الوداد قادر عليها
الإثنين 11 أبريل 2016 - 13:11بقوة المطارق يهوي على رؤوسنا سؤال مدى قدرة الوداد على ربح النزال الأقوى والمنعرج الأخطر في الطريق إلى لقب عصبة الأبطال الإفريقية، عندما يتعلق الأمر بخصم إسمه تي بي مازيمبي؟
قدر للوداد أن يصطدم بهذا القرش القاتل في آخر خطوة تسبق الدخول لدور المجموعات، وللأمانة فإن عبور الثمن الساخن سيضع الوداد في عيون الكل كفريق منافس على لقب أمجد الكؤوس الإفريقية، وكيف لا يكون كذلك وقد توصل لإسقاط فريق هو بطل النسخة الأخيرة، وهو أكثر أندية دول جنوب الصحراء قدرة على محاكاة الأندية الشمال إفريقية المحتكرة للألقاب الإفريقية مند زمن ليس بالقصير؟
وعندما نسأل عن قدرة الوداد على تحقيق الشق الصعب في معادلة الذهاب لأبعد مدى في منافسة عصبة الأبطال، فإننا نتحرى بالسؤال عما قدمه الوداد من خلال نزاليه الإفريقيين الأوليين، وما هو عليه اليوم من تحضير ذهني وتكتيكي وبدني للإنتقال إلى نزالات أكثر شراسة وقوة، وهل تخلص وهو في طريقه لمواجهة مازيمبي بمراكش وليس بمعقله مركب محمد الخامس بالدار البيضاء من كل ما علق بالذهنيات من إحباط نتيجة الخسارة الموجعة أمام حسنية أكادير؟
قطعا نحتكم في استقراء المباراة وحدس ما ستكون عليه تكتيكيا وبدنيا، إلى ما هو مشخص أمامنا من حقائق رقمية ومن وقائع، فالوداد أظهر نفسه في صورة الفريق غير الثابت على نسقية في الأداء وفي صورة الفريق الذي يمكنه أن يقدم مباراة هلامية وبعدها يرمينا بأداء مترهل ومحتشم وفاقد لكل جمالية، وقد حملنا في ذلك المدرب طوشاك المسؤولية لكونه يعامل الوداد بلاعبيه على أنه فريق مؤسس على قواعد إحترافية وعلى مرجعية علمية في التكوين وهو في الأصل غير ذلك، يضاف إلى ذلك أن الوداد الذي كان يعرف ما ينتظره هذا الموسم بالتواجد على منصة البطولة وعلى المنصة الإفريقية، لم يتسلح بما فيه الكفاية على المستوى البشري، بخاصة ما يتعلق بالجانب الهجومي الخالص، فلا أونداما إنفتح على الأدوار الهجومية بشهية مفتوحة للتهديف، ولا المختار سيسي الذي أعير لجمعية سلا في الميركاطو الشتوي ولا من ناب عنه إبراهيما كيتا، إستطاعوا أن يعوضوا ظفرا من الهداف ماليك إيفونا الذي سلم فوق طبق لفريق هو اليوم من أكبر منافسي الوداد على كأس الأبطال.
بالقطع لا نمارس على الوداد نوعا من الحظر على الملكات والقدرات، ولا نصدر اليأس لجماهيره، فهناك بالتأكيد مستحيلا سيسعى الفرسان الحمر بما أوتوا من قدرات ومن تحفيز من جماهيرهم لأن يجعلوه ممكنا، إذا ما نجحوا في التعامل مع المواجهة على أنها من جولتين ومن وجهين ولو أنهما معا قطعة من نار، فلا يمكن أن نصور مازيمبي بالشكل المرعب الذي كان عليه الموسم الماضي عندما هزم المغرب التطواني بالخمسة في دور المجموعتين، بدليل ما كان عليه تأهله للدور ثمن النهائي من معاناة، إذ تجاوز في الدور السابق كيدوس جيورجيس الأثيوبي بصعوبة بالغة بالتعادل معه ذهابا بأثيوبيا بهدفين لمثلهما والفوز عليه إيابا بالكونغو الديموقراطية بهدف صغير، ولو أنه لا بد من الأخذ بالإعتبار أن مازيمبي ما زال فاقدا للجاهزية البدنية الكاملة بالنظر إلى أن بطولة الكونغو الديموقراطية منطلقة قبل أسبوعين ومن المفترض أن يكون مازيمبي قد خاض ثاني مباراة له أمس الأربعاء أمام الدلافين السوداء قبل الإنتقال لمراكش لمنازلة الوداد.
وعلى معرفتنا اليقينية بأن مهمة لاعبي الوداد صعبة ومعقدة، فإننا نثق في وجود حافز نفسي قوي سيرافقهم في هذا النزال ليجعلهم أكثر حماسة لإنجاز الشق الصعب من معادلة حلم الأبطال. بالتوفيق للوداد وللفتح وللكوكب، فالأمل كبير أن ينجحوا جميعا في تجاوز هذا الدور للحفاظ على المؤشرات مرتفعة في بورصة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ما دام أن هناك مقاعد محجوزة في المنافستين القاريتين والحفاظ عليهما يقتضي الذهاب في المنافسات القارية لأبعد مدى.