أسود بلا مخالب ولا أنياب
الإثنين 16 يناير 2017 - 22:11فاصل جديد من المعاناة ومع الحسرة دعانا إليه الفريق الوطني اليوم وهو يخرج من نزال الكونغو الديموقراطية عن أولى جولات الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، مهزوما ومجردا من النقاط، وبحكم معجل التنفيذ يقول بأن ثلث الحظوظ للمرور إلى الدور الربع نهائي هربت أو رميت في عرض البحر.
وككل مرة لم يكن فهود الكونغو الديموقراطية هم من هزموا أسود الأطلس ولو أنهم في النهاية سينامون اليوم وفي جيوبهم ثلاث نقاط غالية تقوي أملهم في التقدم إلى الدور الموالي، ولكن من هزم الفريق الوطني هو نفسه، رعونته، تدبيره السيء للأفضلية التي كانت له على فترات طويلة من زمن المباراة وبخاصة عدم نجاعته كلما تعلق الأمر بالبناء الهجومي.
لا يهم أن يكون فهود الكونغو قد سجلوا من أول محاولة هجومية لهم بعد إنصرام 55 دقيقة من عمر المباراة، فهذا مؤشر كبير على واقعيتهم، ولكن ما يهم أن يكون الفريق الوطني بكل ذلك الضغط الهجومي وبذلك التنويع في المبني الهجومي للشاكلة، عاجزا عن التهديف، لأن من يريد أن يربح المباريات لا بد وأن يسجل مرة أو مرات.
والحقيقة أن هذا العقم الهجومي الذي حرق فينا الأعصاب، ليس وليد اليوم بل هو وليد فترة طويلة، فهذا الفريق الوطني على سبيل المثال لا الحصر لم يسجل أي هدف في الأربع مباريات الأخيرة له رسمية كانت أو ودية، وهذا الفريق الوطني إفتقد منذ أن إنطفأ ضوء مروان الشماخ لرأس حربة صريح يحسن التكلم بلغة الأهداف.
من يسمع بأن في هيرفي رونار إصطحب معه خمس رؤوس حربة للغابون (العرابي، الناصري، بوحدوز، بوطيب ورشيد عليوي) سيقول أن هذا الفريق مرعب هجوميا ولا يتكلم إلا بلغة الأهداف، بينما الحقيقة أن كل هؤلاء لا يساووا نصف الشماخ أو حتى ربع كماتشو وصلاح الدين بصير أو حتى ثلث ميري كريمو.
وقد كان مضحكا ومبكيا أن الفريق الوطني لم يتمكن من بلوغ مرمى الكونغو الديموقراطية، برغم أنه إنتقل في المباراة الواحدة من شاكلة 3-5-2 إلى شاكلة 4-4-2 فشاكلة 4-3-3، وبرغم أن لعب برأس حربة ثم برأسي حربة ثم بثلاث رؤوس حربة، إلا أنه لم يتمكن من تركيع فريق لعب لأكثر من 15 دقيقة منقوصا من لاعب واحد وقبل ثمان دقيقة منقوصا من لاعبين.
صحيح أن هذا الفريق لم يكن يستحق الخسارة جراء التماسك الكبير الذي كان عليه والصحيح أيضا أنه لم يكن ليفوز وهو يلعب بلا مخالب ولا أنياب.