ADVERTISEMENTS

رثاء في ديربي المغرب

المنتخب: بدر الدين الإدريسي الثلاثاء 26 نونبر 2024 - 10:51

بين الساعات والملاعب والمدن تشرد الديربي، الوجه الجميل لكرة القدم الوطنية وشعاع البطولة المتبقي من بين كل الظلمات التي تسير فيها هذه البطولة التي أريد لها أن تكون إحترافية ضد طبيعة من يسيرونها.

كل أنواع التنكيل عاشها هذا الديربي الذي أوصلته جماهير الكبيرين الوداد والرجاء لأن يكون بين أفضل عشرة ديربيات في العالم، فما بين نفي وتهجير وتشريد وتجريد، جاءت النسخ الأخيرة عبارة عن اغتيال علني، وعن شروع فعلي في تبئيس ما كان لكرة القدم المغربية موعدا لا يخلفه بالإحتفالية وبكل ما يسر الناظرين.

النسخة 137 لديربي المغرب، كانت شاهدة على هذا البؤس الذي أُلًْبس له، هو من كان يختال بيننا ببهجته وجماليته وسحره، ولعلكم لاحظتم أنني أضمرته للعاقل برغم أنهم أسندوه ضميرا وصورة لغير العاقل، لعلكم لا حظتم وجع الوصف والتنسيب لهول ما يتكرر أمامنا، بينما من هم في موقع القرار يوجعهم أن يبحثوا عن حلول ترفع عن الديربي البؤس وتخلصه من هذا «الموت الزؤام».

أن يُنفى الديربي ويهجَّر في سنوات خلت، عرفنا لذلك سببا، إقفال مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، قلعة ومحمية هذا الديربي وبيته العتيق، برغم أن هذا الملعب الأسطوري نُكِّل به هو الآخر، فقد أوصد أبوابه في وجه الكبيرين الوداد والرجاء أكثر مما شرَّعها، وما ابتُلع من أموال الشعب بسبب «أسطوانة الإصلاح»، فحدث ولا حرج.
أن يُلعب هذا الديربي من دون جمهوره، ملحه بل وتاج رأسه وزينته التي يفاخر بها بين الأقوام، فهذا دليل على إفلاس كل المقاربات التي أنجزت لتطويق ظاهرة شغب الملاعب واجتثات دابرها، وإصرار على تفقير هذه البطولة الإحترافية التي ما وجدت للأسف من ينهض بها لتركب ذات القطار الذي ركبته المنتخبات الوطنية.
وإذا ما سلمنا بوجود وازع أمني حدد بدقة مخاطر إجراء الديربي بملعب العربي الزاولي بحضور الجمهور، وطاقته الإستيعابية صغيرة، ومعه ما كان هناك مجال للمخاطرة، أما كان حريا بالعصبة الإحترافية أن تبتكر الحلول وما أكثرها لإغاثة الديربي وعدم التنكيل به؟ أما كان ممكنا أن يرحل هذا الديربي لمدينة وجدة وتكون مناسبة ليعيش الملعب الشرفي أعراسه؟ أما كان ممكنا في ظل اللاءات التي ترفع، ليس خوفا ولكن إراحة للبال من تناسل الأسئلة، أن بُهجَّر هذا الديربي لدولة عربية شقيقة بالخليج العربي، فقد كانت كل دولة من تلك الدول مستعدة لتفتح الأذرع والأحضان لهذا الديربي الذي ما زال صدى نسخته العربية برسم كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال يتردد على مسامع أشقائنا العرب؟
كرة القدم بلغة الحاضر هي لحظة غير مفصولة عن المعيش اليومي، بل تكاد تكون من أولويات هذا المعيش، لذلك فهي سلعة تُسوَّق لتذر عائدات مالية كبيرة جدا، وللتسويق اليوم نظريات ومقاربات وأساليب مبتكرة، إن لم تكن العصبة الإحترافية تملك بين طواقمها من يحيط بهذه النظريات الحديثة، فستظل البطولة الإحترافية سوقا لا تعجب الزراع وسلعة لا تروج في الأسواق، وسيزداد الديربي بؤسا مع الأيام.
لقد جردوا هذا الديربي من جمهوره وأخرجوه من دياره وعزلوه عن صحافته، فماذا بقي له؟   

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS