درس من إحتفالية ليستر سيتي

توج ليستر سيتي الإنجليزي بلقب البطولة الإنجليزية ،وأبهر متتبعي "البريمليغ"والعالم بأسره بعد القبض على بطولة وازنة ،قاوموا فيها مختلق الحيتان العملاقة وأسقطوا رموزا كبيرة ظلت تسيطر لسنوات على "البركليز ".
ليستر سيتي بمحاربيه وبعدما قدم للمعمورة سر تتويجه والكامن في الإيمان بروح المشروع الذي قاده مالكه الطايلاندي ،عاد من جديد ليقدم درسا في الطريقة الإحترافية التي إحتفل بها أمام جمهوره عقب تجاوز عقبة إيفرطون بثلاثة أهداف لواحد برسم الدورة 37 .
أثناء فرحة لاعبي ليستر سيتي وقبضهم على الكأس ظهر نظام مثير صدر من خلاله الثعالب والمسؤولون عن التنظيم في الملعب صورة حضارية عن الإنجليز وكيف يتعاملون مع الأحداث الكبرى ،فالمتتبع للطريقة التي تسلم بها أصدقاء رياض محرز الكأس في "البوديوم"إندهشوا لعدم تواجد أي جسم غريب أثناء الإحتفال بإسثناء لاعبي الفريق ومدربهم الإيطالي  كلاوديو رانييري .
في المنصة لم يصعد لا رئيس الفريق ولا أعضاء المكتب المسير ،ولا كاتب عام ولاهم يحزنون ،صعد اللاعبون فقط خلدوا أحسن اللحظات ،وإحتفلوا وسط جمهورهم بطريقة أكثر من رائعة .
في المغرب مثلا عندما تطالع صور إحتفال البطل تجد وجوها وكائنات غريبة لايعرفها أحد ،تظهر في الصورة وتخطف الدرع من اللاعبين لتلتقط به الصور ،في سيناريو تعودنا عليه في السنوات الأخيرة ،وكأنها ظلت طوال دورات البطولة تركض فوق الملاعب .
للأسف الكثيرون عندنا يتقمصون دور البطولة ويظهرون في الصورة على حساب اللاعبين والمدرب ،وأتمنى أن تكون الرسالة التي وجهها ليستر سيتي ،في كيفية الإحتفال بلقبه واضحة لمن يهمهم الأمر بأن يرتقوا بطريقة الإحتفال ويبعدوا كل الوجوه الغريبة ،فحتى مالك ليستر لم يظهر في منصة التتويج مع فريقه إلا بعدما أخذ الإذن من المدرب الإيطالي رانييري الذي إستدعاه ليتذوق نشوة الإحتفال مع إبنه بعد مغادرة الأبطال للمنصة .
"برافو"ليسستر سيتي على هذا الموسم الهلامي ،وشكرا لكم على الدروس التي قدمتموها للعالم ،وضمنها درس التنظيم الراقي الذي أصبحنا مطالبين بالإستفادة منه ومحاكاته على الأقل مادام تطبيقه بالحرف سيكون صعب المنال .