ليما مابيدي ل"المنتخب": اللاعب المغربي ينقصه الجانب البدني والنضج التكتيكي!!
الخميس 03 مارس 2016 - 11:09الرجاء تطور مؤخر والحظوظ قائمة للمنافسة على اللقب
تمكن الكونغولي ليما مابيدي من فرض وجوده كعنصر أساسي ضمن مجموعة المدرب رشيد الطوسي بالرغم من المنافسة القوية مع مجموعة من اللاعبين، وهذا ما اعتبره لاعب فيتا كلوب سابقا حافزا على الإجتهاد في العمل، كما تحدث في هذا اللقاء الذي خص به جريدة «المنتخب» بعد أن قبل دعوتها بكل احترافية، عن المرحلة الحالية التي يمر منها فريق الرجاء، مؤكدا بأن الفوز على الكوكب المراكشي قد يشكل الإنطلاقة الحقيقية خاصة إذا تلته بعض الإنتصارات المتتالية التي ستفتح الباب للعناصر الرجاوية لتسلق الدرجات والإقتراب من المقدمة، وأضاف بأن الحظوظ للمنافسة على اللقب أو إحدى المراكز الثلاث الأولى ما زالت قائمة، وعبر كذلك عن ارتياحه داخل الرجاء، كما تحدث عن مواضيع أخرى تهم الكرة المغربية والإفريقية، وأيضا عن أهدافه وطموحاته، وكي لا نفقد الحوار قيمته نترك لكم الفرصة لتكتشفوا ما قاله مدفعي الرجاء وآرائه حول هذه المواضيع.
- المنتخب: أنت في موسمك الأول مع الرجاء، فكيف تسير الأمور خاصة على مستوى التأقلم مع الأجواء الجديدة؟
مابيدي: الأمور تسير بشكل جيد، ليست هناك أية مشاكل، لم أجد صعوبات للتأقلم مع الأجواء الجديدة، منذ إلتحاقي بالفريق حظيت بالترحاب من كل مكوناته، أشكر الجميع من لاعبين ومكتب مسير وطاقم تقني وكذا الجماهير الرجاوية التي احتضنتني ورحبت بقدومي، وهذا ما شكل حافزا بالنسبة لي، ودفعني لأبذل كل جهودي لأكون عند حسن ظن كل من وثق في مؤهلاتي.
- المنتخب: هل كانت لديك عروض أخرى؟ ولماذا فضلت الرجاء؟
مابيدي: كان هناك عرض من الأهلي المصري، لكن عرض الرجاء كان هو الأكثر جدية، لذلك لم أتردد حينها في قبوله نظرا لقيمة وإسم الرجاء الذي يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة سواء بالمغرب أو خارجه وله مكانته على الساحة الإفريقية بعدما توفق في بلوغ نهائي الموندياليتو، وكانت لدي رغبة لدخول غمار تجربة احترافية جديدة بالبطولة المغربية باعتبارها من أقوى البطولات على الساحة الإفريقية، وأظن بأن الرجاء كان اختيارا صائبا بالنظر لكل المؤهلات التي يتوفر عليها الفريق.
- المنتخب: ألم تندم في يوم ما على قبولك عرض الرجاء؟
مابيدي: أبدا لم أندم على قبول هذا العرض من فريق الرجاء فأنا حاليا أحس بارتياح داخل الفريق، خاصة أن علاقتي جيدة مع اللاعبين وكذا كل مكونات الفريق كما قلت سابقا، وكما تعلم فإن أي لاعب يتمنى أن يلعب لفريق كبير من حجم الرجاء، والإنتماء لهذا الفريق والدفاع عن قميصه يجعلني أحس بالفخر والإعتزاز.
فليس من السهل أن تنتمي لفريق عريق يتوفر على هذه القاعدة الجماهيرية العريضة التي تساندك في كل المباريات سواء داخل الميدان أو خارجه، فهذا وحده دليل قاطع على مكانة هذا الفريق.
