أمين بورقادي: مشروع الجيش حمسني لأحمل ألوانه
الخميس 01 شتنبر 2016 - 12:03راض على مشواري رغم تأخري في التألق
حط الحارس أمين بورقادي الرحال بالجيش الملكي في تجربة جديدة يسعى من خلالها إظهار خبرته مع هذا الفريق، حيث قضى سنوات بعدة أندية من المغرب الفاسي مرورا بالرجاء والوداد الفاسي ثم أولمبيك خريبكة، ليصل بعدها للقلعة العسكرية برهانات جديدة، ويبدو أن بورقادي يراهن كثيرا على هذه المحطة من أجل تكريس المستوى الذي قدمه مع فريقه الأخير أولمبيك خريبكة، وكذا لتأكيد أنه من أبرز الحراس في البطولة.
ويدرك بورقادي المسؤولية التي تنتظره وكذا المهمة التي جاء من أجلها، وذلك بإعادة الدفء والأمان لمركز الحراسة الذي عاش بعض الإرتباك وكذا غياب الإستقرار في السنوات الأخيرة، وقيادة فريقه للأهداف التي يسعى تحقيقها، خاصة على مستوى العودة للواجهة والمنافسة على الألقاب.
بورقادي يتطرق في حواره لعدة مواضيع، أبرزها أسباب مغادرته أولمبيك خريبكة واختياره الجيش، وكذا الأهداف التي جاء من أجلها، كما سلط الضوء على مشواره.
- المنتخب: غالبا ما تكون المباراة الأولى صعبة، كيف تعلقون على مواجهة حسنية أكادير؟
أمين بورقادي: عادة ما تكون هناك صعوبات على مستوى البداية، خصوصا في جانب الإيقاع والمنافسة دون استثناء اللياقة البدنية، ومع ذلك ففريقنا كان في المستوى وقدم مباراة جيدة رغم صعوبتها، حيث حققنا تعادلا مهما خارج الديار وأمام فريق تعرفون أنه غالبا ما يقدم مباريات جيدة وفي المستوى، خصوصا داخل قلاعه، لذلك لم تكن المواجهة سهلة، وكان علينا أن نظهر كل إمكانياتنا من أجل الخروج بنتيجة إيجابية، حيث كنا نراهن على أن تكون بدايتنا ناجحة في البطولة.
- المنتخب: هل أنت راض على نتيجة التعادل؟
أمين بورقادي: بطبيعة الحال التعادل هو نتيجة إيجابية بالنسبة لنا، حبث جاء في بداية البطولة، وواجهنا خصما ليس سهلا، وأعتقد بأنه كان بالإمكان تحقيق الفوز في المباراة لولا الفرص التي ضاعت منا خاصة في الشوط الأول، على العموم فريقنا مستعد بشكل جيد هذا الموسم، وقد طوينا صفحة هذه المباراة بسلبياتها وإيجابياتها وسنركز على المباريات المقبلة لأن مشوار البطولة طويل، وهناك استحقاقات مهمة تنتظرنا.
- المنتخب: لم تشارك في المباراة رغم أن كل التوقعات كانت تؤكد بأنك ستلعب كأساسي؟
أمين بورقادي: أريد التأكيد أن جلوسي في الإحتياط شيء عادي، أنا لاعب محترف وعلي احترام اختيارات المدرب، الفريق يتوفر على مجموعة من اللاعبين، وكل لاعب يجتهد من أجل كسب رسميته، وأنا على كامل الإستعداد إذا وضع الطاقم التقني ثقته في إمكانياتي.
