الغابون ـ المغرب: المونديال الموعود شفرته تبدأ باصطياد الفهود
الجمعة 07 أكتوبر 2016 - 20:49بسم الله مجراها ومرساها..
نقولها هذه المرة ونحن نلهج بالدعاء أكثر من ذي مضى ومن قبل كي ينتهي بون الفراق مع المونديال، وتعود شمس الكرة المغربية لتشرق بهذا المحفل العالمي وهي التي تخلفت عنه لما يربو عن عقدين من الزمن.
من فرانس فيل ستلوح الخيوط الأولى لما يمكن أن يكون عليه نهاية التصفيات، ذلك أن التاريخ يشهد على تأثير المباريات الأولى على بقية المشوار.
الأسود مع مدرب خبير بالأدغال إختار هذه المرة تحضيرا مغايرة وبمقاربة مختلفة لمواجهة منتخب غابوني متطور ومتحفز ليقدم أمام أنصاره نسخة للمنتخب الذي سيحظى بشرف استقبال الكان القادم وللفوز به أيضا.
أي خطة وأي تكتيك سيعتمده رونار؟ وأين تكمن نقاط قوة و ضعف الغريم؟ تابعوا..
سفر تحضيري بمقاربة واقعية
ما يحسب لرونار وسبحسب له مرجعا يمكن الرجوع إليه إن هو أتى بالفائدة وأتى جدواه مستقبلا، هو اختياره بلدا إفريقيا للتحضير للإعداد، وهو ما كان الكثير ينادي به دون أن يجد الآذان الصاغية له.
بغينيا الإستوائية كان التحضير لهذه الموقعة بعيدا عن كل الضغوط الممكن أن يتحملها جيل جديد من اللاعبين لا يتحلون وزرا في القطيعة الطويلة مع المونديال ويضع الجمهور المغربي على أكتفاهم أثقالا كبيرة ليعودوا لهذا المعترك الكروي الكوني.
كان تحضير محاط بواقعية الأجواء وبعيدا عن مخملية الظروف التي ظلت ترافق المعسكرات السابقة وخلاله تعرف عدد هائل من هؤلاء اللاعبين عن طبيعة التباري بأرض الواقع وليس كما روي لهم وهو ما سيسهل بلا شك دخولهم غمار مباراة شاقة وصعبة أمام منتخب غابوني يضم بتركيبته اللاعب الأفضل بالقارة السمراء حاليا.
رونار قهره التيار
المقصود به تيار الإصابات الجارف الذي أتى على عديد العيارات الثابتة في معادلة الرسمية وعناصر وازنة لها تأثير واضح وملموس على المجموعة، كيف لا ومن يتصدر هذه الغيابات هو العميد بنعطية بكل الزخم المعنوي الذي يمثله حضوره وبكل الثقل الذي رسخه على امتداد سنوات من العطاء والظهور بالعرين وفي مركز حساس وسفر خارجي أيضا.
ليس سهلا على مدرب أن يقبل على معركة حامية وغير مأمونة العواقب وهو مجرد من أسلحة الدفاع عن النفس و بصدر مكشوف للعدو،و ما زاد من حجم المعاناة أن تضرب لعنة الإصابات نبيل درار واحد من أفضل العناصر في الفترة الحالية ومعه المتألق بوفال والذي ما إن استقر على ألوان الأسود حتى اطمأن الناخب الوطني و الجمهور كوننا بالفعل وجدنا واحدا من المفاتيح والشفرات السرية والسحرية الكفيلة بحل ألغاز الخصوم والمنافسين الدفاعية.
ورابع أقطاب النواة ليس سوى عوبادي المرافق الدائم والوفي للأحمدي على مستوى الإرتداد وما يمثله من ورقة اطمئنان في هذا المركز لذاك وضعت هذه الغيابات رونار في امتحان العز أو المهانة.
الغابون تضم أفضل ما في القارة
تنتشي الغابون كلنا واجهت منتخبا من المنتخبات كونها تضم بالوقت الراهن وهو ما لم يسبق في عهدها أفضل لاعب في القارة السمراء وهو نجمها الرائع إيميريك أوباميانغ.
تزهو الغابون بهذا التفرد الذي يمنحها سبقا معنويا ويحفز الجمهور الغابوني على الحضور كما تحضر البرتغال لمتابعة رونالدو والأرجنتين للتملي بطلعة ميسي حين يتركان الليغا ليتفرغا لشؤون الوطن.
بجانب أوباميانغ حتى وإن كانت المباريات الودية الأخيرة لم تطمئن الأنصار، إلا أن تواجد إيفونا المتألق بالصين والخيبر السار الذي تلقاه الجميع باختيار يوهان واتشر لاعب سودان الفرنسي الألوان الغابونية، ومعه حضور نجم وسط اليوفي ليمانا والمدافع الحديدي إكيولي لاعب كارديف سيتي وديدي ابراهيم لاعب سندرلاند الأنجليزي، إضافة لروماريك المتألق محليا رفقة بريمرو أوغوسطو الغابوني والجلاد إيفونا العائد بقوة بإلهام السفر للصين.
