الجيش الملكي.. هل يستعيد زمنه الذهبي؟
الخميس 09 مارس 2017 - 19:14هي الثورة التي يخطط لها الجيش الملكي هذا الموسم، والرغبة الحثيثة للعودة إلى العزف على سمفونية التألق التي غابت على الفريق في السنوات الأخيرة، إذ أكدت النتائج الإيجابية التي سجلها الفريق العسكري بأن هذا الفريق يعيش متغيرات وتحولا إيجابيا، خاصة بعد إلتحاق المدرب عزيز العامري بالطاقم التقني من أجل إعادة الهيبة للعساكر، كما أكدت النتائج الإيجابية التي سجلها منذ انطلاق الإياب بأن هناك ثورة يخطط لها المسؤولون بقيادة الرئيس المنتدب أبوبكر الأيوبي، والنية إعادة الفريق العسكري للواجهة والمصالحة مع الألقاب.
زمانك يا جيش
يلقبونه بزعيم الأندية أو الفريق المغربي الأول الذي فتح باب الألقاب الإفريقية للكرة المغربية، عندما استطاع الصعود لمنصة التتويج وفاز بلقب كأس عصبة الأبطال الإفريقية لأول مرة، حيث يفتخر هذا الفريق بهذا الإنجاز، الذي لم يكن وحيدا، طالما أن الجيش فاز بعدة ألقاب محلية على مستوى البطولة في (12 مناسبة) وكأس العرش في (11 مناسبة)، كما فاز أيضا بكأس الكونفدرالية الإفريقية في مناسبة واحدة.
وكان الجيش الملكي يضرب به المثل، بدليل أنه كلما كان هذا الفريق في أفضل حالاته، كلما كان المنتخب المغربي متألقا، كفريق كان يطعم منتخب الأسود في السنوات الغابرة بلاعبين الممتازين، بدليل مجموعة من الأسماء التي بصمت على حضور رائع بالقلعة العسكرية.
عقد من الزمن
إن كان الجيش يضرب به المثل في الألقاب فإن ما يثار حاليا هو خصامه معها وتراجعه عن منصة التتويج، وهي وضعية في الواقع لم يتعود عليها هذا الفريق الذي يعتبر من الأندية الأكثر تتويجا في المغرب، قبل أن يتوارى عن الواجهة محليا وقاريا.
ويعود آخر لقب سجله الجيش سنة 2010 عندما فاز بكأس العرش مع المدرب دبييرو، علما أن آخر لقب على مستوى البطولة يعود لسنة 2008 مع المدرب مصطفى مديح ، أي ما يقارب عقد من الزمن، بينما يعود آخر تتويج إفريقي لسنة 2005 مع المدرب محمد فاخر، عندما توج بلقب الكونفدرالية الإفريقية على حساب دولفين النيجيري، وكل آمال العساكر أن يستعيد فريقهم نغمة الألقاب في أقرب وقت.
ذهاب كله أوجاع
وضع الجيش كل إمكانياته ليظهر بمظهر جيد هذا الموسم، وينتزع عليه جلباب التواضع الذي ضربه في المواسم الأخيرة، خاصة بعدما أعطى الفريق العسكري في الموسم الماضي خاصة في إيابه، أنه سيكون في أفضل حال، لكن كل هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح، ووجد الجيش نفسه تلاطمه النتائج غير المستقرة، ولم يسجل النتائج الإيجابية التي كان يسعى لتحقيقها.
ودب القلق في نفوس مكونات الفريق خشية أن يعاد سيناريو المواسم السابقة، وما عرفه من تراجع في النتائج، خاصة أن الخروج من كأس العرش جاء بطريقة ساذجة أمام المغرب الفاسي، كان له تأثير سلبي على كل فعاليات الفريق، وتراجعت النتائج، رغم أن الفريق العسكري وللأمانة كان يقدم مستويات جيدة.
عصا العامري
لا يملك عزيز العامري عصا سحرية لكي يعيد بسرعة توهج الجيش، لكنه آمن في بداية مشواره أنه قادر على إعادة التوازن للفريق، شريطة أن يمنح له بعض الوقت، خاصة أنه بمجرد تعاقده مع الفريق العسكري، دخل على التو أجواء المنافسة الوطنية، خاصة أنه كان مطالبا بالمصالحة مع النتائج الإيجابية التي كان يطالب بها الجمهور.
ولم تكن النتائج الإيجابية هي الهاجس التي كان يؤرق العامري، بل كان يحمل هم كيف يجعل أسلوب عمله قريبا من اللاعبين، خاصة أنه من المدربين الذين يعتمدون على التمريرات القصيرية واللعب على الهجوم، لذلك كان بحاجة لبعض الوقت ليقترب أكثر من لاعبيه وكذا عقليتهم.
راحة واستفادة
كان الجيش من أكثر الأندية التي استفادت من فترة توقف البطولة والتي دامت أكثر من شهر لسببين رئيسين، أولها أن النتائج لم تسر وفق ما كانت تشتهيه نفسية الفريق، فكان لا بد من وقت لترتيب الأوراق واستجماع القوى وكذا التفكير فيما هو آت، ثانيا لأن المدرب عزيز العامري كان بحاجة ليعيد ملأ بطارية لاعبيه، ويقترب أكثر منها، خاصة أنه لم يقم بالإستعدادات الهامة التي كانت تسبق بداية البطولة، فوجد في توقفها فرصة من أجل بدء العمل من الصفر، وتصحيح كل الشوائب التي يشكو منها سواء التقنية أو البدنية، والأكثر من ذلك تعزيز الفريق بلاعبين جدد وإغناء التركيبة البشرية.
مؤشرات إياب متألق
أبى الجيش إلا أن يتمرد على التراجع الذي ضربه، ووجه رسالة مهمة وهو يبدأ مرحلة الإياب نظير النتائج الإيجابية التي سجلها، إذ من أصل أربع مباريات سجل 3 انتصارات على حسنية أكادير والكوكب المراكشي والفتح الرباطي، وتعادل خارج الديار أمام أولمبيك أسفي، دون احتساب المباراة الخامسة التي أجراها أمس الأحد أمام أولمبيك خريبكة عن الدورة 20، وبغض النظر عن النتيجة المسجلة في هذه المباراة، فإن الفريق العسكري كسب رهان بدايته في الإياب، الشيء الذي كان يبحث عليه الفريق، لأن الجيش كان يدرك أن مواصلة اللا استقرار في نتائجه سيزيد من الضغط عليه، وأن كل مكونات الجيش لم تعد تطيق المزيد من التراجع للخلف، خاصة مع الإنتدابات التي قام بها، وكذا الجهود الحثيثة التي تقوم بها إدارة الفريق.
ولأن العبرة بالإستمرارية، فإن الجيش مطالب أن لا يتوقف عند هذا الحد، بل مطالب بالبحث عن المزيد من النتائج الإيجابية، خاصة أن زعيم الكرة المغربية قدم إشارات على قدرته بالصعود أكثر في الترتيب، ولما لا المنافسة على اللقب.
ومع دخول البطولة الثلث الأخير والحاسم، سيحمل الجيش رهان تكريس الإنطلاقة الإيجابية في مرحلة الذهاب، وحصد المزيد من الإنتصارات، خاصة أن جماهير الفريق وكل المتتبعين باتوا ينتظرون الشيء الكثير من هذا الفريق.