- المنتخب: محطة جديدة في مشوارك الكروي بعد انتقالك للجيش، كيف تعلق على هذه التجربة؟
أمين بورقادي: فعلا هي محطة جديدة تأتي بعد سلسلة من التجارب التي خضت، طبعا أتمنى أن ألقى فيها النجاح، وأن أقدم المستوى الذي تنتظره مني كل المكونات خاصة أن الجيش يعتبر من الأندية التي لها قيمة ووزن بالكرة المغربية، مجالنا الكروي يفرض علينا أن نكون دائما مستعدين لما هو جديد في مستقبلنا، هذا هو الفريق الخامس الذي ألعب له في مشواري الكروي، بعد المغرب الفاسي والرجاء والوداد وأولمبيك خريبكة، وأنا سعيد طبعا بهذه التجربة.ّ
- المنتخب: ماذا يميز هذه التجربة الجديدة في مشوارك الكروي؟
أمين بورقادي: كل محطة إلا لها مميزاتها وخصوصيتها، وكل تجربة إلا وأستفيد منها مهما كان حجم الفريق، محطة الجيش ستكون من دون شك جد هامة ومفيدة لي على جميع المستويات، لقد أكدت بأن الجيش فريق كبير وله باع طويل، وأي لاعب إلا ويحلم بأن يحمل ألوان الفريق العسكري، أنا متأكد من أن تجربة الجيش ستكون مفيدة لي لأنجح في تحقيق الأهداف التي جئت من أجلها، خاصة أن هذا الفريق يملك كل الإمكانيات للنجاح.
- المنتخب: ربما تبقى تجربة أولمبيك خريبكة الأفضل في مشوارك؟
أمين بورقادي: فعلا تبقى تجربة أولمبيك خريبكة مميزة كثيرا لأني توجت فيها مساري بلقب كأس العرش كما حققت معه وصيف البطل في الموسم ما قبل الماضي، لذلك أعتبرها تجربة ناجحة وحققت فيها أشياء جميلة سأظل أتذكرها بكل فخر، ولو أني كنت متأكدا من نجاحي مع أولمبيك خريبكة، لأنه فريق جيد وله مجموعة من الأشياء التي تميزه عن باقي الأندية، خاصة على مستوى الحماس، ناهيك أن أولمبيك خريبكة ليس بالفريق الصغير، بل سبق أن كانت له صولات في الكرة المغربية.
- المنتخب: كانت لديك عدة عروضا مهمة ومن أندية وازنة، لكن لماذا اخترت الجيش؟
أمين بورقادي: المشروع الذي وضعه أمامي المسؤولون حمسني كثيرا وشجعني، ثم إن أي لاعب يتمنى أن يحمل ألوانه، شعرت أن الفريق العسكري متعطش للألقاب ويخطط لاستعادة زمنه الذهبي، من جانبي كلاعب أشعر أني بدوري ما زلت بحاجة لإغناء خزانتي والبحث عن الألقاب والجوائز، لذلك أتمنى أن أكون فأل خير على هذا الفريق، وأن نحقق على الأقل لقبا هذا الموسم، إما الكأس أو البطولة.
- المنتخب: هل يمكن اعتبار أن تجربة الوداد الفاسي كانت فاصلة في مشوارك الكروي وساعدتك كثيرا؟
أمين بورقادي: بدايتي كانت مع المغرب الفاسي ومعه تعلمت أبجديات اللعبة وهو فريقي الأم الذي تبقى له مكانة خاصة في قلبي، تجربة الرجاء كانت متواضعة ومع ذلك استفدت منها، قبل أن تأتي محطة الوداد الفاسي التي كانت مهمة وساعدتني كثيرا، لأنها مكنتني من العودة إلى أجواء المنافسة، لأن حارس المرمى يكون دائما في حاجة لإجراء المباريات وكسب الثقة عبر كثرة المشاركة في المباريات، لذلك وجدت في الواف فرصة لإبراز مواهبي وإغناء رصيد تجربتي، فكانت فعلا مرحلة فاصلة في مشواري الكروي.
