كيف تمكن سواريز "الوحش" من السيطرة على انفعالاته؟
السبت 12 نونبر 2016 - 18:57
قرر لويس سواريز بدأ مرحلة جديدة في مسيرته الكروية منذ انضمامه لبرشلونة ولم ينظر للماضي أبدًا، الدولي الأوروغوياني فاز بالثلاثية في أول موسم له مع النادي الكاطالوني وأضاف لها الثنائية المحلية الموسم الماضي، كما شكّل قوة هجومية ضاربة برفقة ليونيل ميسي ونيمار وسجلوا 59 هدفًا حتى الآن في كل المسابقات.
وعلى الرغم من ذلك فإن الحياة في برشلونة لم تكن سهلة للمُهاجم الذي وصل من ليفربول مقابل 81 مليون اورو، خصوصًا بعد ما حدث في نهائيات كأس العالم عندما اعتدى على جورجيو كيّليني قلب دفاع إيطاليا بالعضّ ليتم إيقافه عن اللعب لعدة أشهر من قبل الفيفا.
وتأخر أول ظهور لسواريز مع برشلونة لمدة شهرين قبل أن يلعب مباراة ودية استعدادًا لخوض أول مباراة تنافسية له، كانت في الكلاسيكو والذي انتهى بخسارتهم 3-1 ضد ريال مدريد، حيث ظهر بوزنٍ زائد وشكل غير لائق.
وبعيدًا عن ذلك، كان هناك حديث أهم في وسائل الإعلام بخصوص مشاكل سواريز، هل سيتمكن من التحكم بأعصابه؟ هل كان على برشلونة التعاقد مع مُهاجم آخر؟ البعض قال إنها مسألة وقت قبل أن يقع سواريز في مشكلة أخرى مع أحد خصومه.
سواريز تحدث في ذلك الوقت عن عقوبة الفيفا "عاملوني أسوأ من الهوليجانز، لأن إيقاف أحدهم عن لعب مباراة كرة قدم أو خوض حصة تدريبية، هو أمر غير مفهوم، لأربعة أشهر لم أكن قادرًا على لعب مباراة تنافسية، إيقافي لعامين عن لعب مباريات دولية كثير جدًا، الأمر أسوأ من أن تسقط في اختبار منشطات".
خلال الفترة التي قضاها في برشلونة دون لعب، بدأ سواريز التفكير في أفعاله، زوجته قدّمت له دعمًا كبيرًا، هو يعرفها منذ كان مراهقًا "صوفيا ساعدتني على تصحيح سلوكي، أصبحت أدرك من هم أصدقائي" تحدث في مقابلة مع أحد الصحف قبل انطلاقة كأس العالم 2014.
في برشلونة وجد سواريز نفسه محاطًا بدعمٍ جماهيري كبير، كما كوّن علاقات قوية مع زملائه الجدد مثل ميسي، نيمار، خافيير ماسكيرانو وأندريس إنييستا، لكن صوفيا كانت مُجددًا أكثر من ساعده على تفادي الفترة الصعبة، صوفيا تحدثت لوسائل الإعلام عن واقعة العضّ "في ذلك اليوم اتصلت به وسألته عمّا فعله، رد عليّ ‘ماذا؟’ الشيء نفسه حدث في إنجلترا، قلت له ‘مُجددًا؟’ رد عليّ ‘لم أفعل شيئًا، ألستِ سعيدة بتأهل الأوروغواي؟’".
قضى سواريز قليلًا من الوقت يحاول البحث عن ذاته "لم أطلب السماح من أحد، لم أكن أريد تصديق ما حدث، كانت أيامًا صعبة، عدت إلى الأوروغواي بعد انتهاء مشاركتنا في كأس العالم، الناس كانوا يأتون إليّ، أنا أقدر الدعم الذي قدموه لي، لكنّي كنت بحاجة دعم زملائي فوق أرض الملعب".
وأضاف "كنت أقدم كل ما لدي طوال أربع سنوات لأصل إلى كأس العالم، كل هذا تم نسيانه بسبب خطأ واحد، تمت معاملتي وكأني مُجرم، كان هذا قاسيًا".
كان سواريز قد اعتاد السفر من الأوروغواي إلى برشلونة لرؤية صوفيا، حيث انتقلت للعيش هناك مع والديها منذ وقتٍ طويل، ثم تزوجها في 2009 وانتقل للعيش معها في هولندا، فلم يكن من الصعب عليهما العيش في برشلونة مُجددًا في 2014.
ومع برشلونة، كانت بداية جديدة بالفعل، سواريز تعهد بتحسين سلوكه من أجل عائلته التي أصبحت تضم ولدين، وعلى الرغم من بعض الحالات التي بدا فيها سواريز غاضبًا في إسبانيا، إلا أن رد فعله لم يصل إلى تكرار ما فعله مع كيّليني، عثمان بقّال (عندما كان لاعبًا في صفوف أياكس) وبرانيسلاف إيفانوفيتش (عندما كان لاعبًا في صفوف ليفربول).
خلال فترته في الأنفيلد، تم اتهام سواريز بالعنصرية بعد إساءته لباتريس إيفرا، ظهير أيسر مانشستر يونايتد، كما شعر وأنه مستهدف من الباباريتزي في إنجلترا، بينما كان ستيفن جيرارد هو الصديق الأقرب إليه.
وفي برشلونة حصل لويس على الدعم الذي كان يُريده، مع الشكر لعائلته ولميسي، نيمار، ماسكيرانو وإنييستا، تمكن من التخلص من ردود فعله الغاضبة، ووصل إلى النسخة الأكثر نضجًا من لويس سواريز.
غول