح الفساد التي لا تزال تبعاتها المالية والقضائية متواصلة.
ففي ماي 2015، داهمت الشرطة السويسرية فندقاً كان يقيم فيه عدد من مسؤولي الاتحاد المشاركين في اجتماع له، وتم توقيف عدد منهم.
ومنذ ذلك الحين، أوقف مسؤولون كبار في الاتحاد يتقدمهم بلاتر ونائبيه والأمين العام جيروم فالك والمسؤول المالي ماركوس كاتنر، عن مزاولة النشاطات الرياضية أو أقصوا من مهامهم.
وقال الفيفا في يونيو 2016 أن بلاتر وفالك وكانتر تقاسموا 80 مليون دولار بهدف "الثراء الشخصي" عبر عقود وتعويضات على مدة خمسة أعوام، لا سيما من خلال الزيادات السنوية والمكافآت.
واستقال بلاتر من منصبه في يونيو 2015، وانتخب انفانتينو بدلاً منه مطلع 2016.
وقال إنفانتينو أن عام 2016 "كان نقطة تحول مع اتخاذ الخطوات الأولى والحيوية لإعادة الثقة إلى المنظمة"، مشيراً إلى أن ذلك يشمل "طريقة مسؤولة وشفافة في إدارة العائدات والمصاريف".
وأشار الفيفا في تقريره الجمعة إلى أن من أسباب الخسائر القياسية نظم المحاسبة الجديدة التي يعتمدها. فعلى سبيل المثال، كانت الفيفا في السابق تدرج العائدات المالية للعقود منذ تاريخ توقيعها، بينما بات الأمر حالياً يرتبط بإتمام العقود، كما هو الحال مثلاً مع كأس العالم.
الا أن خبراء المحاسبة يقولون أن هذا التغيير ساهم فقط في 35 مليون دولار من خسائر 2016.
وأورد الفيفا أن كلفة الانفاق على الفضائح بلغت 50 مليوناً.
وأضاف أن الاستثمارات التي كبدت خسائر هي "متحف الفيفا" وفندق آسكوت حيث مقر الاتحاد في مدينة زوريخ السويسرية.
وبلغت الخسائر من المتحف الذي عده بلاتر أحد أهم مشاريعه، 50 مليون دولار. وأنفق الاتحاد 138 مليون دولار على المتحف المؤلف من ثلاث طبقات، الا أنه لم يستقطب منذ افتتاحه العام الماضي، سوى 11 ألف زائر كمعدل شهري، وهو نصف العدد المتوقع.
وعلى رغم إلغاء 36 وظيفة في المتحف، يؤكد الفيفا عدم نيته اغلاقه.
كما تكبد الفيفا خسائر بملايين الدولارات من استحواذه على فندق "آسكوت" قرب المتحف في زوريخ، والذي كان يؤمل منه توفير كلفة استئجار الغرف الفندقية على كاهل الاتحاد.
وتوقع الفيفا أن تبلغ عائداته 5.65 مليار دولار خلال الدورة المالية 2014-2018 التي تنتهي مع كأس العالم، مشيراً إلى أنه وقع عقوداً تؤمن ما نسبته 76 بالمئة من هذه العائدات.
وتشكل كأس العالم إحدى أبرز مصادر الدخل للفيفا.