- المنتخب: لماذا لم يستقر حال بورقادي على أي فريق، حيث تلعب حاليا للفريق الخامس في مشوارك الكروي؟
أمين بورقادي: لاعب الكرة مثل الرحالة لا يستقر حاله، ودائما حقائبه جاهزة لأي طارئ، قلة هم اللاعبون الذين يفضلون عدم تغيير أنديتهم ويلعبون لسنوات طويلة، ثم إن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على اختيارات اللاعب وتدفع به لتغيير الأجواء، خاصة أن الإستقرار يبقى من أهم الأمور المهمة في حياة اللاعب، على أن تغيير الأندية يبقى في الأخير ظاهرة صحية في مشوار اللاعب، مع وجود بعض الإستثناءات.
- المنتخب: لعب الحواصلي دور الحارس الأساسي في الموسم الماضي، اليوم تلتحق بركب الكتيبة العسكرية، كيف ترى المنافسة مع الأخير؟
أمين بورقادي: الحواصلي حارس شاب وجيد وله إمكانيات ومؤهلات كبيرة، أي فريق كبير من طينة الجيش يملك دائما حارسين أو ثلاثة من مستوى جيد، وهو أمر ضروري لتكون هناك منافسة شريفة بين الجميع، أما الإختيار فيكون في الأخير للأفضل، المنافسة في رأيي هي في صالح جميع اللاعبين لأنها تدفع بهم للإجتهاد أكثر في التداريب والمباريات، لأننا كمجموعة واحدة نعمل ونجتهد من أجل مصلحتنا ومصلحة الفريق.
- المنتخب: عاش نوعا ما الجيش بعض الإرتباك على مستوى هذا المركز، ولم يعش الإستقرار مثلما عودنا بالأمس القريب، أكيد أنك ستتحمل مسؤولية كبيرة اعتبارا لإسمك وخبرتك؟
أمين بورقادي: طبعا، عندما تنتقل لفريق جديد إلا وتكون مطالبا بتقديم المستوى الأفضل وتأكيد أحقيتك بالثقة التي وضعتها مكونات الفريق في إمكانياتك، فمثل باقي التجارب الأخرى أريد أن أترك بصمتي بالفريق وأقدم كل ما في جعبتي، سألعب مع الجيش بنفس روح الحماس والثقة والبحث عن تقديم الأهداف، ولي اليقين بأن تجربتي ستكون ناجحة خاصة أن كل الظروف مواتية داخل هذا النادي الذي يتميز باحترافيته.
- المنتخب: هل أنت راض على مشوارك الكروي، خاصة أنك أبنت عن علو كعبك منذ مشاركتك مع منتخب الشبان والكل تنبأ لك بمشوار ناجح؟
أمين بورقادي: تجربتي كانت من الممكن أن تكون أفضل، لكن الحمدلله على كل حال، رغم أني تأخرت في مشواري وضاعت مني بعض السنوات، أشكر الله على كل ما حققته في مسيرتي، وأنا رض على ما سجلت لأن أي لاعب مثلا يتمنى أن يفوز بلقب مثل الذي حققت مع أولمبيكم خريبكة على مستوى الكأس، وسجلت أيضا مشوارا جيدا مع منتخب الشبان، وبالتالي لا يجب إغفال هذه الأمور المهمة في مشواري.
- المنتخب: في أي محطة شعرت أنك وصلت للمستوى الذي كنت تبحث عليه؟
أمين بورقادي: أعتقد أن مع أولمبيك خريبكة وصلت لمرحلة كبيرة من النضج، لكن لا ننسى محطة الوداد الفاسي، فكما أكدت أني مررت في بداية مشواري ببعض الصعوبات على غرار تجربتي مع الرجاء، كنت بحاجة للمنافسة من أجل استعادة الثقة، فوجدت في الوداد الفاسي خير فريق منحني الفرصة لتحقيق هذا الهدف، قبل أن تأتي محطة أولمبيك خريبكة، حيث ترجمت هذه الثقة خاصة أني وجدت الأرضية المناسبة، إذ كنت مرتاحا في الواقع داخل هذا النادي ووجدت كل الدعم والسند من المسؤولين والجمهور وجميع مكوناته، لذلك أحمل ذكريات جميلة مع هذا الفريق.
- المنتخب: لكن لماذا غادرته؟
أمين بورقادي : لم تكن لدي نية في مغادرته، بدليل أنني فتحت مع المسؤولين باب المفاوضات بعد نهاية عقدي، لكننا لم أتوصل لاتفاق معهم، خاصة على المستوى المالي، تعرفون أن ميزانية الفريق نوعا ما محدودة ولم يكن العرض الذي كان أمامي في مستوى تطلعاتي، لذلك آثرت تغيير الأجواء وقررت دخول هذه التجربة مع الفريق العسكري.
- المنتخب: ألم تفكر يوما في دخول تجربة احترافية خارج المغرب؟
أمين بورقادي: فعلا كانت هناك بعض العروض، على غرار العرض الأخير من بلجيكا، لكن الجانب المالي لم يكن في المستوى، ولم يكن هناك فارق أمام العروض المحلية، لذلك فضلت البقاء هنا بالمغرب، خاصة في ظل التغييرات التي تعرفها الكرة المغربية وكذا الأجواء التي بات يمارس فيها لاعب الكرة، حيث أصبحت كل الظروف مواتية للممارسة ويقدم اللاعبون أفضل العروض.
- المنتخب: أنهى الجيش الموسم الماضي في المركز الرابع، في إشارة إلى سعيه للعودة للواجهة، هل ترى من خلال الاستعداد أن الفرق العسكري له الإمكانيات للمنافسة على اللقب؟
أمين بورقادي: من السابق لأوانه الحديث عن هذا الهدف، أمامنا موسم طويل وشاق، ومع ذلك أريد التأكيد أولا أن الجيش بحكم تاريخه وقيمته غير مسموح له بلعب دور الظل، كما أن فترة الاستعداد كانت جيدة وأظهرت مدى الحماس الذي ينتاب جميع المكونات ليعود الفريق إلى سابق عهده والمنافسة على الدرع، خاصة أن الجيش جسد في مرحلة إياب الموسم الماضي مدى قدرته على استعادة إمكانياته، لذلك أتمنى أن نحقق النتائج التي تليق بسمعة هذا الفريق.
- المنتخب: أكيد أن عودة الجيش للإستقبال بمركب مولاي عبدالله ستكون لها تأثير إيجابي على فريقكم؟
أمين بورقادي: أعرف أن الجيش عانى كثيرا في السنوات الأخيرة من استقبال مبارياته بعيدا عن مركب مولاي عبدالله، واضطر لإجراء مبارياته في العديد من المدن، فكان من الطبيعي أن يتأثر الفريق العسكري بكثرة ترحاله، لذلك عودة الجيش للمجمع الأميري أعتبره خبرا سارا لجميع المكونات، اعتبارا لجودة أرضيته وكذا مرافقه وأجوائه المغرية، حيث ستساعدنا من دون شك على تقديم أفضل المستويات، أنا متأكد أن عودة الجيش لهذا المعلمة ستعود علينا بالنفع الكثير.
- المنتخب: بحكم تجربتك في البطولة المغربية، هل تعتقد بأن الكرة المغربية تمر من أزمة في حراسة المرمى؟
أمين بورقادي: فعلا عانت نوعا ما الكرة المغربية من مرحلة فراغ في هذا المركز، لكن لفترة وجيزة، لأن هناك مجموعة من الأسماء الجيدة التي تمارس في الأندية وأكدت علو كعبها، ناهيك أن مجموعة من الأسماء قادمة للأضواء وتملك إمكانيات محترمة، بدليل أن الكل يشيد بعطائها، لذلك لا خوف على حراسة المرمى مع المواهب التي تشق بطريقها بثبات نحو النجومية.