ADVERTISEMENTS

رضوان جيد: لست مستبدا ..

المنتخب: منعم بلمقدم الخميس 29 دجنبر 2016 - 11:18

سنخرج عن سياق محاورة اللاعبين والمدربين، لنقتحم خصوصيات شريك آخر أكثر أهمية وله تأثير كبير في معادلة كرة القدم ومباريات البطولة الإحترافية.
إنه التحكيم وضيفنا الخاص في هذا الحوار الإنفرادي سينقل قراء «المنتخب» لعالمه الخاص، سيبوح بأسرار لا يعرفها عنه المتتبعون، وسيدافع عن نفسه إزاء إنتقادات صريحة ومؤخرا تصريح قوي لمدرب خنيفرة ضده.
رضوان جيد أفضل حكم مغربي بالعام المنقضي بتقييم المديرية وبشهادة المباريات التي أنيطت به وكذا كونه سفير المغرب بالكان القادم إن شاء الله بالغابون، دون إطالة إليكم تفاصيل هذه المحاصرة والمحاكمة لحكمنا الدولية..

ــ المنتخب: سنحاول معك السيد رضوان جيد خلال هذا الحوار، التأسيس لثقافة الصراحة والخروج عن النمطية والمحاكمة التقليدية، ونطلب منك أن تكون مستعدا ومتعاونا كي ترد على عديد الإنتقادات التي  تطالك؟

 رضوان جيد: بكل أريحية وأنا على إستعداد للحلول ضيفا على منبركم «المحترم» والموقر، ولا يساوركم شك على أني سأكون مرنا قدر ما أستطيع ولا يوجد مانع عندي للرد، كوني واكبت وحتى قبل إحترافي هذه  المهنة متابعاتكم وتغطياتكم وكل ما ينقل فيها هو عكس لنبض ومواقف الجمهور وشركاء اللعبة.

ــ المنتخب: قبل أن نبدأ هذه المحاكمة، نهنئك أولا على ثقة الكاف التي اختارتك لتكون ضمن طاقم قضاة المباريات بالكان،ألا تعتقد أن التشريف والتكليف تأخرا بعض الشيء؟

رضوان جيد: ممكن أن يكون ما قلته صحيحا بخصوص التأخر، وسأكشف أمام المتتبع مسألة مهمة كوني منذ سنة 2012 وأنا موضوع ضمن خانة «حكام الصفوة ألف» بالكاف ولأن هناك كوطة على مستوى الإختيار فلم يحالفني الحظ في الدورات السابقة وكان الإختيار حليفا لزميلي بوشعيب لحرش.
الحمد لله «وقت ما جا الخير ينفع» وأنا سعيد بالإختيار ومستعد للتحدي وربح الرهان إن شاء وتمثيل المغرب بما يليق بتاريخ كرته وحكامه قاريا و عالميا».

ــ المنتخب: هل توقعت أن يقع عليك الإختيار بالكان القادم؟

 رضوان جيد: لم يكن عندي شك و أنا بسن 37 سنة بلغت قمة النضج أولا وثانيا بما تقلدته من مباريات مهمة قاريا وأيضا بما أنيط به من مهام كنت أستشعر أن لحظة وفرصة الكان أوشكت.
قلت لك سابقا أن هناك معيار الكوطة وأنا خبرت أجواء الكان في فئات صغرى ومتوسطة وكنت واثقا أن الغابون  سيشهد إستدعائي وهو شرف لي وللتحكيم المغربي بطبيعة الحال، إضافة للأصداء المنقولة عن المباريات التي تحملت مسؤوليتها محليا.

ــ المنتخب: السي جيد لندخل صلب الموضوع ومباشرة، أنت متهم بمعاملة المدربين مثل العبيد، القول ليس قولي بل هو قول سمير يعيش مدرب شباب خنيفرة ما قولك؟

 رضوان جيد: أقول للسي يعيش سامحه الله على إدعائه، وأنا مجرد بشر ولم أرتق لمرتبة أميز فيها بين الأحرار والعبيد، وأعود لأقول له مرة أخرى «حاشا لله» فلم يكن ذلك طبعي ولا من صميم تربيتي ولا أخلاقي.
يعيش حي يرزق ويمكنه الرد، جاءني بعد مباراة فريقه أمام الدفاع الجديدي مشتكيا فقلت له «السي يعيش سير فحالك»، لقد لمست شرارة غضب في عينه وإندفاع قوي في كلامه، فكررت له «سير فحالك»..
لا أعتقد أن ما قلته له يمنحه الحق ليقول ما قال، وأنا طلبت منه بلغتنا «يبدل الساعة بأخرى» كي لا أخطا في حقه، ولو كنت أريد به شرا لحررت في حقه تقريرا ولما تواجد أمام الكوكب في بنك الإحتياط وهي المباراة التي فتز فيها بثلاثية.

