كنابس ـ الوداد: بامتياز الخماسية منتشون ولحسم التأهل مصممون
السبت 19 مارس 2016 - 11:25عاد الوداد البيضاوي لإستكشاف الأدغال الإفريقية للمرة الثانية في ظرف أسبوعين،الرحلة قادته لأقصى جنوب القارة،و بالضبط جزيرة مدغشقر، حيث سيقابل بعد غد السبت بمدينة ماهاندجا فريق كنابس سبور برسم إياب الدور الأول من عصبة الأبطال الإفريقية، الفريق الأحمر استفاد من درس جمارك النيجر، ورحل بامتياز عريض يمكن أن يجنبه كل المفاجآت التي قد تعترض طريقه، لكن هذا لا يعني ركون الوداد للدفاع، و إنما عليه أن يفرض شخصيته ويزكي نتيجة الذهاب أمام فريق سيلعب الكل للكل بعد أن جرح في كبريائه بمركب محمد الخامس.
رحلة شاقة
غادر الوداد العاصمة الإقتصادية منذ يوم الأحد الماضي، حيث حط الرحال بالعاصمة الملغاشية نتاناناريفو زوال يوم الإثنين في رحلة ماراطونية امتدت زهاء عشرين ساعة، وهذه الرحلة المبكرة ستمكن اللاعبين من التأقلم مع الأجواء المناخية السائدة بهذا البلد الإفريقي الذي يتميز حاليا بارتفاع على مستوى الحرارة وكذا الرطوبة باعتبار التواجد قرب البحر، وسيخوض الفريق أربع حصص تدريبية سيضع من خلالها المدرب طوشاك اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي سيعتمدها وكذا النهج التكتيكي الذي سيواجه به الفريق الملغاشي.
إمتياز الذهاب
صحيح أن الفريق الأحمر وضع رجله الأولى في الدور الثاني بهذا الفوز العريض بخماسية مقابل هدف، وهذا ما قد يزيد من مهمة المحليين تعقيدا، إذ يتعين عليهم الفوز بحصة لا تقل عن أربعة أهداف دون أن تقبل شباكهم أي هدف، لكن كرة القدم لا تخضع للمنطق، وتبقى حبلى بالمفاجآت، خاصة إذا تعلق الأمر بالمباريات التي تجرى بالأدغال الإفريقية، فالفوز بهذه الحصة يساهم في الرفع من معنويات الفائز، لكن في بعض الأحيان قد تكون له انعكاسات سلبية خاصة على اللاعبين الذين لم يتشبعوا بعد بثقافة الإحتراف، لذلك يجب على العناصر الودادية احترام الخصم وطي صفحة مباراة الذهاب ونتيجتها، والإنطلاق من نقطة البداية.
خصم جريح
من المنتظر أن يظهر فريق كنابس بصورة مغايرة عن تلك التي ظهر بها بمركب محمد الخامس حين فاجأه الوداد بأهداف مبكرة بعثرت أوراقه، فالملغاش لم يتعودوا على مثل هذه المواقف باعتبار أنهم لم يتعرضوا للهزيمة منذ مدة طويلة، وهذه الخسارة الثقيلة جرحت كبرياءهم، وبالتالي فإن مباراة الإياب ستشكل بالنسبة لهم فرصة للثأر من هذه النتيجة، وقد يظهرون مثل ذلك الثور الهائج الذي يحصد كل من يأتي أمامه، مع العلم أن كنابس أكد بالفعل توفره على لاعبين في المستوى يتميزون بفنيات جيدة وكذا بالسرعة، خاصة على مستوى تنفيذ العمليات الهجومية، وهذا ما يمكنهم من اختراق أقوى الدفاعات، هذا الجانب يفرض على لاعبي الوداد التعامل معه بحذر شديد.
البحث عن الهدف
النجاح في مثل هذه المباريات يتوقف على تركيز اللاعبين وذكائهم، وكذا حسن تعاملهم مع الفرص التي قد تتاح لهم، وبما أن الخصم الملغاشي لن يكون له أي خيار سوى اللعب الكل للكل من أجل تسجيل مزيد من الأهداف، هذا دون إغفال الجانب الدفاعي لتجنب قبول شباكه لأي هدف قد يزيد من مهمته تعقيدا،فإن هذا يفرض على العناصر الودادية بدورها استغلال المساحات التي يمكن أن يتركها منافسه جراء اندفاعه للهجوم، فالهدف خارج القواعد سيقتل المباراة وسيزكي قوة الفريق الأحمر واستحقاقه لفوزه في الذهاب.
إستراتيجية طوشاك
إعترف مدرب كنابس بفشل الإستراتيجية التي اتبعها في مباراة الذهاب، إذ حاول منذ البداية مباغتة الوداد بهجومات سريعة والبحث عن الوصول لشباك الحارس لعروبي، وكانت هذه مجازفة منه، حيث ترك مساحات في الخلف سهل على العناصر الودادية استغلالها من خلال الضغط القوي على خط الدفاع ما أرغمه على ارتكاب الأخطاء، وكعادته فإن المدرب طوشاك سيكون قد أخذ فكرة واضحة عن الخصم، وهذا ما سيمكنه من إعداد الإستراتيجية التي سيعتمدها، ومن دون شك فإنه لن يغامر بالهجوم كما يفعل دائما حينما يكون خارج القواعد، وسيحاول امتصاص اندفاع المحليين، دون أن يترك لهم الفرصة للتحكم في المباراة، بل إن تعليماته ستسير في اتجاه تكسير الإيقاع المرتفع الذي سيحاول الخصم فرضه، واستغلال اندفاع لاعبي كنابس نحو الهجوم للقيام بمرتدات خاطفة مباغتة بإمكانها أن تمنح الأهداف في ظل الضعف الذي أبان عنه خط دفاع الفريق الملغاشي.
الطريق نحو اللقب
نتيجة الذهاب تعتبر محفزة ومطمئنة للفريق الأحمر، وستمكنه من مناقشة الإياب بالطريقة التي يرغب فيها، ولدينا الثقة في العناصر الودادية التي يقودها مدرب كبير استطاع في ظرف وجيز أن يفهم طبيعة الكرة الإفريقية، ويتغلب على أول عقبة وقفت في طريقه، بل إنه نجح بتغييراته الموفقة في كسب التحدي الصعب حين عاد بتأهل من قلب النيجر بعد أن كان متخلفا بهدفين نظيفين، وبعد أسبوع واحد شحن بطاريات لاعبيه وحفزهم على تحقيق فوز عريض، طوشاك أكد بأن إفريقيا شاسعة، لكنه يركز على هذه المباراة أمام كنابس،و يعمل على ترسيخ هذا الفكر في أذهان لاعبيه،و هذا ما سيمكنهم من العودة بتأهل مستحق للدور القادم، وإرسال إشارات قوية بالبريد السريع لحامل اللقب مازيمبي يؤكد من خلالها الفريق الأحمر عودته القوية للواجهة القارية ومنافسة الكبار على زعامتها، فالطريق نحو اللقب سيمر عبر تجاوز فريق كنابس الملغاشي وبعده الفريق الكونغولي العتيد.
البرنامج
السبت 19 مارس 2016
إياب الدور الأول لعصبة أبطال إفريقيا
بمدغشقر: ملعب رابيمجار: س12و30د: كنابس سبور ـ الوداد البيضاوي