- المنتخب: لكن لماذا رفضت الإستمرار مع الصفاقصي التونسي؟
مابيدي: أنا لاعب محترف أعيش من كرة القدم، والفريق التونسي لم يلتزم ببنود العقد الذي يربطني معه، لم أتوصل بمستحقاتي لعدة أشهر، لذلك قررت اللجوء للفيفا الذي منحني حرية الإنضمام للفريق الذي أرغب فيه، ولم يكن بالإمكان العودة لفريق الصفاقسي بالنظر للمشاكل السابقة، وفضلت عرض الرجاء لأنه كان في المستوى ويوازي طموحاتي وأهدافي خاصة ما يتعلق بالجانب الرياضي لأنه الأكثر أهمية في الظرفية الراهنة.
- المنتخب: بالنظر لتجربتك كيف ترى الفرق بين الكرة المغربية ونظيرتها التونسية؟
مابيدي: المقارنة جد معقدة بالرغم من وجود نوع من التشابه والتقارب من حيث المستوى وطريقة اللعب فإن البطولة المغربية أفضل على مستوى التنظيم، كما أنها أكثر تنافسية في ظل تواجد مجموعة من الأندية لها نفس المستوى، وبالتالي فإنه يصعب التكهن بنتيجة المباريات حتى وإن كانت تجمع بين المتصدر وصاحب الصف الأخير، كما يصعب كذلك تحديد الفريق البطل قبل الدورات الأخيرة، بخلاف البطولة التونسية، حيث الفرق القوية على رؤوس الأصابع، وهي التي تشكل قاعدة المنتخب وتنافس على الواجهات القارية.
- المنتخب: مؤخرا أصبحت الأندية والمنتخبات المغربية تجد صعوبة لتجاوز نظيرتها من إفريقيا جنوب الصحراء، ما السبب في نظرك؟
مابيدي: اللاعب المغربي يتميز بمؤهلات فنية محترمة، لكنه يحتاج لمزيد من العمل وبذل مجهود أكبر ليطور مستواه البدني، هذا بالإضافة لوجود ضعف على المستوى التكتيكي كذلك، في حين بالنسبة للدول الإفريقية جنوب الصحراء هناك نوع من التطور على هذا المستوى يعود بالأساس للأهمية التي أصبحت تحظى بها كرة القدم بهذه البلدان، ولوجود مجموعة من مراكز التكوين التي تم إحداثها لصقل هذه المواهب في سن مبكرة.
- المنتخب: هل أنت مرتاح لما قدمته للرجاء في الفترة السابقة؟ وأيضا للمستوى الذي ظهرت به؟
مابيدي: هذه بداية فقط، ما زال ينتظرني عمل كبير لأستعيد كل مؤهلاتي، وذلك المستوى الذي كنت عليه في نهائي عصبة الأبطال الذي جمع وفاق سطيف وفيتا كلوب، حين سجلت هدفا رائعا في مرمى الفريق الجزائري بتسديدة قوية مركزة، وأمام الكوكب سجلت مثل هذا النوع من الأهداف، وأظن بأن هذه هي البداية، ومع مزيد من العمل أتمنى أن أقدم تلك الإضافة المرجوة للرجاء.
- المنتخب: ألا تزعجك المنافسة على مستوى خط الوسط بين مجموعة من لاعبي الرجاء؟
مابيدي: لا تزعجني ولن تزعجني أبدا، فالمنافسة جزء من لعبة كرة القدم، وبدونها لا يمكن للاعب أن يجتهد في التداريب ولا في المباريات، ولن يكون لديه حافز لتطوير إمكانياته، وفرض نفسه داخل التشكيلة الرسمية، فبدون منافسة سيكون التراخي والتهاون.
وداخل الرجاء هناك منافسة في كل الخطوط وليس في خط الوسط، فهناك تقارب بين مستوى اللاعبين، وشخصيا فأنا أجتهد وأعمل بجدية، لكن في الأخير يبقى الإختيار للمدرب الذي له صلاحية تحديد التشكيلة الرسمية.
- المنتخب: كيف ترى المجموعة الحالية للرجاء خاصة من حيث الكيف؟
مابيدي: لدينا مجموعة جيدة ومتجانسة، هناك بعض العناصر التي تتوفر على التجربة، وأغلب اللاعبين ما زالوا شبابا، لكن لديهم إمكانيات ومؤهلات محترمة، صحيح أن النتائج في المرحلة السابقة لم تكن في المستوى ولم تواز الطموحات والأهداف المسطرة، لكن هذا لا يعكس الواقع الحقيقي، فالفريق يضم لاعبين في المستوى، كما أن هناك عملا كبيرا والجميع يبذل مجهودا، وأظن بأن المستقبل كله أمام الرجاء خاصة في ظل المستوى الذي ظهر به الفريق في الدورات الأخيرة.