ــ  المنتخب: ألم يكن أمامك مثلا من خيار غير تلك الطريقة التي عاملته بها، هو يقول أنك عدواني ومندفع و لا تفضل الحوار مع مكونات الكرة من مدربين و لاعبين؟

 رضوان جيد: قلت لك، أني حين طلبت منه أن يعود للمستودع، فلأن النقاش بيننا لن يغير شيئا، بل ممكن أن يفضي لأشياء كارثية، تؤديه وتوذيني وهو ما لا أفضله وأرغب فيه.
في تلك المباراة كما في باقي المباريات الأمور تحسم بالقرارات داخل الميدان، ولا ينفع بعدها أي جدل لتغيير الأمر وأنا متحمل لمسؤوليتي وكما يرفض أي مدرب مثلا التدخل في إختصاصاته فأنا أرفض أن يتدخل في إختصاصاتي لأني تابع لجهاز هو المخول له تقييم مردودي و محاكمتي.

ــ المنتخب: هناك عدد من اللاعبين الذين يؤكدون لنا أنهم يخشون قيادتك للمباريات بسبب صرامتك؟

 رضوان جيد: ماذا يقصدون بالصرامة؟ هناك صافرة واحدة يصدر منها نفس الصوت وهناك قرارات يعرفها الكل في الكرة، الخطأ أو الطاكل أو لمسة يد أو تصرف غير 
رياضي و غيرها..
لا أفهم المقصود بالصرامة لأنه أمر غير مقبول أن يكون التقييم صادر بهذا الشكل سواء منهم أو غيرهم.

المنتخب: هم يؤكدون أنه بخلاف بعض الحكام الذين يتبادلون معهم لغة الحوار، أنت تقفل هذا الباب بوجههم؟

رضوان جيد: هذا ليس إسمه صرامة، هذا سلوك ومبدأ أنا مقتنع تماما به ولا يعكس شيئا، فلا هون يعكس أني متكبر ولا أني عدواني و لا يمنح الحق لأحد ليقول أني أعامله كالعبيد.
في ثقافتنا وتربيتنا المغربية نقول أن الحوار الذي يتجاوز أحيانا حدوده «كيعلم الضسارة» وأنا أريد أن أحفظ للصافرة والمهنة هيبتها ووقارها بان يكون ما يجمعني مع اللاعب او المدرب هي نفس الصافرة وهي مثل «سونيط ألارم» يصدر صوتا حين يتجاوز أحدهم الحدود المسموح بها.
لو فتحنا المجال للحوار والنقاش لربما انقلبت الأمور لضدها ولما قادت لنتيجة طيبة ولنطق أحدهم مثلا إن جيد قال لنا كذا وكذا ولافترى البعض وأنا لا أريد أوجاعا وأطبق ما تعلمته وبضمير مرتاح.

ــ المنتخب: يقولون أن لغة حوارك إن حدثت فإنها بلهجة صارمة وملامحك تثير الإرتباك أحيانا، بالدارجة لا تبتسم بوجههم؟

 رضوان جيد: وهل تعتقد أنت أنه حين تبتسم بوجه لاعب وتطرده يمكن أن نسمي هذا رومانسية أو «لاكلاس»؟ هذا تصنع وأنا أرفض هذه السينما والإستعراض وتربيت تربية مبنية على الوضوح وليس النفاق.
من يحاكم وينتقد رضوان جيد فلكن الأمر مبنيا على المردود وما تنطق به الصافرة وليس على ما تنطق به ملامحي فهذا أمر لا يعنيهم في شيء، علاقتي باللاعبين طيبة وحين نلج الملعب القانون يعلو علينا جميعا ومرارا عدت معهم في نفس الطائرة كما حدث مع لاعبي الوداد مؤخرا وتبادلنا النقاش والحوار وأنا بشر ولست « هولاكو» كي أثير هلع و خوف البعض.

ــ المنتخب: هناك من يقول أنك إستلهمت بعضا من صرامة وجدية ملامح الإيطالي الشهير كولينا؟

 رضوان جيد: أنا مغربي وإبن سوس وأفتخر بمغربيتي ولم أضع في يوم من الأيام حكما لأقلده ولا لأسير على نهجه، تربيت على مناهج السيد الوالد وصاحبته في خرجاته وجلساته وفي المقهي وطريقة تصرفه حتى معنا كأسرة.
أنا مغربي وإستلهمت روح القيادة من حكامنا كما قلت، من الوالد ومن السي يحيى حدقة وأنا هنا لا أجامله ومن الحاج الكزاز والمرحوم بلقولة ومن العرجون..ومرة أخرى أؤكد أن جيد ماركة مغربية خالصة لا تتصنع ولن تتغير لأن الأمر مرتبط بالطبع وليس التطبع.

