برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو.. الانقلاب البدني !
السبت 16 أبريل 2016 - 10:26منذ سنواتٍ مضت تحدث نجم الملاكمة محمد على كلاي عن قدراته البدنية بأبهى صورة ممكنة، لم يكن يعلم حينها أن العودة إلى هذه الجملة قد يكون من بوابة كرة القدم. فالحقيقة أن اللياقة البدنية باتت مفتاحاً رئيسياً في الصراع القائم في عالم المستديرة ومع تحوّل اللاعبين إلى آلات تُنفذ تكتيكات المدربين، يبدو من المفيد التأكيد أن لاعبو كرة القدم هم بشر تحكمهم عضلاتهم وفكرهم ويصابون بالإرهاق.
لا يبدو أن هناك عاملاً أكثر تأثيراً من القدرات البدنية اليوم، ومع اقتراب الدوريات الاوروبية من نهايتها تفرض الفرق التي حازت على فترات راحة والتي تملك احتياط أقوى سطوتها على الملعب، فهي وحدها قادرة على تقديم الأداء ذاته وتنفيذ الخطط الفنية بالكامل، وما الانقلاب البدني بين الثلاثي الاسباني هذا الموسم سوى تأكيد لهذه النظرية.
10 لاعبين من برشلونة لعبوا أكثر من 3000 دقيقة هذا الموسم وهي التشكيلة الأساسية الكاملة للفريق ما عدا انييتسا الذي لعب 2950 دقيقة، أما في أتلتيكو مدريد فينخفض هذا العدد إلى 9 لاعبين، فيما 4 لاعبين فقط من ريال مدريد تخطوا حاجز الدقائق الـ 3000.
أكثر لاعب مشاركة هذا العام بين الفرق الثلاث هو لويس سواريز الذي لعب 4260 دقيقة، كذلك تجاوز زملاؤه في الفريق ماسكيرانو وبوسكيتس حاجز الـ4000 دقيقة، أما في أتلتيكو مدريد فقد لعب كل من غريزمان وغودين أكثر من 4000 دقيقة، فيما كريستيانو رونالدو وحده تجاوز هذا الرقم مع النادي الملكي.
أما على صعيد مجموع الدقائق التي لعبها الفريق فإن لاعبي برشلونة هم الأكثر لعباً هذا الموسم بـ58,535 دقيقة، مقابل 51,841 لأتلتيكو مدريد و46,785 دقيقة لريال مدريد ويعود الفارق بهذه الأرقام لكون برشلونة شارك بكأس العالم للأندية وريال مدريد غادر بطولة كأس اسبانيا مبكراً.
هذه الأرقام توضح أسباب الصمود البدني للنادي الملكي حتى الآن، فهو لعب مباريات أقل من جهة واعتمد على تدوير اللاعبين بصورة أكبر من الفرق الأخرى، إضافة إلى كون كريستيانو رونالدو لاعباً خارقاً من الناحية البدنية ما يسمح له بالحفاظ على توازنه طوال الموسم.
أما السقوط البدني لبرشلونة، فتحكمه عدة أسباب أبرزها غياب نظام المداورة عن الفريق الأساسي، خاصة ثلاثي الـ MSN. فسواريز اللاعب الأكثر مشاركة مع الفريق هذا الموسم لم يستبدل في أي مباراة شارك فيها بعكس الموسم الماضي الذي استُبدل فيه 15 مرّة، أما نيمار الذي استُبدل مرتين هذا الموسم الأولى أمام ملقا في الدقيقة 87 والثانية أمام ريفر بلايت في الدقيقة 88 كان قد استُبدل 12 مرّة في الموسم الماضي. فيما يُعد ميسي اللاعب الوحيد الذي استبدل هذا الموسم مرتين بسبب الإصابة والموسم الماضي مرة واحدة فقط.
مع بقاء 540 دقيقة في الدوري و18 نقطة في الصراع على الليغا، سيكون على برشلونة استدراك الموقف والفوز على فالنسيا وتحدي العامل البدني للعودة إلى الحالة الطبيعية، فيما ستكون الفترة القادمة أكثر إرهاقاً على كل من ريال مدريد وأتلتيكو مع أفضيلة بسيطة للنادي الملكي الذي يملك لاعبين أكثر راحة وهو ما قد يبقيه بالمنافسة حتى النهاية في صراع الدوري ودوري ابطال أوروبا.
يوروسبور