وما يزيد من وقع الضغط على مدرب الغابون كوسطا كونه يضم أفضل لاعب بالقارة السمراء وكون الغابونيين ورئيس جامعتهم يتطلع لهذه المباراة بروفة لقياس حقيقة حلم التتويج بالكان المستقر على أراضيه.
نقطة ضعف الغابون تتمثل في عطالة حارسيه الأول أوفونا ببلجيكا وميفا ميزوي الذي لا يتوفر على فريق وتواضع أداء الحارس الثالث بيتسكي الذي يلعب لمونانا الغابوني.
أي تكتيك لإحباط الفهود؟
كلنا سنتطلع ليس لنتيجة المباراة فحسب بل للتوغل في فكر رونار الذي يعقب نزال الغابون هو الأول في طبيعته القوية إن نحن تجاوزنا على طريقة العبور للكان على حساب الرأس الأخضر وبعدها ساوطومي وكلاهما لم يمثل لنا سندا لتقييم حضور فكر الناخب في عرين الأسود.
ولن سلمنا ببديهية ترسيم المحمدي في الإطارات الثلاث، فإنه لا نقاش بشأن استحقاق شفيق لتعويض درار وترسيم داكوسطا بمحور وسط الدفاع، وهنا سنكون متأهبين لمعرفة الظهير الأيسر في ظل وجود 3 خيارات (غراس ولزعر ومنديل) ومن سيرافق داكوسطا (سايس أو عبد الحميد أو حتى اليميق) والإختيار متوقف على الشكل الخططي بين 4ـ1ـ4ـ1 و3ـ5ـ2.
الوسط الإرتدادي هو في قبضة الأحمدي المتوهج بهولندا ومعه سنتطلع إن كان سايس سيعتمد ورقة ردع ثانية بهذه الرقعة أم سيلعب ببوصوفة وبلهندة في مجازفة بسقاء واحد.
والمثلث الهجومي لن يخرج من طنان يمينا وأمرابط يسارا والعرابي رأس حربة واحد كوننا على يقين كونه لن يجازف بفتح الذراع ومع البداية بخطة هحومية.
وأكثر ما سيثرنا هو الشكل الذي سيحاول من خلاله رونار إدخال إيفونا وخاصة إيميريك أوباميانغ كماشة حراسة لا نريدها لصيقة وإنما حراسة منطقة بكل ما يتطلبه الأمر من رجال قرار على درجة عالية من الكفاءة والإقتدار.
نقطة ترضينا والنصر يطربنا
لا يملك أي من المنتخبين أفضلية على منافسه وتاريخ الحوار في هذه التصفيات يمكن كل طرف من انتصارين، وبالتالي التكافؤ حاضر ولو أن الكفة مالت نسبيا للفهود في سياقات كان الفريق الوطني يمر من أسوإ مراحله.
في مباراة من هذا الحجم وفي تصفيات محمولة على 6 أسفار وفي تصفيات تحمل فيها النقطة على أهمية بالغة، لن نكون سورياليين في طلب المستحيل والمعجزة، وإن حدثت بالنصر أكيد سنحمل رونار على الأكتاف لنتغنى بسحر اللمسة.
التعادل لن يضرنا في شيء كونه سيفرمل رقما صعبا في معادلة المجموعة ويحرمه من نقطتين داخل ملعبه ويمكننا من التطلع لنزال كوت ديفوار بعد شهر على أنه سيضمن لنا الصدارة لعام كامل كون استئناف التصفيات لن يكون قبل شهر غشت 2017.
لذلك وقياسا بالظروف المحيطة بالنزال، التعادل قد يمثل بداية مقبولة وطيبة ولا شيء يستحيل على همة الأسود متى استحضروا تاريخهم الذهبي في أدغال قارة تسيدوها زمنا ومتى استحضروا انتظارات جمهور يسعى للمونديال كسعي الجائع للطعام والعطشان للماء، لذلك هي واحدة من النزالات التي لا نريد استهلالها بتعثر ولا نريد انتكاسة مع البداية حتى وإن كانت الغابون بمعقلها وبفهدها أوباميانغ كون التاريخ يشهد على أن الأسود يظلون أسود و إن رقصت على جثتهم الكلاب.. حظ موفق..
البرنامج
السبت 8 أكتوبر 2016
الجولة الأولى لإقصائيات كأس العالم 2018 بروسيا
بالغابون: ملعب فرانس فيل: س16و30د: الغابون ـ المغرب