أبدا ليس هذا هو الوداد..
الجمعة 16 شتنبر 2016 - 20:22هل نصدق أن الذي سقط اليوم أمام الزمالك المصري في ذهاب نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية هو الوداد بتاريخه ومرجعياته ولاعبيه؟
هل نقبل بكل تلك الأخطاء الكارثية التي تسببت في أربعة أهداف ووضعت حضور الوداد في اللقاء النهائي في مرتبة المعجزات؟
هل نجيز لفريق بقيمة الوداد أن يرتكب كل هذه الحماقات التكتيكية في مباراة مهمة وبالغة الحساسية ولا تقبل بالإنزلاقات المجانية؟
وهل بعد الذي شاهدناه في ملعب برج العرب يمكن أن نتوقع من الوداد ردة فعل في مباراة الإياب تصحح كل ما كان من أخطاء فادحة؟
حتى الآن لا أجد تفسيرا لا للصورة السيئة التي ظهر بها الوداد في ملعب برج العرب ولا للأخطاء التي ارتكبت على كافة المستويات ولا للطريقة التي أدار بها الويلزي جون طوشاك المباراة من أولها لآخرها بمختلف فصولها، إلى الدرجة التي سينجح معها الزمالك في الحصول على فوز ولا في الأحلام.
شخصيا لا أريد أن أنال من أحقية الزمالك في ظل الظروف الصعبة والإكراهات الكثيرة التي أحاطت بالمباراة، فقد نجح بكامل المهارة والجدارة في القبض على فوز عريض برباعية وضع له رجلا ونصف في نهائي عصبة الأبطال، ولكنني ألح على أن الوداد هو من حفر لنفسه قبرا وهو من أشعل النار في بيته بسبب أنه حضر لمباراة مفصلية من دون هوية ومن دون عمق ومن دون حتى عشرين بالمائة مما تعودناه من الفريق الأحمر.
وإذا كانت شجاعة الفرسان التي يتسم بها المدربون الكبار تقتضي تحمل المسؤولية كاملة في الإخفاق، فإن هذه الشجاعة تفرض الإعتراف بأن جون طوشاك مسؤول دون سواه عما حدث، عن الإفلاس التكتيكي الذي صاحب المباراة وعن العجز الكبير الذي رافق التدبير وعن عدم نجاعة الحلول، فقد كان لاعبو الوداد بحاجة لمن يعيدهم إلى المباراة بعد أول عشرين دقيقة كان فيها الزمالك متقدما بهدفين من هدايا مجانية لوسط ودفاع وحارس الوداد، كانوا بحاجة لخبرة مدربهم إلا أنهم لم يحصلوا على أي شيء.
في النهاية أتينا لهذه الليلة لنكحل العيون بفريق ودادي يكتب الصفحة الأولي في ملحمة التأهل للنهائي، فإذا بنا نتعب في ملاحقة سيناريو كارثي أشبه ما يكون بالكوابيس.
حرام والله حرام..