مقاتلو سيميوني أم فرقة غوارديولا؟

ملعب أليانز أرينا معقل نادي بايرن ميونيخ الألماني سيكون مسرحاً للقاء الرد في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا وفيه يستضيف بايرن ميونيخ ضيفه الإسباني في نصف نهائي من المتوقع ان يكون نارياً بين الفريقين.

لقاء الذهاب الذي انتهى بفوز أتلتيكو مدريد بهدف مقابل لا شيء وعزز من فرص الفريق الإسباني في الانتقال الى الدور النهائي حيث يكفيه التعادل بأي نتيجة او الخسارة بفارق هدف شريطة ان يسجل هدفاً واحداً على الاقل في هذه المواجهة وهو الامر الذي قد يزيد مصاعب الفريق الألماني الذي سيسعى للتسجيل وفي ذات الوقت محاولة الابقاء على شباكه نظيفة.

بالنظر الى المواجهة واداء الفريقين دعونا نتعرف على بعض التفاصيل في هذه المواجهة الصعبة

يعيش الفريق الاسباني أجمل أيامه في هذه الفترة، فهو الفريق الذي عاد الى الواجهة في المنافسة على لقب الليغا بعد ان كان قد تضاءلت فرصه فيها، لولا اخفاقات برشلونة المتتالية في الليغا والتي وضعت أتلتيكو مدريد على مقربة من الفريق الكتالوني الذي ما زال يحظى بالافضلية.

لم يكتف ابناء سيميوني بهذا الحد، بل كان لهم شرف اقصاء حامل اللقب "برشلونة" عن هذه المواجهة في دور الـ8 وهو الامر الذي يمنح لاعبو اتلتيكو مزيدا من الدافعية للتخلص من احد ابرز المرشحين في هذه البطولة الفريق البافاري.

الروح العالية والقتالية التي يظهرها نجوم هذا الفريق هي سلاحهم الامضى لمواجهة فنون كتيبة غوارديولا، القتالية التي قد تصل الى الخشونة الزائدة يعول عليها سيميوني لمنع لاعبي بايرون ميونيخ من تطبيق نهجهم التكتيكي الذي يعتمد على التناقل السريع للكرة وضرب الدفاعات سواء بالبينيات او العرضيات نحو ليفا ومولر.

في ظل هذه الحماسة التي يعيشها نجوم أتلتيكو مدريد بالتأكيد لن يكونوا غافلين عن ابرز الارقام التي وضعتهم على رأس الفرق الاوروبية كأفضل خط دفاعي ناهيك عن العودة المتوقعة لقائد هذا الخط الاوروغويان غودين وهو الامر الذي قد يزيد صعوبة اللقاء لنجوم بايرن ميونيخ.

يوروسبور

الا ان الحماسة الكبيرة والروح العالية التي يتسلح بها هذا الفريق ستكون هذه المرة بعيداً عن معقل النادي فيسنتي كالديرون الذي اعتبر في الاونة الاخيرة كـ"مقبرة" للفرق الكبيرة في ظل صعوبة هذا الملعب على الخصوم.

اما الفريق الالماني الذي فوت على نفسه وجماهيره فرصة الاحتفال باللقب المحلي في المباراة الاخيرة التي سقط في فخ التعادل من خلالها امام لادباخ ليؤجل احفاليته بالتتويج الرسمي باللقب حتى الجولة القادمة وقد تمتد الى الجولة الاخيرة!

الفريق الالماني وان سقط في لقاء الذهاب امام اتلتيكو مدريد الا انه قدم مباراة كبيرة وسنحت له الفرصة في اكثر من مناسبة للتسجيل لولا الحظ احياناً والتسرع احياناً اخرى وتألق اوبلاك في بعضها الاخر.

افكار غوارديولا ما تزال موضع نقاش وتحليل من قبل مشجعي هذا الفريق وحتى من اصحاب الشأن وخصوصاً في مسألة خياراته التكتيكية من مباراة الى اخرى، ولعل عدم اشراك مولر منذ بداية اللقاء السابق اثارت الكثير من المشجعين الذين اعتبروا بأن حرص غوارديولا الزائد افقدهم لقاء الذهاب.

الفريق البافاري فريق غني عن التعريف حتى قبل قدوم غوارديولا، فهو من أصعب الفرق على ملعبهم ولديه جماهير متحمسة ومتعطشة للقب الاوروبي ولعلنا نستذكر سوية ما قدمه الفريق امام يوفنتوس وكيف كان خروج الفريق الايطالي بطريقة دراماتيكية على الرغم من الاسلوب الدفاعي الواضح الذي انتهجه اليغري.

الاخبار التي تحدثت عن امكانية تواجد ريبيري في تشكيلة الفريق بالتأكيد ستعزز خيارات غوارديولا الذي يمتلك نخبة من المبدعين والمميزين في تشكيلته والقادرين على حسم المواجهة شريطة عدم المبالغة في الامتداد وتعزيز الدفاعات بطريقة أفضل ففريق بحجم بايرن ميونيخ عليه ان يكون اكثر حرصاً في جانبه الدفاعي كما هو متميز في جانبه الهجومي.

الخوف الاكبر لدى عشاق البافاري في المباراة وهو الحالة الدفاعية غير المطمئنة التي يمر بها الفريق والتي قد تهدد طموحات بايرن ميونيخ في مواصلة المشوار في البطولة.