المفاتيح التقنية والتكتيكية والبشرية التي ستحسم النهائي الحلم
الجمعة 18 نونبر 2016 - 13:04لأن ما يميز كأس العرش هو طابع المفاجأة التي تجعل منه منافسة مثيرة تحمل في طياتها كل أنواع التشويق، فإن أغلب المتتبعين لم يتكهنوا ببلوغ أولمبيك أسفي والمغرب الفاسي النهائي الحلم، فضاعت أوراق أقطاب الكرة المغربية وسقطت تباعا مع توالي الأدوار، قبل أن يصل نهائي العيون فريق يمارس بالقسم الثاني، وآخر يبحث عن توازنه في البطولة، ورغم أن طبق النهائي حمل فريقين فاجآ الجميع، إلا أن الإثارة مضمونة والصراع سيكون على أشده، لأنه بكل بساطة نهائي الكأس الفخرية الذي يتمنى كل فريق أن يعانقه، حيث هناك أسرار ومفاتيح ستكون من دون شك حاسمة للصعود إلى منصة التتويج.
السلاح التكتيكي
أكثر ما يميز المباريات النهائية وخاصة نهائي الكأس هو الصراع التكتيكي، إذ غالبا ما يضع كل طرف التكتيك المناسب من أجل إسقاط الآخر، لذلك درس كل مدرب نقاط قوة وضعف الآخر، ووضع الأسلوب الذي يضعف الخصم من جانب، ثم يعبد الطريق للصعود على منصة التتويج من جانب آخر.
النهائي هو أيضا مناسبة لعرض فكر كل مدرب وفلسفته ومدى نجاعة الأسلوب الذي وضعها، ما دام أن النهائي سيحسم في مباراة واحدة وسيمنحنا فريقا منتصرا وآخر مندحرا، وبالتالي ليس هناك مجال للتعويض على غرار مباريات البطولة، لذلك سيضع هشام الدميعي مدرب أولمبيك أسفي وطارق السكتيوي مدرب المغرب المغرب الفاسي كل إمكانياتهما وكذا تجاربهما لتحقيق روعة الإنتصار، وينتظر أن يكون الصراع تكتيكيا مائة في المائة وعنيفا فوق البساط الأخضر، حيث يبقى السؤال هو من سينجح في حسم هذه المعركة التكتيكية؟
الدميعي الماكر
عندما نقلب أوراق المدرب هشام الدميعي خلال تدريبه الكوكب المراكشي، سيتأكد أن لنا أنه من المدربين الذين يجيدون سد المنافذ على الخصم ومتخصص في الصرامة التكتيكية، التي كانت السر الكبير وراء النتائج الملفتة التي سبق أن حققها مع فارس النخيل، حيث ظل وفيا لهذا النهج إلى أن غادره.
وعندما انتقل الدميعي إلى أولمبيك أسفي حمل معه هذا الفكر التكتيكي ووضع أيضا أسسه في عقلية القرش المسفيوي، ورغم أن الأخير وجد صعوبة وهو يغوص في وحل البطولة بدليل النتائج المتواضعة التي سجلها، إلا أن هذا الأسلوب كان ناجعا في منافسة الكأس، حيث حسم الأدوار السابقة لصالحه بفضل التكتيك الماكر، ولنا في مباراة النصف أمام الدفاع الجديدي خاصة في الإياب أبرز مثال لفلسفة الدميعي التكتيكية وإجادته قلب الطاولة على خصومه بطريقة مباغتة، والأكيد أن الدميعي سيستعين بسلاح هذه الصرامة التكتيكية أمام المغرب الفاسي، خاصة أنه يعرف أن بينه وبين الكـأس 90 دقيقة أو ثلثها إن كان حتميا اللجوء للشوطين الإضافيين، وبالتالي ينتظر أن يكون صارما في تعامله مع مجريات المباراة، حتى ولو اقتضى الأمر التضحية بما هو فني وتقني.
السكتيوي ليس أقل مكرا
تشبع طارق السكتيوي بالفكر الإحترافي الأوروبي بحكم أنه تنقل بين مجموعة من المدراس الكروية في مشواره كلاعب، ولعب في مجموعة من البطولات الأوروبية ، من المغرب إلى فرنسا وهولندا والبرتغال، كل هذه التجارب راكمت لديه تجارب مهمة، وطبعا انعكس ذلك على فكره التكتيكي، وقد تابعنا كيف نجح في إسقاط خصوم من العيار الثقيل في الكأس، من الوداد إلى الجيش ثم اتحاد طنجة، ولم يكن هذا الإنجاز وتجاوزه لأندية من هذه القيمة بمحض الصدفة وإنما لكون الرجل كان يضع التكتيك المناسب، إذ يمكن القول أن ما حسم فوزه على مدربين من قيمة الويلزي طوشاك والمغربي عبدالمالك العزيز والجزائري عبد الحق بنشيخة هو الجانب التكتيكي، حيث تفوق عليهم بامتياز، بل وحتى عندما يجد نفسية في وضعيات، صعبة على غرار الإياب أمام الجيش واتحاد طنجة.
لذلك فالسكتيوي لا يقل مكرا عن الدميعي ولا ذكاءا، ما دام أن السلاح التكتيكي يظل حاضرا في فكره، وقد يشكل أيضا عائقا أمام طموحات الدميعي، ذلك أن المدربين تقريبا من جيل واحد، ويحملان فكرا متشابها، ولهما نفس درجة الحماس، وتلك أمور قد تزيد من قوة الإصطدام في العيون.
فتوة بين الخشبات
ولأن المدربين معا يؤمنان بحماس الشباب والفتوة، كان لا بد من تأكيد ذلك، والدليل أنهما يضعان إسمان واعدان في أصعب مركز، حيث الخطأ يكون فيه ممنوعا والتألق فيه يجعل الفوز مضمونا، الأمر يتعلق بحراسة المرمى التي تبقى أيضا السر الآخر في تألق الفريقين في مشوارهما، لذلك كان لا بد من تسليط الضوء على تألق حارسي الفريقين منذ بداية المشوار.
يحيى الفيلالي الحارس الذي وقع في الموسم الماضي للمغرب الفاسي وظل رهين كرسي الإحتياط لعزيز الكيناني، وجد الفرصة مواتية هذا الموسم بعد رحيل الأخير لينقض على الرسمية، إذ لم يخيب ظن الطاقم التقني وقدم مباريات في المستوى، وكان حاسما في جل المباريات، لذلك سيكون هذا الحارس الواعد طرفا في هذا النهائي وواحدا من كلمات سر النمور الصفر.
في الجانب الآخر منح المدرب هشام الدميعي الفرصة للحارس المختار مجيد على حساب صاحب التجربة الحمودي، الدميعي اتخذ هذا القرار رغم قلة تجربة حارسه، الذي أبان عن مواهب كبيرة، وينتظر أن يزج به مجددا كرسمي، ما دام أنه أخذ إيقاع المباريات، وقد يخبئ أيضا ورقة الحمودي لضربات الترجيح على غرار ما فعله في نصف النهائي أمام الدفاع الجديدي، للإستفادة من تجربته وللتأثير على الخصم.
دفاع بشعار التجربة
في المنطقة الدفاعية يضع المدرب الدميعي ألغاما رصيدها التجربة، والواقع أن هذه الخطوة لن تعتبر مفاجئة إذا ما عرفنا أن الأخير يميل إلى الصرامة التكتيكية وتحصين مرماه، لذلك نجد لاعبين من ذوي الخبرة سيراهن عليهم في هذه الجبهة، من قيمة ياسين الرامي وعبدالفتاح بوخريص وماتياس وأيت الخرصة.
بالمقابل يبقى عنصر الشباب والتجربة هو ما يسيطر على دفاع السكتيوي، بخلاف خصمه، لاعبون من أمثال بريغل وفراس والولادي والخلفي، سيتحملون مهمة الذود عن منطقتهم، كما فعلوا في الأدوار السالفة، بدليل أن الأهداف التي دخلت مرمى الفريق الأصفر مقارنة بالقرش المسفيوي، لذلك ينتظر أن يكون الدفاع واحدا من التفاصيل والأسرار التي يحملها هذا النهائي، رغم الفوارق على مستوى التجربة والخبرة، وكذا الأسماء التي تؤثث دفاع كل طرف.
بوا أم مادي
الصراع سيكون منتظرا في الوسط، ما دام أن نقطة ارتكاز كل مدرب هي معركة الوسط والتى تسيدها وحسمها، لذلك سي