ومن حب المال ما قتل
الخميس 02 يونيو 2016 - 10:31غريب جدا ما يقع لبعض اللاعبين المغاربة الذين ينطلقون من البطولة الهولندية خاصة، والذين يختفون فور مغادرتهم للأراضي المنخفضة فينتحرون كرويا طوعا في سبيل المال.
الأمثلة غزيرة في السنوات الأخيرة لأسود هولندا الذين تاهوا وفقدوا البريق وإنقطعت أخبارهم، بعدما فضلوا المال كعاطلين أو غادروا أوروبا في سن صغير صوب الخليج أو أندية قارية أكبر من حجمهم.
ما وقع للحمداوي في فيرونتينا والعيساتي في الشيشان ومختار في السعودية والأحمدي بالإمارات، وأنور كالي بقطر ومعه تيغادويني الذي كان قريبا من دبي إضافة إلى أسماء أخرى، يؤكد بالأدلة القاطعة أن مغاربة هولندا لا يحسنون عادة الإختيار وتدبير مسيرتهم الإحترافية، ويناقشون المال كأولوية بغض النظر عن وزن الفريق والبطولة التي سيمارسون فيها.
فمن كان يتوقع أن يقبر المدلل ومحبوب الجماهير المغربية والهولندية أسامة السعيدي نفسه في مقبرة الخليج وهو في سن 25، بل ويرفض جميع العروض التي قدمت له من أجل العودة إلى أوروبا ليس لشيء سوى المال، ولو كلفه ذلك صفر دقيقة في التنافسية هذا الموسم في دبي.
السعيدي لعب في آخر موسمين كاملين مع الأهلي الإماراتي 10 مباريات فقط، وما يزال مرتبطا معه لموسمين آخرين ولا يبدو أنه يفكر في مغادرة نعيم المنفى لإستعادة التوهج ومعه العودة إلى الفريق الوطني..
ومن كان يتوقع أن تنطفئ شمعة صديقه زكرياء لبيض الموهوب الذي ندم عليه الهولنديون وتنبأ له المتتبعون بمستقبل عجيب، حينما أوهم البعض بأنه في الطريق الصحيح بإنتقاله من أيندوفن إلى سبورتينغ لشبونة، إلا أنه سرعان ما عاد أدراجه إلى الإيرديفيزي مع فريق صغير إسمه فيتيس أرنهيم الذي قضى معه فترة إعارة لموسمين، ليرجع مجددا إلى لشبونة إلا أنه فشل في الإقناع فلم يلعب قط ولا دقيقة مع الأخضر.
لبيض سبّب المشاكل لنفسه بسبب عناده، إذ أصر على البقاء كصاحب أعلى الأجور في سبورتينغ رغم إنعدام تنافسيته وإكتفائه بالتداريب مع الرديف، الشيء الذي لم يستسغه المسؤولون الذين لم يهضموا رفضه العنيد التخفيض من راتبه مقابل المشاركة، فأبعدوه في النصف الثاني من الموسم في إعارة أخرى إلى فولهام، بيد أن لا شيء تغير واللاعب تم طرده بسرعة من الفريق الأول لنادي العاصمة الإنجليزية، بعدما تاه وأفقد شيئا إسمه الموهبة التي لم يعرف كيف يصقلها.