- المنتخب: هناك حديث عن وجود ضغط كبير على لاعبي الرجاء، هل أحسست به شخصيا أو تأثرت به؟
مابيدي: قد يكون هناك ضغط على اللاعبين الذين لم يتعودوا على مثل هذه المباريات وهذه الأجواء التي يخلقها الجمهور، لكني شخصيا لم أعان من هذا المشكل، ولم أحس بهذا الضغط كما لم أتأثر به، فأنا متعود على اللعب تحت الضغط، فهو الذي يخرج ما بداخلي من مؤهلات، فحين يكون الحضور الجماهيري كبيرا يكون الحافز بالنسبة لي أكبر لتقديم أفضل ما عندي ومضاعفة الجهد لكي أرضي هذه الجماهير التي جاءت لتستمتع ولتقدم كذلك الدعم والمساندة لفريقها، وهذا في نظري ما يشكل الفرق بين لاعب وآخر.
- المنتخب: لكن فريق الرجاء يجد صعوبات كبيرة لحسم مبارياته داخل الميدان، فما هي الأسباب في نظرك؟
مابيدي: كما قلت فالفريق يضم مجموعة من العناصر الشابة التي تتوفر على إمكانيات محترمة، لكنها ما زالت تفتقد للتجربة، وداخل الميدان غالبا ما قدمنا مباريات جيدة، لكن الأندية التي تواجهنا تركن للدفاع، وتحاول استغلال الهجومات المضادة التي تسرق منها هدف، وعوض أن نبحث عن هدف الفوز، نصبح في بحث جاد عن التعادل، وهذا ما يستنزف كل طاقاتنا، لكن المباريات الأخيرة عرفت نوعا من التطور على مستوى أداء الفريق، وهذا يبشر بنتائج أفضل في المستقبل سواء داخل الميدان أو خارجه.
- المنتخب: تمكنتم من الفوز على الكوكب، هل تعتبر هذه هي الإنطلاقة الحقيقية لكم في البطولة؟
مابيدي: أتمنى أن تكون كذلك، فقبل المباراة كان هناك إجماع على عدم تضييع هذه الفرصة، وحضر الحماس والرغبة القوية لحسم النتيجة لصالحنا، وبالفعل قدمنا مباراة جيدة، أظن بأننا كنا الأفضل في أغلب أطوار المباراة ونستحق هذه النتيجة، وبالمناسبة أشكر كل اللاعبين الذين ساهموا في هذا الفوز وكذا الجماهير التي تنقلت لملعب مراكش وساندتنا بكل قوة ولا أنسى دعم المكتب المسير وكذا توجيهات الطاقم التقني، فكل الظروف كانت مهيأة للعودة بثلاث نقط، وأتمنى أن يستمر هذا الحماس في باقي المباريات، وأنا على يقين بأن الرجاء في الطريق الصحيح، وأنها بالفعل الإنطلاقة الحقيقية نحو مزيد من النتائج الإيجابية التي ستسعد كل الأنصار.
- المنتخب: هل ما زالت لديكم حظوظ للمنافسة على اللقب أو إحدى المراتب الثلاث الأولى؟
مابيدي: بالفعل نحن نؤمن بحظوظنا، لأننا نركز على البطولة عكس فريقي المقدمة وأخص بالذكر الوداد والفتح اللذين سينشغلان بالمنافسات الإفريقية، وكما تعلم فإن هذه المنافسات تستنزف المجهود والطاقة وقد تخلف كذلك إصابات في صفوف اللاعبين، ومن جهة أخرى هناك تقارب كبير بين المراكز، ويكفينا ثلاث انتصارات متتالية لكي نصعد لطابور المطاردة، وهذا ما سنسعى إليه في الدورات القادمة، وإذا نجحنا في تقليص هذا الفارق بحلول الثلث الأخير فإن المعنويات سترتفع وسنستعيد الثقة أكثر، وبدعم هذا الجمهور الكبير وتظافر جهود كل مكونات الفريق سنقول كلمتنا في هذه البطولة، فبعد مباراتنا أمام المولودية الوجدية هناك 32 نقطة يمكن مناقشتها.