ــ المنتخب: برأيك ما الذي يفضي هذا الموسم لكل هذا البوليميك بالتحكيم بالبطولة؟

 رضوان جيد: الأمر مرتبط بالثقة الغائبة، الفريق في شخص اللاعب والمدرب وحتى المسبر وما غن يأتي للملعب حتى يضع الحكم عجوا له وكون الحكم قادم بنوايا سيئة للإضرار به.
والحكم بدوره يتحمل المسؤولية وينظر لكل هذه الأطراف على أنها أعداء، نحن بحاجة لمقاربة تعيد الثقة للأجواء والصفاء للمحيط ويمكنني الجزم على أنه لا يوجد حكم يقطع الطرقات ليلحق الضرر بفريق أو يتربص به والخطأ جزء من اللعبة.

ــ المنتخب: مادور المديرية ولجنة التحكيم في هذا الصدد؟

 رضوان جيد: لا يمكن غلا أن أثني على الأدوار التي تقوم بها المديرية وهذه ليست مجاملة بل حقيقة، التواصل أصبح أكبر والدورات التكوينية صارت تستغرق بشراكة مع الإدارة التقنية أسبوعين وأكثر و ليس 3 أيام ولو واصلنا بهذا الإيقاع وكان الإنفتاح أكبر سنحقق بكل تأكيد مكاسب بالجملة.

ــ المنتخب: كيف تنظر لأداء زملائك هذا الموسم و من تراه من أبناء الجيل الصاعد قادرا على التميز؟.

 رضوان جيد: أرفض أن أتولى دور التقييم لزملاء لي، لأن هناك أجهزة مخول لها الأمر لكن غن أمكنني الدفاع عن الرفاق فأنا سأدافع عنهم كوني أتأسف لما يروج حاليا في الساحة، فلا أنا مع الأخطاء التي ترتكب وهي واردة في اللعبة ولا أنا مع الحدة التي تتم بها المحاكمة وليس بهذا الشكل سنصلح الأمور.
قلت لك أن مقاربة الإنفتاح والحوار وتبادل الأفكار وخاصة تبادل الثقة هي الحل، وبخصوص من أراه مؤهلا ليلعب دورا متميزا بالمستقبل فهو جلال جيد وهو شاب واعد لا صله له بي ولا هو قريبي لمني أراه وجها للمستقبل إن شاء الله وترقبوه.

المنتخب: كيف يعالج جيد تقنية الفيديو بملاعب الكرة؟

 رضوان جيد: الحكم هو للفيفا ولأصحاب القرار، لكن كموقف خاص بي أعتقد انه حين يعلم الكم أن هناك جهازا يتعقبه ويمكن أنه يصلح أخطاءه فهذا سيقتل داخله جانب اليقظة والتوثب والحرص على البقاء حذرا طيلة المباراة.
في مطلق الأحوال الكرة خلقت بالفطرة والأخطاء وهو ملح يضيف لها البوليميك والبوليميك يضفي رونقا خاصا عليها.

ــ المنتخب: بعد الكان أي رهانات لجيد، وكلمة تختم بها هذه المحاكمة؟

 رضوان جيد: قبل أي مباراة أتحدث مع مساعدي وأقول لهم أننا بدورنا فريق علينا أن تخرج من المباراة منتصرين، بالكان أنا مع رضوان عشيق وسأحاول تمثيل المغرب بشكل مشرف وأتمنى بالموازاة حظا موفقا للأسود في هذا المحفل القاري.
أتمنى أن أحظى بثقة الكاف للذهاب بعيدا في المسابقة لأن هذا الكان هو جسر عبور لتزاهرة أهم وهي المونديال وهو حلم مشروع ألاحقه وسأسعى خلفه إن شاء الله.
 «ورسالتي لمن يصوب سهامه اتجاه جيد أقول لهم: لا تحاكموا الناس بالظواهر، الجوهر يخفي في الغالب عكس ما يظهر أمامكم».

بطاقته:
الإسم الكامل: رضوان جيد
تاريخ الإزدياد:5 أبريل 1979
مكان الإزدياد: أكادير
الحالة العائلية: متزوج 
أب ل 3 بنات:إيناس- إسلام- أسراء
صفته: حكم دولي منذ 2009
مبارياته بالموسم الحالي:9 مباريتات بالبطولة الإحترافية لغاية الدورة 13
قاد مباراة نهائي كأس العرش للموسم الحالي (الم. الفاسي و أو. آسفي)
قاد 3 مباريات الديربي- وعديد مباريات الكلاسيكو
قاريا وعربيا: يشارك في الكان لأول مرة 2017- شارك في دورة أمم إفريقيا أقل من 17 سنة بالمغرب 2013- أمم إفريقيا أقل من 17 سنة 2015 بالسينغال وأقل من 19 سنة بالسينغال- دورة الشان 2014 بجنوب إفريقيا- الألعاب العربية 2011- كأس العرب 2012) وعديد مباريات عصبة الأبطال وكأس الكاف وتصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا- مباراة برشلونة والرجاء- الوداد ومالقا- باريس سان جرمان وأنتر ميلانو

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS