جمال السلامي يرسم أبعاد الرديف:
الأحد 13 نونبر 2016 - 18:34أضع معايير لإنتقاء اللاعبين ومقتنع بكل من أستدعيهم
بعدما أخذ زمام المنتخب الرديف لم يتوان جمال السلامي في متابعة عدد كبير من اللاعبين من أجل إنتقاء أجود العناصر وضمها لكتيبة يسعى لتجهيزها لدخول إقصائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بكينيا، ووضعها بالموازاة تحت مجهر الناخب الوطني هيرفي رونار لاختيار أجودها.
بصمت يشتغل السلامي ويراهن على خلق منتخب منسجم، ودون ضجيج يتحرك هذا الإطار الوطني بين مختلف ملاعب المملكة لمراقبة ورصد لاعبيه رفقة أنديتهم عن قرب، وبثقة في النفس يتطلع لأن يكون رقما صعبا في معادلة النجاح كمدرب مغربي يحلم بتقديم أوراق إعتماده أمام المغاربة كافة، لذلك لم تتأخر «المنتخب» في كشف فلسفته في العمل وتوجهت إليه بأسئلة اللحظة.
- المنتخب: المنتخب الوطني الرديف دخل معسكره الإعدادي إستعدادا لمواجهة منتخب فلسطين، بعد مجموعة من المباريات الودية التي خاضها في الأونة الأخيرة، ما هو البرنامج الذي سطرتموه قبيل مباراة الإثنين المقبل؟
السلامي: نتدرب بشكل عادي في ملحق مركب الأمير مولاي عبد الله، ونحرص على أن تكون التحضيرات بشكل جدي، من أجل خلق المزيد من التناغم والإنسجام بين لاعبي المنتخب المغربي الذين وضعنا فيهم الثقة، نركز على خلق فلسفة لعب موحدة تنبني بالأساس على خلق المزيد من التفاهم بين العناصر الوطنية، التي تعرف بأن المنتخب الرديف هو بوابة للإطلال منها على المنتخب الأول، لذا فكل عنصر يتألق رفقتنا تكون حظوظه كبيرة من أجل اللحاق بكتيبة رونار.
نحرص على خوض تمارين تجمع بين كل ما هو بدني وتكتيكي، ونأمل في أن نواصل الحضور بشكل جيد ونحقق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الفلسطيني ولو وديا، مثلما كان عليه الحال أمام الأردن، وقبلها ضد الكاميرون وكذا ليبيريا، أظن أن كل هذه المباريات التي خضناها مكنتنا لحد الآن من تكوين منتخب محلي قوي، لن يغلق أبوابه في وجه كل من تألق داخل ناديه.
- المنتخب: ما هي المعايير التي تعتمدونها لاختيار المنافسين لإجراء المباريات الودية؟
السلامي: حرصنا على مواجهة منتخبات عربية كالأردن وفلسطين، بإعتبار أن إقصائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين سنواجه فيها منتخبات عربية من شمال إفريقيا، ناهيك عن مواجهتنا لمنتخبات إفريقية مميزة كالكاميرون وليبيريا، في إنتظار مباريات ودية قادمة، كل هذا ندرسه جيدا من أجل أن تنعكس التحضيرات بشكل جيد على العناصر الوطنية.
سنواصل العمل بجدية من أجل التحضير بشكل جيد للإستحقاقات التي تنتظرنا، وأتمنى صادقا أن نوفق في تكوين منتخب قوي بإمكانه أن يؤكد حضوره ويرفع الراية الوطنية عاليا.
- المنتخب: تحضر رفقة المنتخب المحلي وتجهزه لدخول إقصائيات «الشان»، لماذا تعمل على إستدعاء بعض الوجوه المحترفة بأوروبا وأنت تعرف أنها لن تلعب تصفيات «الشان»؟
السلامي: الأمر واضح، نعمل على استدعاء بعض الوجوه المحترفة بأوروبا من أجل وضعها تحت المجهر لتكون أمام أعين الناخب الوطني هيرفي رونار، فكما ذكرت فكل العناصر التي نستدعيها حظوظها تكبر من أجل اللحاق بالمنتخب الأول.
نحاول إختيار أجود العناصر الممارسة بالبطولة الوطنية، ومنذ إلتحاقي على رأس الطاقم التقني للمحليين أحرص على متابعة عدد كبير من المباريات من داخل الملاعب لتقييم مردود كافة اللاعبين الذين أستدعيهم، والفرصة تكون مناسبة بالنسبة لي من أجل إلحاق بعض الوجوه الجديدة بالفريق الوطني، على أنني لن أتسامح مع كل لاعب يتهاون أو يتراجع مستواه.
- المنتخب: كثر القيل والقال بعد إستدعائك للاعب رضا هجهوج الفاقد للتنافسية رفقة الوداد، وكذا الحارس رضا التكناوتي البديل في نهضة بركان، ماذا تقول في هذا الصدد؟
السلامي: أولا لا بد من التأكيد على أنني أركز على تنافسية أي لاعب داخل ناديه من أجل إستدعائه لصفوف المنتخب المغربي، وإذا تابعتم الاسماء التي إستدعيتها فأظن أن العديد من المتابعين سيجمعون على مدى إستحقاقهم تمثيل القميص الوطني.
ما يتعلق بالهجهوج أظن بأن هذا اللاعب ورغم فترة الفراغ التي مر منها، قادر على العودة بقوة للواجهة، ففي كل مناسبة يحضر فيها رفقة المنتخب المحلي يؤكد على علو كعبه، ويحضر رفقتنا بقوة، وحتى رفقة فريقه الوداد فاللاعب سيعود بالتدريج، وإن لم يتمكن من فرض ذاته فلن يواصل حضوره رفقتنا وهذا أمر بديهي.
وبخصوص الحارس التكناوتي فإننا إستدعيناه برفقة بنعاشور والمحمدي وكذا العصيمي، ومنحناه الفرصة لأنه شاب، فهو من مواليد سنة 1996 والمستقبل كله أمامه من أجل تطوير مؤهلاته، بإعتراف مدرب الحارس سعيد بادو الذي أثنى عليه كثيرا ويتنبأ له بمستقبل كبير.
- المنتخب: إستدعاء اللاعبين للمنتخب الرديف، هل يتم بتوافق بينك وبين الناخب الوطني هيرفي رونار؟
السلامي: كما ذكرت بعد مراقبتي لكافة اللاعبين رفقة أنديتهم أعمل على تقييم مستوى كل لاعب، ومدى تطور مستواه من عدمه، ومن ثم أعمل على وضع لائحة اللاعبين الذين أقتنع بهم، وأعرضها على أنظار الناخب الوطني رونار الذي يضع بالموازاة مع ذلك لائحة المنتخب الأول، وإن أراد الإستعانة بلاعب أو إثنين يمارسان رفقتنا، فيبقى له الحق في ذلك متى أراد، كما كان عليه الحال مع اللاعبين وليد أزارو والمدافع بدر بانون.
المهم من كل هذا أن رونار يؤكد صحة الكلام ونوعية الخطاب الذي أوجهه للاعبي المنتخب الرديف، حيث أحرص على التأكيد بأن المنتخب الرديف بوابة من أجل اللحاق بالمنتخب الأول ومن أراد ذلك ما عليه سوى الإشتغال بجدية من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى من ورائها.
عموما ما يجب أن يعرفه جمهور المنتخب المغربي وكافة الأطراف المتداخلة فيه هو بأننا نشتغل بضمير مهني، ولا نتعرض لأي ضغط في عملنا والحمد لله، نقوم بشغلنا دون محاباة أحد، ولحد الآن نسير في الإتجاه الصحيح.
- المنتخب: خوض مباريات ودية بالمغرب وخارجه، أكيد بأنه ينعكس بالإيجاب على مردود العناصر الوطنية، ماذا تقول في هذا الصدد؟
السلامي: بطبيعة الحال لم نعد نكتفي بخوض مباريات داخل المغرب، فقد واجهنا الكاميرون يميدانهم، ليكون حجم الإستفادة كبيرا، وحتى في المباريات الودية المقبلة سنحاول بأن نلعب في الخارج كي يحتك هذا الجيل من اللاعبين مع مدارس كروية مختلفة.
- المنتخب: راج حديث عن إمكانية مواجهة منتخب جورجيا وديا، هل هناك فعلا إستفادة من منازلة منتخبات أوروبية غير مصنفة؟
السلامي: لحد الآن مواجهة جورجيا غير واردة، كانت هناك إمكانية لمواجهة منتخب غينيا الإستوائية، وكذا فلسطين التي سننازلها يوم الإثنين، وما دمت قد تحدث عن الوديات لا بد من التأكيد أننا ندرس المنافسين بشكل جيد قبل إعطاء الضوء الأخضر لمواجهتهم، ما يؤكد أن نعرف حجم الإستفادة من اللقاءات الودية حتى قبل خوضها.
- المنتخب: كيف تحاول خلق جسور التواصل بين اللاعبين المحليين الممارسين بالبطولة، والأسماء القادمة من أوروبا داخل مسعكر المنتخب الوطني؟
السلامي: المنتخب الوطني هو ملك للجميع ولا نفرق داخله بين محلي ممارس بالمغرب وآخر قادم من أوروبا، فعلى سبيل المثال حاولنا إستدعاء اللاعب الشاب هشام مستور لأن أمامه هامش كبير من أجل ان يطور مؤهلاته، شأنه في ذلك شأن سفيان أمرابط لاعب أوتريخت وكذلك أشرف حكيمي لاعب ريال مدريد كاستيا، ناهيك عن زكرياء العزوزي القادم من سبارتا روتردام. وكذلك إسماعيل حميدات لاعب فيتشينزا الإيطالي.
