أبطال أوروبا.. هل يمكن أن نلعب كرتهم؟
الإثنين 15 يوليوز 2024 - 13:27توجت النسخة 17 لكأس أوربا للأمم التي أختتمت أمس الأحد بألمانيا كرة القدم الجميلة، والمنتخب الإسباني يعلن بطلا لقارته للمرة الرابعة في تاريخه، وفي ذلك تحطم وهم ساد لزمن طويل، يقول أن الكرة الجميلة لا تستطيع وحدها أن تهديك لقبا، وكان أصل الوهم أن الناس لم يعطوا تعريفا جديدا لهذا الجمال الكروي الذي أمتع الإسبان به الناس، بل وأنساهم الضعف الفني الذي طبع كثيرا من مباريات اليورو.
الجمال كما عرفه منتخب إسبانيا، يكمن في إحياء التيكي تاكا كشاكلة لعب سادت لزمن وقيل أنها احتضرت، قبل أن يأتي منتخب إسبانيا ويمنحها جرعة الحياة، لتتزين وتزدان وترفع عن اليورو ما ساده أحيانا من رتابة.
قدم المنتخب الإسباني الدليل على أن الكرة الجميلة، العاشقة للهجوم الضاغط، والاستحواذ الإيجابي على الكرة ومهارة الإسترجاع وسرعة الإنقضاض ونجاعة البناء الهجومي، يمكن أن تنتصر وتتألق وتفوز بالألقاب، وإن كان هناك إجماع عالمي على شيء ما في النسخة المنتهية من اليورو، فهو أن منتخب إسبانيا إستحق لقبه، بل إن اليورو احتفى بالكرة الجميلة وهو يعلن منتخب لاروخا بطلا.
ولعله الدرس الأول الذي أهدانا إياه هذا اليورو، إلى جانب دروس أخرى عديدة، تتعلق بفن إدارة المنتخبات وتحديد سقف المستوى العالي، وإبراز حسنات الإنضباط الجماعي.
ولعل السؤال الذي يجب أن نطرحه نحن المغاربة، وقد تغنى كثير منا بتتويج منتخب إسبانيا، لأنه تتويج لمنتخب جار سيشترك معنا ومع البرتغال، خلال ست سنوات في تنظيم كأس العالم 2030، النسخة التي يرشحها العالم لتكون الأجمل والأمثل، ولأن هذا المنتخب الذي توج بطلا للقارة العجوز، أخرجه أسودنا من الدور ثمن النهائي لكأس العالم 2022 بقطر، هل يمكن أن نلعب كرتهم، وقد غدت اليوم مرجعا عالميا؟
الكرة الجميلة التي لعبها منتخب إسبانيا وكان من سماتها البارزة، الإنسيابية والقتالية والتركيز العالي والمهارة الجماعية، مصدرها الأول المدرب دي لافوينتي الذي آمن قبل غيره أن منتخبه يمكن أن يلعب الكرة الشاملة كما يمكنه أن يحيي التيكي تاكا بكل أبعادها التكتيكية، لتعود منقحة ومحينة، ومصدرها الثاني اللاعبون الذين وضعوا فكرهم وإبداعهم وأجسادهم رهن إشارة مدربهم ليطبقوا على أرضية الملعب فلسفته.
وإذا ما استعرضنا المنتخب الإسباني لاعبا لاعبا، لوجدنا أن أسودنا يشبهونهم في أشياء كثيرة، ولجزمنا تلقاء ذلك أنه بإمكاننا أن نلعب كرتهم الجميلة والجذابة، بل إنني أجزم أن فريقنا الوطني لو يلعب كرة القدم الجميلة التي يتقنها الإسبان، سيكون سنة 2026 متوجا بكأس إفريقيا للأمم التي سيحظى المغرب بشرف تنظيمها.