في العرين تعلب
الخميس 04 فبراير 2016 - 11:03كيف نتعامل مع الخرجة الإعلامية الأخيرة للمدرب الفرنسي التعلب هيرفي رونار، والتي أسر فيها لصحيفة «ليكيب» الفرنسية بأنه بصدد دراسة عروض توصل بها لتدريب مجموعة من المنتخبات الوطنية الإفريقية، وخص بالذكر عرض الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للإشراف على أسود الأطلس؟
على أنها خرق للمواثيق والأدبيات المهنبة التي تحظر على أي مدرب أن يشوش على مدرب زميل وهو يمارس مهامه، وأن خطورة هذا الخرق تتمثل في أن من أقدم عليه مدرب فرنسي ومن ساعدته على ارتكاب هذه الجنحة صحيفة مبرزة لا تتوانى في إعطاء الدروس في الشفافية والصدقية والنزاهة.
على أنها تلويح بلا أدنى قيمة من مدرب ليست هذه المرة الأولى التي يدعي فيها أنه على اتصال بأعضاء من داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأن هناك مفاوضات متقدمة بينه وبين الجامعة ليتحقق بحسبه حلم كل زمان، أن يشرف على العارضة التقنية للمنتخب المغربي لكرة القدم.
على أن هيرفي رونار لم ينطق هذه المرة عن الهوى وأن هناك فعلا توجها داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لإعداد خطط بديلة بكامل الإستباقية للحيلولة دون مزيد من إنجراف التربة تحت أرجل الفريق الوطني، بعد الإشارات الصادمة التي قدمتها مباراة باطا أمام منتخب غينيا الإستوائية.
على أن هناك خلفيات مبيتة ونوايا خبيثة يجري الرمي بها عن قصدية كاملة للضغط على الناخب الوطني الزاكي بادو والتشويش عليه في توقيت حرج وهو يهيئ لمواجهة حاسمة أمام منتخب الرأس الأخضر نهاية شهر مارس القادم.
قراءات كثيرة يستدعيها هذا التشهير بالنوايا الذي عمد إليه هيرفي رونار، فإما أنه إرتبط فعلا بعقد مبدئي مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لخلافة الزاكي عندما يتأكد رقميا أنه فشل في واحد من الأهداف التي ينص عليها عقده مع الجامعة، وفاته أن يتستر على هذا الإرتباط حفاظا على مصلحة الفريق الوطني ومراعاة لأدبيات المهنة وأخلاقيات الزمالة، وإما أن يكون الهدف من الكشف عن هذه المفاوضات هو تلميع الصورة للضغط على أطراف أخرى ساعية للتعاقد معه، كحال الكثير من المزايدات والمناقصات التي تحفل بها سوق الإنتقالات والتعاقدات، إلا أن نشر الخبر على لسان هيرفي رونار وليس بالتنسيب الذي يحتمل عنصر الإشاعة المغرضة، يستدعي اليوم من الجامعة التحرك لنفي الخبر جملة وتفصيلا مراعاة لمصالح مؤسسة الجامعة وحفظا لكبرياء ناخب وطني يوجد على ذمة هذه الجامعة.
وإذا كان هناك من بين الأعضاء الجامعيين من قال أن الجامعة لن تكترث لهذا الذي يتم الترويج له ولن تتصدى له ببيان تكذيب، اعتبارا إلى أن الزاكي ما زال ناخبا وطنيا بقوة العقد الذي يربطه بالجامعة، فإن توقيت نشر الخبر مؤكدا على لسان صاحبه، فيه إساءة كبيرة لمؤسسة الجامعة وللفريق الوطني المقبل على نزال مصيري ولناخبه الوطني الذي سيكون من حقه أن يلصق أي فشل لا قدر الله بالجامعة بسبب أنها لم تحمه بالشكل الكافي وبحجة أنها لم تتصد لكل الإشاعات التي إستهدفته.
تذكرون أنني عرضت في زاوية سابقة عنونتها بـ «كفانا سموما» إلى هذا الذي يروج له اليوم من وجود مفاوضات سرية بين الجامعة وبين ناخبين وطنيين منهم الفرنسي هيرفي رونار، وكما أنني أعطيت للجامعة كل الحق في أن تهيئ بكامل السرية ومن دون إثارة للبلبلة ومن دون بهرجة أيضا للبدائل المحتملة في حال ما إذا قضت الظروف وحصيلة المباريات بعدم وفاء الزاكي بادو بالتعهدات والأهداف التي ينص عليها عقده مع الجامعة، فإنني قلت وقتها أن لا نار بدون دخان، وأن هناك حاجة لإقامة جدارات مانعة تحول بين إذاعة كل خبر يشوش على الفريق الوطني وعلى مدربه.
لا أريد أن يفهم من هذا الذي سقته إليكم على أنه مرافعة تهدف إلى تحصين الناخب الوطني الزاكي بادو، فهو في مقام أول دفاع عن كبرياء ناخب وطني وعن قامة كروية وعن مؤسسة إسمها الجامعة وعن فريق وطني لا يحق لأي كان أن يسممه ويشوش عليه ويحوله إلى ورقة للمزايدة والرهان.
أما التعلب هيرفي رونار فإن كان يحلم بأن يصبح يوما مدربا لأسود الأطلس، فعليه أن يعرف أن هذا الفريق الوطني له كرامة لا يمكن أن يداس عليها وله تاريخ يفرض على كل من يريد تدريبه أن يدخل من الباب وليس من النافذة.