جسور التواصل قائمة بين مختلف اللاعبين، وفي عملنا داخل الطاقم التقني لا نميز بين اللاعبين، ونتحدث معهم بنفس اللغة ليشتغلوا في التداريب بجدية، فشخصيا أحرص على أن تكون التحضيرات على أعلى مستوى.
أراقب تحركات العناصر القادمة من أوروبا عن قرب وأحكم على مستواها، ومدى قدرتها على الإندماج، وأدون تقاريري الخاصة، ولا أترك أي شيء للصدفة فيما يخص نوعية العلاقة التي تربط بين أبناء الوطن الواحد، والذين نستغل تواريخ الفيفا من أجل جمعهم.
- المنتخب: تراعي عامل السن كثيرا عند توجيهك الدعوة للاعبي المنتخب الرديف، وأبرز العناصر التي تحضر رفقتك من الشباب، هل معيار السن بالنسبة لك ثابث ولا يتغير؟
السلامي: نحن نجهز هذا الجيل لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، التي ستنطلق في كينيا بعد أزيد من عام، لذلك نحاول إحترام معيار السن عندما نوجه الدعوة للاعبين الذين نشتغل رفقتهم.
أظن أن العمل مع لاعبين بسن كبيرة لن يكون في صالحنا ولا في صالحهم، ما دام أنني أشتغل على تجهيز جيل بإمكانه ضمان العبور لنهائيات «الشان»، وفي نفس الوقت بإمكانه أن يقنع الناخب الوطني رونار بإمكانياته.
أريد أن أجعل من المنتخب الرديف مشتلا حقيقيا يجد فيه رونار العديد من اللاعبين الجاهزين كلما كانت الحاجة ما سة إليهم.
- المنتخب: لحاق أزارو وبانون بالمنتخب الأول سيحمس باقي لاعبي المنتخب الرديف، أليس كذلك؟
السلامي: بطبيعة الحال إلتحاق وليد أزارو وكذا بدر بانون سيحمس العناصر الوطنية من أجل بذل مجهودات كبيرة للحاق بالمنتخب الأول، أتمنى صراحة أن يحالف الحظ عناصر أخرى لتصعد للإشتغال رفقة رونار ولو في ظل صعوبة المهمة، لكن كل لاعب طموح يريد تحقيق أهدافه سيشتغل لكي يصل إلى أعلى مستوى.
- المنتخب: المنتخب الأول رفقة رونار سيواجه كوت ديفوار في إصطدام صعب، كيف تقرأ سيناريو هذه المواجهة؟
السلامي: بداية أتمنى حظا موفقا للمنتخب المغربي خلال مواجهته لكوت ديفوار، وسيكون رائعا تحقيق الإنتصار بالمغرب أمام الجمهور المغربي بملعب مراكش الذي سيشهد حضورا جماهيريا كبيرا، أملي في أن يفيد الفريق الوطني بدعمه من المدرجات.
إن تجاوزنا عقبة كوت ديفور سنواصل مسيرتنا بنجاح في الإقصائيات، فشخصيا أعتبر النقطة التي حققناها في الغابون إيجابية، ولكنها لن تكون مفيدة إلا بالفوز على الفيلة بملعبنا.
- المنتخب: سنفتقد خدمات اللاعب كريم الأحمدي في الوسط، أكيد أنها ضربة كبيرة تلقاها الفريق الوطني؟
السلامي: من سوء حظنا أن الأحمدي سيغيب عن المنتخب المغربي في هذه المباراة القوية، فلاعب فاينورد أصبح ركيزة أساسية يعتمد عليها رونار، أتمنى أن يتمكن الأخير من توظيف لاعب بإمكانه أن يقدم الإضافة، ويقوم بنفس الدور الذي يلعبه كريم وبخاصة في عملية الربط بين الدفاع والوسط.
- المنتخب: المنتخب الإيفواري يغيب عنه بعض النجوم، ما يؤكد أن حظوظنا ستكون متساوية أمامه؟
السلامي: العناصر التي قد تحضر مكان اللاعبين الذين سيغيبون بإمكانهم أن يلعبوا بطريقة أفضل، لذلك لا يمكن أن نفرح كثيرا بغيابات المنتخب الإيفواري، ويجب أن نحتاط من كل العناصر التي سنواجهها يوم المباراة.
من الصعب التنبؤ بالمنتخب الذي سيحسم المواجهة لصالحه،لكنني متأكد أن المنتخب المغربي لن يدخر أي مجهود لتحقيق نتيجة الفوز أمام منتخب كوت ديفوار.