ADVERTISEMENTS

أسود مُلهَمون ومبدعون

بدرالدين الإدريسي الإثنين 18 نونبر 2024 - 11:41

الذين أزعجهم أن يكون الفريق الوطني قد أدمن اللعب هنا بالمغرب متحصنا بجماهيره، عاتبوا واستنكروا، وهناك من قال أن هذه النعمة المبحوث عنها قد تنطوي على نقمة التعود على اللعب في الحدائق الجميلة التي تصادر بل وتعدم مشاق السفر صوب الأدغال، بما فيه من إيجابيات ولزوميات، لذلك عندما جاءت لحظة السفر إلى فرانسفيل لملاقاة منتخب الغابون الذي أذاقنا من المصاعب ألوانا هنا بأكادير، حتى ونحن نفوز عليه برباعية، إستيقظت فينا كل الحواس لالتقاط الإشارات واستخلاص الدروس، كيف لا والفريق الوطني يغادر باحة الرفاهية ليأكل هناك في الأحراش الخبز الإفريقي.
حاصرت اللاعبين العديد من الأسئلة، بخاصة منهم الذين لم يجربوا قط السفر صوب الأدغال لاكتشاف طقوس لا تتردد عليهم كثيرا، لكن ما كان يهم بدرجة أكبر هو معرفة ما إذا كان وليد الركراكي قد أحكم الوثاق لكي لا تكون المباراة بكل تحدياتها عرضا حزينا للإنفلاتات التكتيكية.
أمام منتخب غابوني يعتبر فرديا وجماعيا أفضل من منتخبي لوسوطو وإفريقيا الوسطى، وضع الفريق الوطني كمجموعة وكمنظومة وكمسار في اختبار جدي، بخاصة وأنه مع وصوله لمدينة فرانسفيل ستتهاطل أمطار غزيرة على ملعب المباراة، وسيريح فوز تماسيح لوسوطو على ظباء إفريقيا الوسطى فهود الغابون وقد حجز لهم مقعدا بنهائيات كأس إفريقيا، بل إن المباراة نفسها ستستفز بداياتها أسود الأطلس، ودنيس بوانغا ينجح في افتتاح التسجيل للغابون في توقيت مبكر جدا.
أشعرتنا الدقائق العشر الأولى من المباراة، أن الأسود جرحوا في كبرياءهم، وكان لابد وأن يبرزوا الأنياب والمخالب حتى لا يظن الفهود أنهم ما جاؤوا لفرانسفيل إلا لتصريف محطة من محطات هذه التصفيات، التي عاملها وليد الركراكي على أنها محكات قوية لاختبار منظومة الإشتغال، وما شاهدناه لمدة قاربت الثمانين دقيقة، كان في اعتقادي جوابا شافيا على عديد الأسئلة الإستفهامية والإستنكارية على حد سواء.
وإن كنت لا أدعي أن مباراة فرانسفيل جاءت بالوصفة المثالية التي يحتاجها الأسود لربح رهانهم الكبير، لأن هناك بقية رحلة يجب أن يمشيها وحيد مع أسوده واثقا، إلا أن هذه المباراة أمام الغابون يمكن أن تكون للفريق الوطني مرجعا في إدارة المباريات التي يلعبها في العادة خارج قواعده، حيث تكون الحاجة ماسة لإظهار قوة الشخصية وروح المبادرة، بل وتطويع كل الظروف الخارجية والإكراهات لكي لا تبيد الوجه الألمعي لفريق يضج بالمواهب وبالمبدعين.
ما أسعدنا أكثر في هذا السفر المرجعي للأسود صوب أدغال الغابون، هو ردة فعل الفريق الوطني وهو يتلقى هدفا مبكرا من الفهود، ردة فعل تجاوزت التعديل، إلى تكريس الفوارق الكبيرة الموجودة بين المنتخبين، وفي ذلك كانت الإشادات من كل حدب وصوب، على أن الفريق الوطني بلغة الأرقام والإحصائيات هو الأفضل اليوم بين كل منتخبات القارة، وهذه الأفضلية المعبرة عنها بالغابون تحتاج لاستدامة وهو ما سيواصل وليد الإنكباب عليه، إلى أن يحين الموعد الكبير.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS