لماذا تصر إنجلترا على لفظ الأسود موسميا؟
الخميس 02 يونيو 2016 - 18:14ألم تعد تصلح البطولات الإنجليزية للاعبين المغاربة؟ ولماذا صارت البرمرليغ والدرجة الأولى تلفظان سنويا الأسود الذين لا يطول بهم المقام بمسارحهما؟ وكيف يمكن تفسير التمثيلية المغربية في بلاد الضباب كونها الأضعف والأسوء على الصعيد الأوروبي؟
خلال الموسم المنتهي تواجد في الساحة الإنجليزية 5 لاعبين مغاربة ويتعلق الأمر بمروان الشماخ (كريستال بالاس) ونور الدين أمرابط (واتفورد) في القسم الممتاز، وزكرياء بركديش (شارلطون) وزكرياء لبيض (فولهام) وناصر الخياطي (كوينز بارك رانجزر) في الدرجة الأولى، وجميعهم بصم على موسم كارثي بتنافسية منعدمة إلى معدودة، وجلهم سيغادر إنجلترا هذا الصيف بعدما رسبوا في الإختبارات وفشلوا في الرهان.
الشماخ قهرته الإصابات وأمرابط لم يندمج بسرعة وتأخر في فرض الذات، ولبيض تاه في لندن ولم يقنع المدرب، فيما تابع بركديش جل لقاءات فريقه في الإحتياط ونزل معه في الختام إلى الهواة، ويبقى ناصر الخياطي نقطة الضوء الخافتة إذ كان الوحيد الذي هز الشباك في مناسبة واحدة مع كوينز بارك، علما أنه لم يلعب سوى 3 مباريات كأساسي منذ إلتحاقه بالنادي في الميركاتو الشتوي الماضي قادما من بورطون الممارس بالدرجة الثانية.
الفشل الذريع لأسود إنجلترا خلال الموسم المنتهي ما هو إلا صورة وتأكيد للتواضع والإندحار الذي بات يعيشه في المواسم الماضية كل مغربي يغامر بنفسه ويدخل قلعة المملكة المتحدة، والحديث عن أسماء عديدة عجزت عن التألق في السنوات الأخيرة أبرزها أسامة السعيدي (ليفربول، ستوك سيتي)، مروان الشماخ (أرسنال، ويست هام، كريستال بالاس)، كريم الأحمدي (أسطون فيلا)، تاعرابت (فولهام وقبله كوينز بارك بعد الصعود)، مروان داكوسطا (ويست هام)، نبيل الزهر (ليفربول)، الحمداوي (توتنهام وديربي كاونتي)، بارازيت (أرسنال)...
فصار زمن بعيد لم ينجح الأسود في التميز والإستقرار وإطالة المقام بالمعارك الإنجليزية، إذ ومنذ جيل كشلول، لخلج، حجي، القرقوري، السفري، النيبت، وآخرين لم يفرح ولم يفتخر المغاربة بأسد هائج ومفترس وثابت على مستوى الحضور والرسمية، وله من المناعة الوافية ما يؤهله للبقاء لمواسم متتالية في القمة دون أن يختفي أو ينهار.
هذه العقدة التي باتت ملتصقة بالأسود مع بطولة من بين الأقوى عالميا تطرح التساؤل عن سبب الفشل والعجز، إذ هناك العديد من الأسباب التي تحيط بالرسوب أبرزها اللياقة البدنية الهشة، وعسر الإندماج السريع وغياب الإندفاع الجسدي وكثرة اللعب التقني والفردي، صعوبة المنافسة على الرسمية في ظل سيطرة اللاعبين الدوليين، إضافة إلى سوء الإختيار وعدم التدرج وإستعجال الشهرة مع أندية أكبر من المقاس والحجم الطبيعي للاعب المغربي.
الأسباب هاته تفرض على المطلوبين للأندية الإنجليزية هذا الصيف (بنعطية، زياش، بوفال) التفكير ثم التفكير جليا وطويلا وعدم الإندفاع وراء الشهوة الكروية للبرمرليغ التي قد يدفعون ثمنها غاليا، وعلى من يغريهم البرمرليغ العلم بأن هذه البطولة لم تعد تبتسم للمغاربة في السنوات الأخيرة، فمن سينهي هذا الخصام؟ ومن سيكسر القاعدة والعقدة؟