- المنتخب: من خلال متابعتك لمنافسات البطولة من ترشح للفوز باللقب؟
مابيدي: كما قلت سابقا من الصعب التكهن بالفريق الذي سيفوز باللقب، فالبطولة لن تكشف عن كل أسرارها إلا في الدورات الثلاث الأخيرة، وذلك بالنظر لتقارب مستوى الفرق وأيضا لعدم وجود فارق كبير من النقط بين أندية الصدارة، كما أن انشغال بعض الفرق بالمنافسات الإفريقية قد يغير بعض الموازين، لكن اللقب لن يخرج عن دائرة الأندية الكبيرة التي تتوفر على تركيبة بشرية مهمة و تجربة وكذا نفس طويل، وأتمنى أن يكون من نصيب الرجاء.
- المنتخب: وماذا عن باقي أهدافك وطموحاتك؟
مابيدي: جئت للرجاء من أجل المنافسة على الألقاب، فتاريخ الفريق شاهد على إنجازاته سواء على المستوى المحلي أو القاري، بل إنه تجاوز هذه الحدود ليصل للعالمية، وهدفي أن أقدم الإضافة المرجوة للرجاء وأساعده بتجربتي المتواضعة للتألق محليا والعودة بقوة للواجهة القارية، وأتمنى أن نجدد العهد مع الألقاب، بعدها يمكن التفكير في باقي الأهداف والطموحات المستقبلية، لأني أركز حاليا على مسيرتي مع الرجاء وأتمنى أن تكون ناجحة حتى أخلد إسمي بالفريق وأترك بصمات يمكن أن يتذكرني بها الجمهور الرجاوي.
- المنتخب: تحدثت عن هدفك الرائع في مرمى الكوكب، فكيف كان الإحساس بعد هذا الهدف؟
مابيدي: ليس هذا هو الهدف الأول في مسيرتي بهذا الشكل، فأنا متعود على مثل هذه الأهداف، ومنها الهدف الذي سجلته في نهائي عصبة الأبطال في مرمى سطيف الجزائري بقميص فيتا كلوب كما قلت سابقا، وهو من بين الأهداف التي أعتز بها كثيرا لأهمية الحدث، وحينما أتيحت لي الفرصة لم أتردد في التسديد، حيث لاحظت تقدم الحارس، ومن الطبيعي أن أكون سعيدا بهذا الهدف الثاني لي بقميص الرجاء بعد الهدف الذي منحنا التعادل أمام اتحاد طنجة، وسعادتي أكبر لأنني توفقت في تحرير زملائي بهدف ثاني منحنا الثقة وحررنا كما أعطانا الإطمئنان، وأتمنى أن أسجل مزيدا من الأهداف الجميلة بقميص الرجاء.
- المنتخب: أين يمكن أن نصنف علاقة مابيدي بالمدرب الطوسي؟
مابيدي: شخصيا أعتبره بمثابة الأب بالنسبة لي، إنه شخص رائع ومدرب كبير يستحق التقدير والإحترام، فهو يقوم بعمله بكل تفاني وإخلاص، فهو يتحدث ويتواصل مع الجميع بشكل رائع، أحبه وأحب طريقة عمله، وأتمنى له من صميم قلبي كل التوفيق في مهمته برفقة طاقمه المساعد.
- المنتخب: في الختام أشكرك على تلبية الدعوة وأترك لك مساحة حرة لتوجه رسالة للجمهور الرجاوي..
مابيدي: بدوري أشكركم على هذه الإستضافة، كما أستغل هذه الفرصة لأشكر كل مكونات الرجاء على حسن المعاملة، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن، وأطلب من الجماهير الرجاوية المزيد من الدعم والمساندة حتى تتحقق الأهداف المرجوة، لأن هناك بالفعل عمل كبير يقوم به الطاقم التقني والمكتب المسير، واللاعبون يبذلون قصارى جهدهم، ومن دون شك فإن هذا العمل سيعطي ثماره سواء عاجلا أم أجلا.